“في الذكرى الحادية عشرة للإبادة الجماعية التي طالت الإخوة والأخوات الإيزديين، والهجمات والدمار الذي ألحقه إرهابيو داعش بسنجار والمناطق المحيطة بها، نُجدد إجلالنا وتقديرنا لشهداء تلك الكارثة المنافية للإنسانية، ونستذكرها بحزن عميق وألم بالغ.
كان الإيزديون، يوصفهم سكان الأصليين لسنجار ومحيطها، في طليعة الحركة الكوردية، وادوا دورا بطوليا في مسيرتها، ولهذا السبب تعرضوا مرارا عبر التاريخ للاعتداءات وجرائم الإبادة الجماعية (الفرمان) على يد المحتلين.
ومن أجل إندمال هذه المأساة المؤلمة، فإننا اليوم، أكثر من أي وقت مضى، بحاجة إلى قرار موحد بين حكومة إقليم كوردستان والحكومة الاتحادية، وبدعم ومساندة جميع الأطراف الكوردستانية، من أجل إعادة جميع النازحين إلى ديارهم.
ولهذا الغرض، يؤكد الاتحاد الوطني الكوردستاني دعمه وتعاونه مع أي خطوة تسهم في إحياء سنجار واستقرارها، وفي الاعتراف بهذه الجريمة كإبادة جماعية على المستوى الدولي.
المجد والخلود لأرواح شهداء سنجار، وجميع شهداء درب حرية كوردستان.”
المكتب السياسي
الاتحاد الوطني الكوردستاني
3/8/2025
مطالبات دولية بتنفيذ اتفاق سنجار
الى ذلك و في الذكرى السنوية الحادية عشرة للإبادة الجماعية للكورد الإيزديين، نظمت منظمة يزدا، مراسم في مدينة أربيل بحضور ممثلين رفيعي المستوى من الأمم المتحدة، والقنصليتين الأميركية والألمانية، وعدد من الناجين الإيزديين.
أكد الممثلون الأجانب على ضرورة تنفيذ اتفاق سنجار، وعودة النازحين، وخروج الجماعات المسلحة من المنطقة.
في كلمة له، قال كلاوديو كوردوني، نائب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي) إن "الأمم المتحدة تعرب عن تعاطفها الكامل مع جميع ضحايا داعش، الذي يمثل إحدى أكثر الأيديولوجيات وحشية وحقداً في التاريخ المعاصر".
وأضاف نائب الممثل الخاص للأمم المتحدة أن الوضع في سنجار لم يتم تطبيعه بعد، مردفاً أن "اتفاق سنجار معلق وتنفيذه متوقف. لاتزال سنجار بدون قائممقام، والقوة الأمنية التي كان من المقرر تشكيلها لكسب ثقة المجتمع لم يتم نشرها بعد".
دعا كوردوني إلى تسريع الجهود لحماية حقوق الكورد الإيزديين، مؤكداً أنه "يجب أن تكون هناك عدالة، لا انتقام".
كما جدد ستيفن بيتنر، القنصل العام الأميركي في إقليم كوردستان، دعم بلاده للكورد الإيزديين، وطالب بإنهاء وجود الجماعات المسلحة في سنجار. بيتنر شدد على أنه "يجب على الميليشيات التابعة لإيران مغادرة المناطق التي تم تحريرها من داعش، مثل سنجار وسهل نينوى".
وحذر القنصل العام الأميركي قائلاً إن "التأثير السلبي للجماعات الميليشياوية على أمن واستقرار المجتمعات يعيق عودة النازحين ويشكل عقبة أمام التنمية الاقتصادية".
في المراسم ذاتها، أشار ألبريشت فون فيتكه، القنصل العام الألماني في إقليم كوردستان، إلى أن بلاده تقف إلى جانب الكورد الإيزديين، مضيفاً: "اعترف البرلمان الألماني رسمياً في عام 2023 بالإبادة الجماعية ضد الإيزديين. هذا الاعتراف ليس مجرد خطوة رسمية، بل هو حجر الزاوية في الحرب العالمية ضد الإفلات من العقاب".
وأشاد القنصل العام الألماني بـ"شجاعة" الناجين، معرباً عن دعم بلاده لبرنامج "اعرف حقوقك" الذي تنظمه منظمة يزدا وتدعمه وكالة التعاون الألمانية (GIZ)، ويهدف إلى توعية الناجين بحقوقهم.
واتفق الممثلون الثلاثة على أن إعادة الاستقرار إلى سنجار وتحقيق العدالة للناجين هما المفتاح الرئيسي لمعالجة جراح الماضي وبناء مستقبل أفضل لجميع مكونات العراق.
ووفقاً لآخر إحصائية لمكتب إنقاذ المختطفين الإيزديين، فإنه من أصل 6.417 مختطفاً، تم حتى الآن إنقاذ 3.588 شخصاً.