×

  رؤا

جلــد الـــذات و تلمــــيع صــــورة الدكـــتاتـــوريـــة

30/04/2023

سقوط صدام

حقائق حول اهمية سقوط الدكتاتور العراقي للكتاب والباحثين في ذروة محاولات بعض الدول والاطراف العراقية لتجميل صورة الطاغية وتشويه شرعية تحرير العراق من قبل التحالف الدولي بقيادة امريكا و بمساعدة جادة من المعارضة العراقية الممثلة لاغلبية مكونات العراق

*ستران عبدالله

ينشغل الغالبية بالبقع الغامقة في قميص الثورة العظيمة ضد الدكتاتورية بدعوى كاذبة حول اعادة كتابة التأريخ والتقييم النقدي للحدث الجلل الذي أقضّ يوما ما مضاجع البعث. مع العلم ان خطاب اعادة كتابة التأريخ هو خطاب صدامي بامتياز  كان الغرض منه سرقة الماضي بعد أن أحكمت الدكتاتورية قبضته على حاضرنا وأعد الخطط الشيطانية للامساك بأرض المستقبل.

تتميز الدكتاتورية بغبائه المفرط في انها لاتترك خيار الممر الآمن للمهزوم كي يجر اذيال الهزيمة ويترك ارض المعركة غير المتكافئة، بل تكتم على نفس خريطة الحياة و خياراتها المتعددة بحيث لا تعتبر مواجهة القمع مكابرة وعنادا ولم يخطئ العرب حين قالوا: مكره أخاك لابطل! فاذ يكتم الدكتاتور على أنفاس الضحايا لا تملك الا ان تقول كما قال محمود درويش من منبر المربد المثير للجدل:

حاصر حصارك لامفر.

ولكن كحال تسريبات تشرنوبل في اواخر التقويم السوفيتي فان عادات الدكتاتورية و خصالها  هي عدوى تنتقل بحكم العادة و النوستاليجيا الى القادم من الازمنة فينفرط عقد خطاب الادانة والاشادة ويتحول الى كوميديا الاخطاء حيث تكافأ الدكتاتورية و تدان الثورة التى وقفت في وجهها يوم عز على الكثيرين قول اعظم الجهاد في وجه الظالم: كلمة الحق.

  ولكن ماسر هذا الحنين الى الماضي متمثلا ليس في ماضي النضال والجهاد وهو بالمناسبة في متناول الجميع ويستيطعون التباهي به والادعاء على خلفية متاريسه الجهادية بل في الردة المخجلة المتمثلة في تبييض صفحة الدكتاتورية وتلميع صورة الرئيس المخلوع.

ما سر هذا التركيز على عيوب محطات الثورة الكردستانية ولقطاته التي طالت بطول عمر الثورة وذبول أيامها الرومانسية الناصعة؟ وهل أتاك حديث الثورة الغوغائية في بلاد الخمير الحمر كمبوديا وما اقترف من جرائم يندى لها جبين  الانسانية وكل ذلك باسم التنظير المثالي، تلك التجربة الداعشية في آفاق الارض الشيوعية التي مرت مرور الكرام تحت أنف وانظار  بعض اليسار الاوروبي الذي كان يغازل تلك التجربة الغليضة دون واعز من ضمير أو حتى مراجعة خجولة بعد عقود من الفضائع  التي ارتكبت باسم العدالة الاجماعية والاشتراكية وكل المثل  الجميلة وقارن ذلك بالجرائم والاخطاء التي ارتكبت خلال مسيرة الثورة الكردستانية.

بين يدي الآن  كتاب (الشهامة) للبيشمركة الكردستاني والشاعر  ملا شاخي الذي يتحدث فيه عن شهامة أنصار الحزب الشيوعي العراقي وعن الجهد العسكري  المشترك لبيشمركة الاتحاد الوطني الكردستاني وأنصار الحزب الشيوعي العراقي في جبال كردستان ضد الطغمة البعثية بعد مرحلة الانفال في أواخر الثمانينيات.

والكتاب الذي يتحدث عن الدم المشترك المراق في سهول وجبال كردستان هو مطبوع  مشترك لكاتب أتحادي  ومن منشورات اعلام  الحزب الشيوعي الكردستاني.

فلماذا لا نشجع الاجيال الجديدة على متابعة ادبيات مفعمة بالايجابية والهم الثوري المشترك ونركز على الآمال والآلام الوطنية التي جمعتنا ونغرف من الدروس المستنبطة منها في مقارعة الفاشية.

فما أحوجنا الى المشترك من الجهود والتضحيات والى المضيء من الايام في هذه الحياة السياسية الكالحة، حيث يتبارى عليه القوم في تمزيق سجل الثورة بدعوى تقييمها وغربلتها فيما يترك الحبل على الغارب لزبانية النظام الفاشي ويتم جبران خاطر كل ذلك الحشد المبتذل الذي كان في الضفة المقابلة للثورة المحقة بحجة ان الثورة قالت يوما ما: عفا الله عما سلف.

 

  مواضيع أخرى للمؤلف
←  هوامش في ذكرى التاسع نيسان 2003 .. أزمات السقوط والتأسيس والإدارة
←  عبدالمنعم الاعسم : فلول البعث وحقوق الانسان
←  العلمانية بريئة من صدام حسين
←  فالح عبدالجبار: نهايـــــة دكتاتــــــور
←  جلــد الـــذات و تلمــــيع صــــورة الدكـــتاتـــوريـــة
←  اسقاط النظام سهل لكن حكم العراق مهمة صعبة
←  رسالة الرئيس الأمريكي جورج بوش الى الشعب العراقي
←  سقط الطاغية.. فهل سقط النظام؟
←  من النكتة للإعدام.. رعب فعلي وثقه صدام حسين في العراق
←  هل إستحق نظام صدام السقوط؟