للغة قيمة جوهرية كبرى في حياة كل امة فهي الاداة التي تحمل الافكار وتنقل المفاهيم والثقافة وتحظى بأهمية لا حدود لها عند الأمة لأنها ارث حضاري وتاريخي وعنصر اساسي من مقومات تكوينها.
الامة تتكون من ثلاثة اركان هي (اللغة، الارض، التاريخ) ولا يمكن فصل اي ركن عن الآخر.
عانت الكثير من الامم لسياسات عنصرية لطمس اثارها وثقافتها ولغتها ومن بين هذه الامم الامة الكوردية، لقد عانى الشعب الكوردي من سياسة شوفينية وعنصرية وسياسات الانكار للحقوق الثقافية والفكرية واللغوية.
في كل أطراف كوردستان شمالها وجنوبها شرقها وغربها عانى كثيرا من السياسات العنصرية والتي كانت ولا زالت تمارسها الحكومات العنصرية ضد شعب كوردستان لكن الشعب الكوردي ناضل للحفاظ على هويته الثقافية وتمسكه بهويته القومية وعلى وجه الخصوص لغته فاللغة الكوردية تعتبر من اللغات العريقة في العالم.
حيث قامت هذه الحكومات العنصرية بإلغاء المدارس والتعليم باللغة الكوردية بل وصلت في بعض هذه الحكومات الى منع التحدث باللغة الكوردية بين ابناء القومية الكوردية.
مرت اللغة الكوردية بعدة مراحل سياسية واجتماعية كان له الأثر الواضح في الاختلاف الكبير بين اللهجات الكوردية .
للغة الكوردية العديد من اللهجات اهمها الكرمانجية الشمالية والسورانية الوسطى والكرمانشاهية الجنوبية.
وتنقسم كل واحدة من هذه اللهجات إلى عدة لهجات محلية مختلفة، ويرجع بعض الباحثين السبب في تعدد واختلاف اللهجات في اللغة الكوردية الى اختلاطهم بباقي القوميات، وكذلك بفعل التسفير والتهجير القسري للكورد على مر التاريخ من قبل الحكام وانصهارهم وتذويبهم مع القوميات الاخرى الى جانب منع اللغة الكوردية تحدثا وتعليما.
لكن عراقة وقدم وتأريخ وحضارة القومية الكوردية ولغتها حالت دون طمس هويتها الثقافية والحضارية.
وبعد التغيير الذي حصل في العراق عام 2003 حصل الكورد على حريتهم في التعليم باللغة الكوردية، بل واصبحت اللغة الكوردية دستوريا اللغة الرسمية الثانية في العراق بعد اللغة العربية.
لذلك حفاظك على لغتك الام تعتبر نضالا ضد السياسة العنصرية ويعني تمسكك بهويتك القومية والثقافية وارثك الحضاري.