×

  رؤا

الاتحاد الوطني خيمة وطنية

24/10/2023

حيدر خليل سورميري

كاتب واعلامي كردي

الوطنية ليست شعارات وهمية أو مجرد كلام، الوطنية فعلٌ وعمل، تعرض العراق منذ التغيير عام (2003)، لغاية اليوم، للكثير من الأزمات والمشاكل على جميع المستويات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية.

هناك من تغير خطابه وشعاره وفقاً لمصالحه الحزبية والشخصية والسياسية وجعل من الناس وقوداً لخطاباته وشعاراته الوهمية، لكن هناك من بقي ثابتاً في خطابه ومبدئهِ .

التغيير السلبي والتغيير الإيجابي .

يتميز الإنسان عن بقية الكائنات الأخرى لأنه يستطيع أن يتكيف مع الظروف والبيئة التي تحيط به، من خلال ممارسة عملية التفكير وبالتالي يطور أدواته حتى يستطيع التكييف مع بيئته المتغيرة، وهذا تغيير إيجابي.

أما التغيير السلبي هو أن يقبع تفكيرك في الماضي ولا تفكر إلا بالماضي، وهنا ستنتهي وتزول .

في السياسة التغيير مهم لكن أن يكون لك مبدأ يتماشى مع التغييرات التي ستحصل لك مستقبلاً، لأنك في السياسة تضع ستراتيجية طويلة الأمد وتُحسب حسابك للتغييرات التي ستتعرض لها، وتخطط كيف تخرج منها ثابتاً على موقفك ولن تهزك رياح التغيير .

الاتحاد الوطني الكوردستاني منذ تأسيسه على يد مجموعة شباب مثقفين ومطّلعين على الوضع السياسي العام في المنطقة لذا وضعوا مبدءا لن يتغير مهما تغيرت الظروف وملامح المنطقة .

تعرضت كوردستان بعد التغيير للكثير من الأزمات والمشاكل الاقتصادية خاصة، لكن لم يتغير موقف الاتحاد الوطني من العملية السياسية ولا من العراق وكوردستان، لأن قوة كوردستان من قوة بغداد كما أكد عليه فقيد الامة الراحل مام جلال ومن بعده قيادة الاتحاد، وقد اضطر الآخرون فيما بعد للاذعان لهذه الحقيقة .

لم يكن مهماً عند الاتحاد الوطني أن يخسر في بعض الأحيان على المستوى السياسي والحزبي، لكن المهم عند الاتحاد هو أرواح الناس وممتلكاتهم وحقوقهم ومعيشتهم .

على سبيل المثال ما حصل في (16، أكتوبر 2017)، وما مارسه الاتحاد من حكمة بالغة الأهمية وأتبع سياسة الاحتواء، كما لم يتبن شعارات مزيفة غايتها المكسب السياسي واستعطاف المشاعر بالرغم من خسارته عدد كبير من الشهداء والجرحى، وحتى على المستوى السياسي والحزبي، كما أن الاتحاد لم يستخدم معاناة الناس دعاية له كملف النازحين ورواتب الموظفين في الإقليم، بل أكد السيد بافل طالباني في الكثير من المواقف إبعاد معاناة الناس عن الصراع السياسي وعدم استخدامها كورقة سياسية.

نعم، اليوم تدرك الجماهير أهمية الاتحاد الوطني وضرورة الاحتكام إليه والالتفاف حوله .

 

 

 

 

  مواضيع أخرى للمؤلف