×

  رؤا

الاحتلال في كامل عفرين.. والزلزال في جنديرس

26/03/2023

فتح الله حسيني

كاتب وصحفي كردي من سوريا

يمكننا توصيف الزلزال الذي ضرب مدن تركية ومدن في شمال كردستان وغربها بأنها كارثة انسانية مضافة لما آلت اليه الأوضاع السياسية في تلك المناطق، لتضاف اليها الكارثة الانسانية وسط مقتل وفقدان وجرح عشرات الآلالف أيضاً، حيث هذه الكارثة ربما، لم توقظ ضمير المجتمع الدولي ليفكر ولو للحظة واحدة في أن هنالك مدينة أسمها "جنديرس" وهي ضمن قلب "عفرين" المحتلة، راح ضحية الزلزال فيها أكثر من 250 شخصا بين طفل وأمراة وكهل وشاب كحصيلة أولية، ودون أن يسمع أي أحد بذلك بل وسد المجتمع الدولي  والغرب كله آذانه حيال تلك الكارثة التي بقيت وحيدة ودون عمليات انقاذ أو حتى دون وجود آليات تنشل الجثث من تحت الأنقاض، هي مناشدة هنا، بأن عفرين ظلت وحيدة كما كانت في العام 2018 أبان احتلالها بوحشية.

الدمار في سوريا كان هائلاً، المناطق المتضررة هي بالفعل موطن لملايين الأشخاص الذين نزحوا بسبب أكثر من 10 سنوات من الحرب الأهلية الداخلية والمفروضة اقليمياً ودولياً، والذين يعيشون في كثير من الأحيان في مخيمات أو في مساكن بسيطة غير محصنة من الثلح والمطر فكيف تكون محصنة من آثار وقوة الزلازل.

أظهرت مقاطع فيديو من قلب الحدث أن مناطق بأكملها باتت مدمرة، ومناطق ما زالت تفتقر الى البنية التحتية والمستشفيات وكذلك إمكانية الوصول إلى الإغاثة الإنسانية، فبقيت مناطق تسكنها الأشباح وروائح الجثث.

نظراً للعقوبات المفروضة على حكومة دمشق، لم يسمح للمساعدات من المرور الى الأراضي السورية، وإن دخلت فكانت ضيئلة جداً مقارنة بحجم الكارثة، أهالي أحياء في حلب وادلب وحماة ظلوا ليومين متتالين يعيشون في العراء خوفاً من هزات ارتدادية، بينما كانت الحرب الطائفية تأكل أجساد السوريين لأكثر من 11 عاماً.

هل الزلازل والخسائر الهائلة التي سببتها ستدفع المجتمع الدولي الى البحث السريع عن حلول سياسية بعد الكارثة الانسانية، وهل يمكن أن تعمل قوات سوريا الديمقراطية كقوة كبرى وحليفة للتحالف الدولي في لعب دور أكبر والخروج من منطاق سيطرتها وربما تستطيع توفير الدعم للمناطق المتضررة، ليكون هناك دعم انساني للمتضررين.

سؤل سيرواد الكثرين: هل من الممكن أن تتوقف تركيا والميليشيات التي تدعمها في سوريا عن مهاجمة المدنيين وتكون على استعداد لترك الحرب التي لا نهاية لها جانباً وترك القوافل الإنسانية تمر عبر منبج أو كوباني أو مناطق أخرى، لأن مدناً تركية ذاتها تضررت من تلك الكارثة، ووقفت الى جانبها الكثير من الدول رغم سياساتها غير المحببة في المنطقة، ولكن  الكارثة تظل كارثة.

بعد هذه الكارثة نأمل أن يكون للسلام دور أهم من الحروب، لأن الظلم يؤدي الى الكوارث، الكوارث فحسب.

 

 

 

 

  مواضيع أخرى للمؤلف