تلقى رئيس الاتحاد الوطني الكردستاني بافل جلال طالباني، الخميس، دعوة رسمية للمشاركة في أعمال مؤتمر ميونخ للأمن في ألمانيا ، المنعقد في 14- 16 من شهر شباط الجاري في مدينة ميونخ الألمانية.
وقد عقد على هامش اجتماعات المؤتمر العديد من الاجتماعات واللقاءات السياسية والدبلوماسية مع المسؤولين رفيعي المستوى والقادة السياسيين والامنيين والاقتصاديين للدول المشاركة في المؤتمر.
ويشكل مؤتمر ميونخ الأمن منصة فريدة من نوعها على مستوى العالم لبحث السياسات الأمنية ويكاد يكون المكان الوحيد الذي يجتمع فيه هذا الكم الهائل من ممثلي الحكومات والأحزاب السياسية إلى جانب نخبة من الخبراء وصنّاع القرار في مجالات السياسة والدبلوماسية والأمن الدولي .
مباحثات مع وزير الدولة الألماني للشؤون الخارجية
هذا و التقى بافل جلال طالباني، رئيس الاتحاد الوطني الكوردستاني، الجمعة 14/2/2025 توبياس ليندنر، وزير الدولة الألماني للشؤون الخارجية، على هامش مشاركته في مؤتمر ميونخ للامن في ألمانيا.
واكد الاجتماع "ضرورة التنسيق والتعاون وتعزيز العلاقات الثنائية من أجل تعزيز المساعي لحماية الأمن والاستقرار في المنطقة".
كما تم تقييم الوضع في سوريا وغربي كوردستان بعمق، حيث اكد الرئيس بافل "حرص الاتحاد الوطني على إيجاد حل سلمي للقضية الكوردية في سوريا".
واعلن رئيس الاتحاد الوطني "أن حماية حقوق جميع المكونات، ولاسيما الكورد، ومشاركتهم في القرارات وإعادة بناء سوريا الجديدة، ستكون ضمانا لاستقرارها"، موضحا "ان اي جهد خارج ذلك الهدف سيزيد الوضع تعقيدًا، لذا فان من مسؤولية الجميع دعم حماية المنطقة وتكثيف الجهود للوصول الى حل وطني شامل في هذا الشأن".
لن ننسى الأصدقاء الذين وقفوا إلى جانبنا ولم يتخلو ا عنا
والتقى رئيس الاتحاد الوطني الكوردستاني، الجمعة 14/2/2025 ناتاليا بوزيريف، عضو الجمعية الوطنية الفرنسية في لجنة الدفاع بالبرلمان، على هامش مشاركته في مؤتمر ميونخ للامن.
واكد الرئيس بافل خلال الاجتماع "ضرورة مواصلة التنسيق والتعاون المشترك بين الجانبين من أجل توحيد الجهود وترسيخ السلام والاستقرار في المنطقة، بما يسهم في تحقيق المزيد من الرفاهية لبلادنا".
كما جدد الرئيس بافل رغبة الاتحاد الوطني والشعب الكوردي في تعزيز العلاقات التاريخية وتطوير التعاون المشترك مع فرنسا في مختلف المجالات، وخاصة من الناحية الاقتصادية والدبلوماسية، معلنا ان “الاتحاد الوطني يقدر مواقف دولة فرنسا وشعبها المساندة للشعب الكوردي، ومستذكرا دعم السيدة دانييل ميتران، التي ساندت ودعمت القضية الكوردية في مراحل النضال الصعبة".
واكد الرئيس بافل "لن ننسى الأصدقاء الذين وقفوا إلى جانبنا ولم يتخلو ا عنا، وننظر الى تلك العلاقات بتقدير ونريد تطويرها".
وتم تبادل الآراء حول الوضع في الشرق الأوسط، خاصة في سوريا والقضية الكوردية في غربي كوردستان، وأكد الرئيس بافل جلال طالبانى "ضرورة حماية حقوق جميع القوميات والمكونات في إطار سوريا الجديدة”، وقال: "ينبغي احترام نضال وتضحيات الشعب الكوردي في غربي كوردستان والمشاركة الفعالة في إعادة بناء بلدهم، وان أي محاولة للإقصاء، والخروج من هذا الهدف الوطني ستلقي بظلالها على استقرار المنطقة".
مباحثات مع الجنرال ديفيد بترايوس
ضمن سلسلة اللقاءات التي يجريه بافل جلال طالباني رئيس الاتحاد الوطني الكوردستاني في مؤتمر ميونخ للامن في المانيا، التقى يوم الجمعة 14/2/2025 الجنرال ديفيد بترايوس، المدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA) والقائد السابق للقيادة الوسطى للقوات الأمريكية.
وجرى خلال الاجتماع، "مناقشات شاملة حول الوضع الأمني في إقليم كوردستان والعراق والمنطقة، واهمية الاستقرار الامني وتعزيز السلام في الشرق الأوسط".
كما تم التأكيد على" ضرورة استمرار الحوار البناء بين جميع الأطراف من أجل التغلب على التحديات الأمنية".
وتطرق الاجتماع، الى بحث سبل توسيع العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الإقليم والولايات المتحدة، حيث أعرب الرئيس بافل عن استعداده الكامل من هذه الناحية في إطار حماية المصالح العليا وخدمة الشعب، وتعزيز البنية الاقتصادية في البلاد.
مباحثات مع رئيس لجنة الدفاع في البرلمان البريطاني
اجتمع بافل جلال طالباني رئيس الاتحاد الوطني الكوردستاني، السبت 15/2/2025 في ألمانيا، مع تان ديسي رئيس لجنة الدفاع في البرلمان البريطاني.
وخلال الاجتماع تحدث الرئيس بافل جلال طالباني باهتمام، عن دور بريطانيا في استتباب الأمن والاستقرار في العراق والمنطقة، وقال: "الاتحاد الوطني الكوردستاني حريص على تنمية جميع العلاقات التي تصب في خدمة الأهداف السامية لبلدنا"، مبديا تقديره لدعمهم المتواصل للشعب الكوردي وتقوية كيان اقليم كوردستان.
وفي جانب آخر من الاجتماع، جرى التباحث حول الأحداث السياسية والأمنية في المنطقة والعراق واقليم كوردستان، حيث تم التأكيد على ضرورة حماية الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط، وشدد الرئيس بافل على أهمية مواصلة الحوار والتفاهم بين جميع الأطراف، بهدف الوصول الى حل سلمي للمشكلات والتغلب على التحديات.
مباحثات مع مستشارة الرئيس الفرنسي
كما والتقى بافل جلال طالباني رئيس الاتحاد الوطني الكوردستاني، السبت 15/2/2025 السيدة آن كلير مستشارة ايمانيول ماكرون الرئيس الفرنسي.
وتم خلال الاجتماع تبادل وجهات النظر حول "آخر المستجدات السياسية على مستوى الإقليم، العراق، والشرق الأوسط" حيث أكد الاجتماع "ضرورة واهمية التنسيق والحوار بين جميع الأطراف من اجل الاستقرار الأمني والسياسي في المنطقة".
وأعرب الرئيس بافل جلال طالباني عن شكره للشعب والحكومة الفرنسية على تقديم المساندة للشعب الكوردي خلال الحرب على ارهابيي داعش، وقال: " توسيع التعاون والتنسيقات العسكرية سيكون فرصة مناسبة للحفاظ على الامن والسيطرة على تحركات فلول داعش"، ومن هذه الناحية اوضح الرئيس بافل آليات ازاحة المعوقات امام التحديات الأمنية.
مباحثات مع مستشار الأمن القومي البريطاني السابق
والتقى بافل جلال طالباني، رئيس الاتحاد الوطني الكوردستاني، السبت 15/2/2025 جوناثان باول، مستشار الأمن القومي البريطاني السابق، على هامش مشاركته في مؤتمر ميونخ للأمن في ألمانيا.
وخلال الاجتماع، استعرض الرئيس بافل جميع القضايا والتطورات في إقليم كوردستان والعراق والمنطقة، وقدم "الرؤية والاستراتيجية الوطنية للاتحاد الوطني الكوردستاني تجاه التحديات الراهنة"، معربًا عن "دعمه الكامل للجهود الرامية الى ازالة العقبات وتحقيق الأمن والاستقرار".
كما شدد الرئيس بافل على "أهمية وضرورة تعزيز العلاقات الودية والتعاون بين اقليم كوردستان والعراق من جهة، وبريطانيا من جهة أخرى، بما يخدم المصالح العليا للطرفين ويساهم في ترسيخ الأمن والاستقرار في المنطقة".
وكانت مواجهة فلول ارهابيي داعش وتنسيق الجهود العسكرية محورا آخر في اللقاء، حيث تبادل الجانبان وجهات النظر حول هذا الملف، وتم التاكيد على "ضرورة استمرار التنسيق والتشاور المستمر لمنع اي فرصة لتحركات الإرهابيين والتصدي للمخاطر الأمنية".
من جانبه، اكد مستشار الأمن القومي البريطاني السابق "التزام بلاده بدعم استقرار إقليم كوردستان ومواصلة التعاون، واعلن ان "بريطانيا تولي اهمية كبيرة لمكانة الإقليم وستواصل تنسيقاتها".
اهمية ورسائل مشاركة الرئيس بافل في مؤتمر ميونيخ
وتعتبر مشاركة بافل جلال طالباني في مؤتمر ميونيخ خطوة دبلوماسية مهمة تؤكد على دور الاتحاد الوطني كلاعب سياسي وأمني فاعل يسعى إلى بناء شراكات دولية لخدمة القضية الكردية اضافة الى المسيرة الديمقراطية في العراق وتعكس اهتمام الحزب بتعزيز دوره الإقليمي والدولي، وتأتي هذه الخطوة في سياق استراتيجي له عدة أبعاد:
1. تمثيل الاتحاد الوطني والكرد على الساحة الدولية:
• مشاركة بافل طالباني في المؤتمر، الذي يُعد من أهم المنصات الأمنية والسياسية في العالم، تبرز الاتحاد الوطني كممثل مهم للكرد على الساحة الدولية وتعزز موقفه السياسي داخل العراق وخارجه لدوره في مقارعة الارهاب ببسالة وكذلك هويته الداعمة للحريات وحقوق الانسان وحل الازمات بالحوار والتفاهم.
2. مناقشة قضايا الأمن ومكافحة الإرهاب:
• بالنظر إلى الأوضاع الأمنية غير المستقرة في العراق وإقليم كردستان، يمكن للرئيس بافل أن يلعب دورًا في طرح قضايا الإرهاب، خاصة تهديدات تنظيم داعش، وطلب استمرار الدعم الدولي لتعزيز الاستقرار في الإقليم .
3. تعزيز العلاقات مع الدول الكبرى:
• المؤتمر يشكل فرصة للرئيس بافل للقاء قادة دوليين وصناع القرار في أوروبا وأمريكا لمناقشة تعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية مع إقليم كردستان، والحصول على دعم دولي لقضايا الإقليم والعلاقة مع الحكومة الاتحادية .
4. الدفاع عن حقوق الكرد:
• يمكن للرئيس بافل استخدام المنصة للدفاع عن الحقوق السياسية والاقتصادية للشعب الكردي في العراق، والمطالبة بالدعم الدولي لحل القضايا العالقة بين بغداد وأربيل وسبل دعم مساعي توحيد قوات البيشمركة كقوى باسلة في استتباب الامن ومكافحة التطرف والارهاب ضمن التحالف الدولي لمكافحة الارهاب.
5. بحث مستقبل العراق:
• من خلال الاجتماعات الجانبية في المؤتمر، قد يسعى بافل طالباني إلى طرح رؤية الاتحاد الوطني لمستقبل العراق، خاصة فيما يتعلق بتقاسم السلطة، الحكم الفيدرالي، وتعزيز الشراكة السياسية بين المكونات العراقية واهمية التشريعات النيابية اضافة الى التركيز على ضرورة تشكيل مجلس الاتحاد لاهميته في ضمان استقرار سياسي ودستوري اكثر للعراق .
6. إظهار الاتحاد الوطني كشريك موثوق:
• المشاركة في المؤتمر تعطي انطباعًا بأن الاتحاد الوطني قوة سياسية معتدلة ومنفتحة على التعاون الدولي، مما يعزز دوره كلاعب محوري في المشهد السياسي العراقي والكردستاني.