×

  رؤا

السقوط نهاية حتمية للتفرد والاستبداد

17/08/2023

حيدر خليل سورميري

كاتب واعلامي كردي

هناك من يريد دائما افشال استحقاقات كوردستان من خلال التفرد وفرض الراي

*حيدر خليل سورميري

الاختلاف أمر طبيعي وتكويني في الكون، ولو نظرنا من حولنا لشاهدنا كل شيء مختلف، فالانسان جنسين، وشكله ولونه مختلف بين بيئة وأخرى، النباتات والحيوانات مختلفة وليست متشابهة .

كل النباتات والحيوانات تتعايش فيما بينها رغم الاختلاف، وفقدانه للتفكير ويطغى عليه الطابع الغريزي فقط .ولم نسمع أن فصيل من النباتات أو الحيوانات هجمت على فصيل آخر مختلف معه بغية القضاء عليه أو السيطرة على مقدراته .

إلا بنو البشر لم يتقبلوا الاختلاف ورفضوا التعايش معه، فقامت حروب طاحنة فيما بينهم حيث دُمرت مدن وأُبيدت أمم على مر العصور .

حتى بدأ التطور الفكري لدى الانسان شيئاً فشيئا، وبدأ الأنبياء والفلاسفة إشاعة قبول الآخر المختلف وتقبل التعايش فيما بينهم، بغض النظر عن اللون أو اللغة .

بل تعدى ذلك كثيراً حتى قال القران في اكثر من مورد عن تقبل الآخر بغض النظر عن دينه أو عقيدته كما في قوله: ( لكم دينكم ولي دين)، أو ( فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ) .والكثير من الايات التي كانت تدعوا لتقبل الآخر .لكن للأسف الأمة التي نزلت فيها القرآن فشلت في إشاعة التعايش السلمي وقبول الآخر .

ونجحت أمم أخرى في هذا المجال، نجاحا كبيراً، حتى بات تأثيره على انظمة الحكم وطبيعة الأحزاب السياسية، كان فيما سبق الأنظمة الديكتاتورية والاستبدادية ترفض الرأي الآخر، وتسعى لاقصاء المعارضين بطرق شتى، اما عن طريق التغييب أو النفي أو القتل .لكن تلك الامم المتطورة نجحت في القضاء على هذه الأنظمة والاحزاب التي خلفها، وانشأت احزاب تؤمن بالديمقراطية ومبدأ التداول السلمي للسلطة، وتقبل بالمعارضة والاختلاف وحرية الصحافة وهذه أهم مبادئ أو أسس الديمقراطية إلا أن منطقتنا ( منطقة الشرق الأوسط) لا تزال تعيش في غياهب الظلام، ولازال تفكيرها تفكير تلك الأزمنة الغابرة التي ترفض الرأي والاختلاف والمعارضة السياسية.

وللاسف هذا التفكير يطغى على بعض الأحزاب الكوردية، وتحاول جاهدا للقضاء على الأحزاب المعارضة لها أو التي تختلف معها في الرؤية بشتى الطرق الغير شرعية، لتنفرد بالسلطة لوحدها وبناء نظام استبدادي ديكتاتوري ! .

إن النجاح الكبير الذي تحقق لكوردستان وانتزاع الحكم الذاتي جاء بعد التضحيات الكبيرة لابناء شعب الاقليم، والكل له الحق في ابداء الرأي في طريقة الحكم عن طريق الأحزاب التي ضحت وقدمت آلاف الشهداء .

لكن للأسف هناك من يريد دائما افشال هذا الاستحقاق وتدمير الحلم الكبير لشعب كوردستان من خلال التفرد بالسلطة، وتريد فرض رأيها على الآخرين، والسقوط نهاية حتمية للاستبداد والتفرد بالسلطة .

بل وصل الأمر بهم الى عرقلة المفاوضات والمباحثات التي يسعى لها الاتحاد الوطني الكوردستاني بجدية كبيرة لايجاد حلول حقيقية وجذرية للمشاكل العالقة بين الأحزاب الكوردستانية، وانهاء الازمات الخدمية وازمة رواتب موظفي اقليم كوردستان .

وهذا هو ديدن الاتحاد منذ تأسيسه وليومنا الحالي العمل على انهاء الخلافات بين الإخوة والعمل الجاد لبناء كوردستان وليكون الاقليم مثالا يحتذى به، وابعاد المواطنين عن المشاكل السياسية وهذا ما أكد عليه مرارا السيد بافل طالباني .

  مواضيع أخرى للمؤلف