×

  رؤا

الجامعة المستنصرية تبحث في نضال الاتحاد الوطني

23/05/2023

حيدر خليل سورميري

كاتب واعلامي كردي

كان في السابق الحديث عن الحركة الكوردية أو الاتحاد الوطني الكوردستاني جريمة لا تغتفر ويتعرض صاحبه للاعدام ! .أما الآن ومن وسط العاصمة بغداد ومن الجامعة المستنصرية وباللغة العربية قُدمت أطروحة دكتوراه للباحث الدكتور علي عذيب الشريفي الموسومة بـ(حزب الاتحاد الوطني الكوردستاني ودوره السياسي في تاريخ العراق،1975_1991) .

إن المطّلع على المشهد الثقافي والاجتماعي والاكاديمي في العراق وبغداد خاصة يلمس امتعاضا من الأحزاب السياسية، لكن بلا شك هناك أحزاب سياسية عريقة لها ثقلها داخل الأوساط الثقافية والأكاديمية والسياسية، ومحلها من العملية السياسية محل القطب من الرحى، بل تُعقد عليها الآمال في حفظ التوازن والاستقرار السياسي، واحد ابرز هذه الأحزاب هو الاتحاد الوطني الكوردستاني، لذلك عندما نسمع أو نشاهد أو نقرأ مؤلفات ومقالات وأبحاث وأطاريح ورسائل لنيل الشهادات العليا تتحدث عن تاريخ الاتحاد الوطني الكوردستاني فهي لم تأت من فراغ أو بطر كاتبها، بل من واقعٍ تاريخي وسياسي واجتماعي ودور وتأثير الاتحاد الكبير في تاريخ العراق السياسي .

لا يستطيع أحد أن ينكر دور الاتحاد في تاريخ الحركة الكوردية وحفظه لماء الوجه، حيث عمل على استمرارية وديمومة الحركة الكوردية خصوصا بعد انهيار الحركة الكوردية عام 1975، وتأسيس الاتحاد الوطني الكوردستاني حيث أعاد الأمل للكورد عامة وللحركة الكوردية خاصة، وكانت بداية الثورة الجديدة التي قادها الرئيس الراحل مام جلال كقائد للحركة الكوردية، واستطاع أن يجمع تحت مظلته ومظلة الاتحاد الوطني جميع أطياف الحركة الكوردية باختلاف توجهاتهم .

لذلك تتحدث الأطروحة عن فترة مهمة في تاريخ العراق وتاريخ الحركة الكوردية، كان للاتحاد الوطني الدور الأبرز في النهوض بواقع الحركة الكوردية وقيادتها حتى الحصول على الحكم الذاتي .

أما بعد التغيير عام 2003، عمل الاتحاد الوطني الكوردستاني جاهدا لإنقاذ العراق وحمله إلى بر الأمان، بخبرة وحنكة الرئيس الراحل مام جلال طالباني، الذي شهد له العدو قبل الصديق، القاصي والداني بكياسته وتلك الكاريزما الرائعة التي كان يتميز بها في التأثير على الفرقاء السياسيين ويُجلسهم على طاولة واحدة، للتقريب بين وجهات النظر ولتخفيف التوتر فيما بينهم، لما كان يملك من تأثير عليهم، وكان محل احترام وثقة كبيرين بين الأوساط السياسية .

حتى وصفته المرجعية الدينية بـ” صمام أمان العراق” وهي سابقة لم تشهدها تاريخ المرجعية الدينية، حيث لم تصف أي سياسي عراقي على مر تاريخها، وهذا دليل كبير على أن المرجعية عقدت أملها وثقتها بالرئيس الراحل مام جلال، لما يحمله من همٍ عراقي، وحنكة وكياسة ومقبولية وتأثير على الجميع، أما دوره الإقليمي فشهدت به الجامعة العربية وقادة وزعماء الدول لدوره في حل خلافات المنطقة مما يلقي بظلاله  على الوضع في العراق .

وكل هذا ترك ثروة ثمينة للاتحاد الوطني الكوردستاني على وجه الخصوص وللكورد بوجه عام، بل صار الرئيس الراحل مام جلال ذا تأثير على المجتمع العراقي لتواضعه وبساطته المعهودة والتي هي صفات القائد والزعيم، فعند وفاته أعلن العراقيون الحداد تلقائيا، واليوم كل ذكر للاتحاد الوطني يأتي في المقدمته الرئيس الراحل مام جلال .

طويت صفحات أطروحة الدكتوراه ونالت تقدير عالي جيد جداً، عن تاريخ الاتحاد الوطني الكوردستاني، لكن التاريخ النضالي والسياسي للاتحاد لازال بحاجة لآلاف الأطاريح والرسائل ولن يطوى.

 

 

  مواضيع أخرى للمؤلف