×

  اخر الاخبار

  المكتب السياسي: خيانة 31 آب مصدر كل هذه السلبيات والمآسي



أصدر المكتب السياسي للاتحاد الوطني الكوردستاني، بيانا في الذكرى الـ 28 لخيانة 31 آب واحتلال أربيل عاصمة اقليم كوردستان من قبل النظام البعثي البائد عام 1996، بدعوة من الحزب الديمقراطي الكوردستاني، فيما يأتي نصه:

يمر 28 عاما بالتمام والكمال، على خيانة 31 آب، الفاجعة الأكبر في الحياة السياسية لشعبنا، والمتمثلة بهجوم جيش البعث الفاشي على أربيل عاصمة كوردستان، بدعوة رسمية من الحزب الديمقراطي، وذلك لفرض توازن قوى غير مشروع داخل العملية السياسية في بلدنا، حيث كان من الممكن، بدل فرض الخيانة والارادة غير الوطنية وغير القومية، حل الخلافات الداخلية عبر نداء كوردي وحرص سلمي، ودفع دماء وهموم كثيرة عن شعب كوردستان وصون السمعة الدولية لتجربتنا التي كانت في بداية تكوينها ونشوئها.

إن نتائج هذه الخيانة لم تتوقف عند الإضرار بالاتحاد الوطني الكوردستاني وقوات البيشمركه واستشهاد وجرح وتشريد مئات المناضلين من اتحادنا ومناضلي كوردستان، ولا عند قتل وملاحقة عناصر القوى العراقية المعارضة للنظام الصدامي الدكتاتوري، بل إنها تركت جرحا غائرا في جسد شعبنا المضحي والمعرض أصلا للإبادة الجماعية، لم يلتئم حتى الآن رغم مرور 28 عاما، حيث مازالت آثارها السياسية والاجتماعية والاقتصادية، بل حتى الثقافية أيضا، باقية في اقليمنا، كما أدت الى تشويه السمعة والجوهر التحرري للكوردايتي لدى العالم لفترة طويلة.

للأسف فإن السياسات الخاطئة والمتكررة للحزب الديمقراطي هنا وهناك، تفتح باستمرار جراح صيف الخيانة، والعاصمة المحتلة في يوم 31 آب المشؤوم.

خلال مايقارب ثلاثة عقود ماضية، تنازل شعبنا الصابر والاتحاد الوطني أيضا، عن الكثير من حقوقه المشروعة، من أجل دماء الشهداء وكفاح عشرات السنين من نضال الكوردايتي، كما ترك هذه الذكرى الأليمة لتقييم التاريخ، مراعاة لمستقبل وطننا ولتوسيع فرص التعايش والوئام الكوردستاني، ورفع شعار السلام وفتح صفحة جديدة، لكي يبقي على تجربتنا شامخ ويطورها، باتباع سياسة وحوار سلميين، ويبلغ أهدافه رغم جرح الخيانة الغائر، إلا أن الحزب الديمقراطي وللأسف، بدلا من مراجعة أخطائه والعمل على تضميد واندمال جراح وويلات الماضي، فإنه يتحين أي فرصة ولو صغيرة للخلاف الداخلي، لفتح جرح الأمة والوطن، وبالاستناد الى الاختلال غير المشروع لتوازن القوى والإرادة المفروضة نتيجة مؤامرات ما بعد 31 آب، يريد قلب طاولة الخيانة والغدر على الآخرين، حيث بات الخطاب السياسي المتشنج والظاهرة المقيتة المتمثلة بإلصاق تهمة الخيانة بالآخرين، وإطلاق الذم والقدح القومي والوطني، وتحريف التاريخ وسلب أمجاد النضال الشامل للحركة التحررية لشعب كوردستان، هو الخطاب السائد والسائغ على لسان المركز المتنفذ في ذلك الحزب.

 ولاشك أن هذه الظاهرة المعيبة تعرقل إجراء تقييم واقعي للأحداث من جهة، ومن جهة أخرى لن يساعد في بذل أي جهد مستقبلي حريص يهدف لتحويل ماضي الخيانة المظلم الى مستقبل مشرق لشعبنا ولشباب المستقبل في المجتمع الكوردي.

في هذه الذكرى الأليمة والمريرة والمتخمة بالآلام، يجدد الاتحاد الوطني الكوردستاني التأكيد على الدعوة لنضال اتحادي مسؤول وديمقراطي، إنطلاقا من ضمير كوردي حي ومستند الى قلعة تضحيات الماضي في سبيل الحرية والسلم الاجتماعي وضمان مستقبل أجيال كوردستان، يهدف الى بناء غد مشرق، وتفعيل نضال الكوردايتي المتجدد، نحو تصحيح مسار الحكم واستعادة توازن القوى في كوردستان، واحتواء الظروف السلبية التي ادت الى الاحتكار والتمييز والإجحاف وغيرها، وبالتالي تفريغ العديد من مفاصل تجربتنا من محتواها الوطني والديمقراطي والعادل، ومصدر كل هذه السلبيات هو خيانة 31 آب، وخاصة في ظل ثقافة  منحطة ورجعية مازالت تعرّف هذا العار السياسي كأنه مكسب قومي ووطني، وتدافع عنه وتتباهى به دون خجل.

 

في الذكرى الـ 28 لجرح آب..

لنضع  حدا لهذا النزيف القومي، من خلال نضال مدني وسلمي متواصل، وانتخابات نزيهة مراقبة عراقيا ودوليا، ونسعد أرواح شهدائنا، ولاسيما شهداء مقاومة احتلال أربيل العاصمة.

الى أمام لتصحيح مسار الحكم واستعادة توازن القوى في كوردستان

 

المكتب السياسي

للاتحاد الوطني الكوردستاني

31/آب/2024


01/09/2024