×

  شؤون دولية

  بيان للرأي العام: سوريا تتعرض مجددًا لعدوان قوى ظلامية



 

بيان إلى الرأي العام:

تتعرض سوريا مجددًا لعدوان قوى ظلامية تتلقى أوامرها من أعداء الشعوب، وعلى رأسهم دولة الاحتلال التركية، التي تواصل الحلم بإعادة أمجاد العثمانية المظلمة التي استعبدت شعوب المنطقة وفرضت عليها قرونًا من الدماء والفقر والتخلف. واليوم، تستخدم السلطات التركية نفس الأساليب الوحشية التي اتبعها أجدادها، فتارة توظف “جبهة النصرة” وتارة أخرى “داعش”، في محاولة لإرجاع التاريخ إلى عصور الخلافة المظلمة. هذه الفصائل الإرهابية، كما شهد العالم خلال السنوات الماضية، تمثل تهديدًا لكل القيم الإنسانية والحضارية.

مرة أخرى، أطلقت السلطات التركية العنان لمجموعات متطرفة كانت تحتفظ بها تحت السيطرة لسنوات، لتعيد ارتكاب جرائم وحشية وانتهاكات جسيمة بحق الإنسانية، مدعومة بشكل مباشر من الدولة التركية الفاشية، مما يمهد الطريق لعودة تنظيم داعش ويشكل تهديدًا خطيرًا للأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.

في ظل هذا العدوان، يتحمل النظام السوري مسؤولية كبيرة عن المعاناة المستمرة التي يعيشها الشعب السوري منذ أكثر من عقد، نتيجة لسياساته التي فشلت في حماية الشعب واستعادة الاستقرار.

التهجير القسري والمآسي المتكررة ما هي إلا نتيجة غياب استراتيجية وطنية حقيقية لمواجهة هذه الأزمات.

في مواجهة هذا الغزو الجديد، أصدرت الإدارة الذاتية الديمقراطية وقوات سوريا الديمقراطية توجيهات بـ “النفير العام”. وفي هذا السياق، يدعو المجلس العام لحزب الاتحاد الديمقراطي  (PYD) كافة أعضائه وجميع مكونات شمال وشرق سوريا إلى التكاتف وتحمل المسؤولية التاريخية، والانضمام إلى النفير العام، والمشاركة الفاعلة في صفوف قوات حماية المجتمع للدفاع عن الأرض والشعب، وحماية المكتسبات والكرامة في مواجهة أعداء الإنسانية.

كما نناشد الرأي العام العالمي والمنظمات الحقوقية الدولية تحمُّل مسؤولياتها القانونية والإنسانية، والعمل بشكل جاد على وقف هذه الممارسات التي تهدد الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي، ومنع إعادة إحياء التنظيمات الإرهابية التي تشكل خطرًا على البشرية جمعاء.

 

 المجلس العام لحزب الاتحاد الديمقراطي (PYD)

 

غريب حسو: بذلنا جهوداً مشتركة كبيرة لفتح ممر آمن لأهلنا في الشهباء

الى ذلك ووَسْطَ الهجوم المباغت للفصائل المسلحة بقيادة جبهة النصرة ــ المُصنَّفة على قوائم الإرهاب ــ على حلب، والانهيار الدراماتيكي لجيش النظام، برزت على السطح مخططات تركية لارتكاب إبادة جماعية في حلب؛ وتحديداً لمهجَّري عفرين وسكان قرى الشهباء الأصليين، وضمن هذا الإطار وجَّه “مجلس شعب عفرين والشهباء” نداءً إلى الإدارة الذاتية الديمقراطية لفتح ممر آمن للمدنيين القاطنين في الشهباء، وفي غضون ذلك كان لا بد للإدارة الذاتية الديمقراطية والأحزاب السياسية من ضرورة خوض معركة دبلوماسية مع القوى النافذة في سوريا لإفشال المخطط التركي ومرتزقته وفتح ممر آمن لشعوب ومكونات منطقة الشهباء لنقلهم إلى مناطق الإدارة الذاتية الآمنة.

وفي هذا السياق، تحدَّثَ الرئيس المشترك لــ PYD “غريب حسو” للموقع الإلكتروني لصحيفة الاتحاد الديمقراطي مستهلاً حديثه بالتطرق إلى معاناة ومآسي المهجَّرين ومرارة الألم والتهجير من مناطق الشهباء ورحلتهم الشاقة والاستفزازات التي تعرضوا لها من المرتزِقة خلال تهجيرهم الثاني للوصول إلى مناطق الإدارة الذاتية الآمنة.

وأشار “غريب حسو” إلى مخطط مخابراتي تركي خلال الهجوم على حلب لإبادة المكونات المتعايشة في الشهباء وفي مقدمتهم الكرد.

منوهًا إلى الجهود المشتركة الدبلوماسية الكبيرة والتواصل مع القوى الكبرى التي بذلتها الإدارة الذاتية بمشاركة حزب الاتحاد الديمقراطي PYD والأحزاب السياسية الأخرى للتمكن من تأمين ممر آمن لمهجَّري الشهباء ونقلهم إلى مناطق الإدارة الذاتية في إقليم شمال وشرق سوريا الآمنة.

من جانب آخر تطرق “غريب حسو” إلى أعداد النازحين الذين وصلوا إلى مناطق الإدارة والذين يُقدَّرُ عددهم قرابة المئة ألف نازح، فيما أكد “غريب حسو” أن حافلات نقل أهلنا في الشهباء موجودة في مناطق معروفة للأهالي هناك ليتم استكمال نقلهم إلى مناطق الإدارة رغم الصعوبات والعوائق التي تفتعلها الفصائل الإرهابية والمرتزقة أمام المهجرين.

“غريب حسو” أكد أن الإدارة الذاتية وحزب الاتحاد الديمقراطي يبذلان جهوداً جبَّارة لتأمين المستلزمات الضرورية ومراكز الإيواء والاحتياجات الأساسية والطبابة للمهجرين رغم الإمكانيات المحدودة.

كما أعرب “حسو” عن شكره العميق لجهود الأحزاب السياسية ــ بياناً كان أو دعماً ــ ومختلف المؤسسات والاتحادات والمبادرات الشعبية التي ساهمت وشاركت في تحمُّل المسؤولية تجاه أهلهم “مهجري الشهباء” والتي إن دلت على شيء إنما تدل وتعبِّر عن روح التكاتف والتضامن والأخوة والعيش المشترك بين مكونات المنطقة.

في ختام حديثه قال “غريب حسو” رغم حصول التهجير والمعاناة، لكن ما زالت المقاومة مستمرة، مستشهداً بحديث النازحين عن التمسك بروح المقاومة واستمرارها التي امتلكوها من المقاومين الطليعيين ومن أبنائهم الشهداء، لأن المقاومة هي السبيل الوحيد للعودة إلى عفرين والشهباء ودحر الاحتلال.


08/12/2024