*محمد شيخ عثمان
تعد مسألة تشكيل الكابينة العاشرة لحكومة إقليم كردستان لحظة حاسمة في تاريخ الإقليم، خاصة في ظل التحديات السياسية والاقتصادية التي تواجه المنطقة والاتفاق على إقامة حكومة شراكة حقيقية يمثل خطوة محورية نحو تحقيق الاستقرار السياسي وضمان حكم رشيد يُلبي تطلعات الشعب،
الكابينة العاشرة يجب أن تكون حكومة تمثل الجميع، وتعمل للجميع، من أجل بناء مستقبل مستقر ومزدهر لإقليم كردستان وان نجاح تشكيل الحكومة يعتمد على مجموعة من المبادئ والشروط التي تضمن شراكة حقيقية وحكماً رشيداً منها:
**شراكة حقيقية لتصحيح مسار الحكم: إن الاتفاق على إقامة حكومة تقوم على شراكة حقيقية في الحكم والقرار يمثل الأساس لضمان استقرار الإقليم وحسن إدارة مؤسساته، شراكة حقيقية تعني تجاوز الهيمنة الأحادية والعمل على تحقيق التوازن بين الأحزاب السياسية المشاركة. لا يمكن لأي حكومة أن تنجح دون أن تكون جميع الأطراف شريكة في صنع القرار، لا سيما في ما يتعلق بالملفات المصيرية والحساسة مثل معيشة المواطنيين وآمال الشباب و الموارد الطبيعية، العلاقات مع الحكومة الاتحادية، وإدارة الإيرادات .
**تصحيح مسار الحكم كأساس للإصلاح: تصحيح مسار الحكم أحد ركائز تشكيل الحكومة الجديدة والتي تشمل:
- برلمان فعال و دستور للاقليم : عبر تعزيز دور البرلمان و توافق جميع القوى على اقرار دستور الاقليم وانشاء المحكمة الدستورية لحمايته وتفسير مواده ،سيكتمل جزء اساسي من ركائز الاصلاح والحكم الرشيد .
-مكافحة الفساد: ضمان الشفافية في إدارة الموارد المالية والإيرادات ، ومحاسبة المسؤولين عن التجاوزات.
- إصلاح المؤسسات: العمل على إعادة بناء مؤسسات الدولة وفق مبادئ الكفاءة والاستقلالية بعيداً عن التسييس وتوحيد قوات البيشمركة وفق مبدا العدالة والتوازن.
- تعزيز سيادة القانون: تقوية القضاء وضمان استقلاليته واحترام قراراته كضمانة للعدالة والمساواة .
**الحكم الرشيد: الحكم الرشيد هو المعيار الذي سيحدد مدى نجاح الكابينة العاشرة في مواجهة التحديات الراهنة ويشمل إشراك المجتمع المدني في صنع القرار وتعزيز حقوق الإنسان وصون الحريات العامة مع ضمان عدالة توزيع الثروات وتقديم الخدمات بين جميع مناطق الإقليم.
الإسراع في تشكيل الكابينة العاشرة ضرورة ملحّة لتجنب الفراغ السياسي الذي قد يؤدي إلى تفاقم الأزمات الحالية وهذا يستوجب تجاوز الخلافات السياسية من خلال الحوار البنّاء والتفاهم المشترك، مع الالتزام بتنفيذ اتفاقات واضحة ومحددة الأطر لضمان نجاح الحكومة المقبلة.
ختاما: تشكيل الكابينة الجديدة ليس مرتبطا بتوقيت معين بل منوط بنية الاطراف المشاركة في التعاطي الايجابي مع ضرورات تصحيح مسار الحكم واقامة حكم رشيد ومتى ماكانت هذه النيات صادقة وحاضرة ستكون التشكيلة في متناول اليد وخدمة المسار الديمقراطي في الاقليم.