×

  رؤا

تركيا تستقي العِبر: نحو إنشاء «قبّة فولاذية» ذاتية

19/08/2024

  

في ظلّ التوترات والمخاطر المتعاظمة في المنطقة والعالم، أعلنت دائرة الاتصالات في رئاسة الجمهورية التركية، أن الحكومة أقرّت مشروعاً للدفاع الجوي، بالتنسيق بين مختلف القطاعات، أَطلقت عليه اسم «القبة الفولاذية»، المحلّية الصنع.

وتقرَّر ذلك إثر اجتماع، عُقد الثلاثاء الماضي، لـ«هيئة الصناعات العسكرية التركية»، برئاسة رئيس الجمهورية رجب طيب إردوغان، وهو ما علّق عليه نائب الرئيس، جودت يلماز، بالقول إن تركيا تواصل، من أجل الاستقرار والسلام الإقليميَّين، جهودها الديبلوماسية، وتعمل في الوقت نفسه على تقوية قدراتها العسكرية في مواجهة أيّ تهديدات خارجية.

 ولفت أيضاً إلى أن بلاده تواصل إنتاج عدد من الصناعات العسكرية محلّياً، على أمل أن تصل إلى مرحلة تتخلّى فيها عن شراء السلاح من الخارج.

 لا بل أضاف يلماز أن الهدف هو تعزيز الصادرات العسكرية الوطنية من 5.5 مليارات دولار العام الماضي، إلى سبعة مليارات خلال العام الجاري.وفور إماطة اللثام عن الخطط المتوخاة في الصناعات الدفاعية، عادت إلى الواجهة قضية صواريخ «إس-400» الروسية الموجودة في حوزة تركيا منذ سنوات، والتي أثارت غضب الولايات المتحدة، ودفعتها إلى إبعاد أنقرة من مشروع إنتاج مقاتلات «إف-35» المتطورة.

 وكانت واشنطن قد أبدت، في حينه، استياءً كبيراً من صفقة «إس-400»، على اعتبار أن المنظومة الدفاعية الروسية لا تنسجم مع منظومة أسلحة «حلف شمال الأطلسي» المتمركزة في تركيا.

 وضغطت، في هذا الإطار، من أجل أن تلغي تركيا الصفقة، مهدّدة إيّاها - إذا لم تفعل - بالعقوبات. ومع أن منظومة الصواريخ المذكورة قد وصلت إلى تركيا، ونشرت فعليّاً على الأرض، غير أن تفاهماً ضمنياً بين أنقرة وواشنطن أجّل انفجار الخلاف، وقضى بـ«تجميد» تفعيل عمل الصواريخ.

ويدور السؤال راهناً حول ما إذا كانت أنظمة «إس-400» ستشكل جزءاً من «القبة الفولاذية» في حال قرّرت تركيا المضيّ قُدماً في مشروعها.

وفي هذا الجانب، يقول رجل الأعمال الذي كانت له أدوار في تحسين العلاقات مع روسيا بعد إسقاط تركيا طائرة روسية فوق الإسكندرون عام 2015، إن «الأمر بسيط، وهو أن تبيع تركيا صواريخها لدولة ثالثة بموافقة روسيا التي ستعذر تركيا على موقفها».

 ويضيف جاويد تشاغلار أن تركيا، العضو في «الأطلسي»، «لديها من المشكلات ما يكفي مع الحلف. فإذا باعت الصواريخ، تكون قد فتحت الطريق أمام حلّ بقية المشكلات تدريجياً». ويرى أنه «يمكن التحدّث بذلك مع الامريكيين ومع الروس.

 الحوار يمكن أن يحلّ كل شيء. وتركيا اضطرت إلى شراء إس-400 بعدما امتنع الامريكيون والأوروبيون عن بيعنا الباتريوت وغيرها. لكن مع إنشاء القبة الفولاذية، هل تكون منظومة إس 400 جزءاً منها أم لا؟ هذه مسألة أخرى».

من جانبه، يقول الخبير في الشأن الأمني، جوشكون باشبوغ، إن إنشاء «القبة الفولاذية في تركيا مهم جداً؛ فالحرب تبدأ في الجو وتنتهي على الأرض»، مضيفاً أن «تطور الصواريخ الباليستية دفع إلى تطوير أنظمة الدفاع الجوي. وأظهرت الحرب بين إيران واسرائيل أهمية أن تقوم تركيا ببناء قبّتها الفولاذية.

 إن صواريخ إس-400 تتصدّى للصواريخ العالية المستوى، فيما تنتج تركيا صواريخ محلية على مستويات متوسطة ومنخفضة».

ويرى أنه «من الضروري تصنيع صواريخ محلّية. فعندما رفضت الولايات المتحدة بيعنا صواريخ دفاع جوي، التجأنا على وجه السرعة إلى روسيا لشراء إس-400. لكن هذه الصواريخ روسية الصنع وقد يأتي يوم ندخل فيه حرباً مع الروس، وهنا لن تفيد هذه الصواريخ، ويجب إنتاج ما هو محلي».

ويذكّر بأن «القبة الحديدية لدى إسرائيل مجهزة للتصدّي للصواريخ على ارتفاعات منخفضة، وبالتالي هي غير فعالة بما يكفي، بينما مشروع القبة الفولاذية في تركيا مصمّم ليكون شاملاً لكل الارتفاعات».

ووفقاً لرئيس هيئة الصناعات الحربية، خلوق غورغين، فإن أنظمة الذكاء الاصطناعي ستكون جزءاً من «القبة الفولاذية»، إذ إنه جرى، خلال اجتماع الهيئة، تقييم كل العناصر المتّصلة بالمشروع الذي ستتولّى شركات الصناعات العسكرية التركية تنفيذه، ومنها: «أصلسان»، «روكيتسان»، «توبيتاك» و«أم كي أي».

ومن جهتها، تقول صحيفة «قرار»، في عنوانها الرئيسي ليوم الخميس، إن مشروع «القبة الفولاذية» كما أُعلن عنه، «لا يتضمّن صواريخ إس-400، التي ستتحوّل إلى أكبر خردة في العالم»، مضيفةً أن «الحرب في أوكرانيا وفي الشرق الأوسط أظهرت ضرورة إنشاء القبة الفولاذية».

  مواضيع أخرى للمؤلف
←  تركيا.. بين سوريا والعراق
←  خطوات عراقية متسارعة : تركيا «تشرعن» وجودها في بعشيقة
←  بكائية عباس أمام البرلمان التركي: العجز لا يصنع «بطلاً»
←  تركيا تستقي العِبر: نحو إنشاء «قبّة فولاذية» ذاتية
←  إردوغان يصعّد كلاميّاً: اجتياح إسرائيل ممكن!
←  واشنطن تُخرج أرنب داعش.. ممنوع التطبيع بين أنقرة ودمشق
←  المصالحة الضرورية.. المؤجلة
←  صخب تركي حول المصالحة: تأييد وتشكيك واشتراطات
←  مناكفة غربية لتركيا.. محظور التطبيع مع سوريا
←  تركيا وسوريا.. أوهام في طريق المصالحة
←  إردوغان ينعى مسار المصالحة.. تحالفنا مع القومية أَوْلى
←  تركيا و تأجيل انتخابات مناطق قسدالمحلية
←  غضب أرميني على ترسيم الحدود
←  كيف اكتشفت بيرقدار اكنجي موقع المروحية المنكوبة؟
←  أحكام قاسية ضدّ قادة الحركة الكردية.. إردوغان يفخّخ مسار المصالحة
←  أرمينيا - أذربيجان.. ترسيم تاريخي للحدود
←  الأرمن في ذكرى الإبادة: باشينيان يضحي بـالسردية
←  تقلبات المشهد السياسي في تركيا
←  مفاجآت الانتخابات البلدية في تركيا
←  إردوغان بعد الهزيمة التاريخية هل هذه النهاية؟
←  النخبة الحاكمة في تركيا والقضية الكردية
←  هاكان فيدان: ديبلوماسية الاستخبارات... تَخرج من الظلّ
←  الكرد محبَطون.. بيضة القبان تفقد ثقلها
←  المعارضة تحت الصدمة: إردوغان يشقّ طريق الولاية الثالثة
←  إردوغان يرفع التحدّي.. الهزيمة غير واردة!
←  تخليد الإردوغانية أو إحياء الأتاتوركية
←  أرانبُ متكاثرة أمام كيليتشدار أوغلو: آمال المعارضة تتضاءل
←  التزكية الكردية لـكمال بك تستنفر إردوغان
←  واشنطن-انقرة ..ما بعد دبلوماسية الزلزال
←  تركيا والعام الجديد
←  من «لوزان» إلى «الإردوغانية».. كرد تركيا لا يستقرّون
←  تفجير إسطنبول لا يوحّد تركيا.. تشكيكٌ في رواية السلطة
←  تذبذب تركيّ حيال سوريا: عودةٌ إلى لغة التهديد
←  أصوات تركية مؤيدة: حان وقت «تصفير المشكلات»
←  مطالَبات متجدّدة بإنصاف العلويّين
←  مجزرة دهوك بعيونٍ تركية: «نقطة انكسار» لأنقرة
←  مئويّة «لوزان»: لا أحد راضياً
←  ما بين الشرق والغرب... تركيا التائهة في تموضعها
←  قلق كرديّ جماعيّ... الخسارات تتكاثر
←  قراءات في الاتفاق الثُلاثي: «الناتو» أَوقع بتركيا
←  ​تركيا تعزّز موقعها «الأطلسي»
←  عن الانتخابات الرئاسية التركية
←  ابن سلمان في أحضان إردوغان.. المال يتكلّم
←  ما وراء الخطى الإردوغانية.. النزعة العثمانية لا تزال حية
←  تركيا في الزمن الانتخابي: لُعبة إردوغان الأخيرة
←  تردّد تركي في سوريا: الخوف من إيران... لا من روسيا!
←  لماذا «المنطقة الآمنة» في شمال سوريا؟
←  الحرب الخامسة في سوريا: تركيا تغامر بالتفاهمات
←  أنقرة وواشنطن تُجدّدان شراكتهما
←  شرارات الحصار تطاول الحلفاء.. خسائر بالجملة تنتظر تركيا
←  تركـــيا تغلــق المضائـــــق
←  تركيا تغلق المضائق: مجازفة معلَنة بالمصالح الروسية
←  أوكرانيا.. تركيا والوساطة المستحيلة
←  تركيا و «عاصفة الشمال»: نحو وساطة «أوكرانية» لتلافي الأسوأ
←  إردوغان يكرّر لُعبة 2019: استمالة الكرد بتشتيت صفوفهم
←  عام المصالحة التركية- العربية
←  نافذة فرص تنفتح لموسكو: قنبلة كازاخستان... بوجه أنقرة؟
←  تركيا أمام التغيير
←  شتاء «المعجزة التركية» انهيار بلا قاع
←  تحوّلات إردوغان في ميزان خصومه
←  المعارضة تسعّر معركتها.. لا إجماع على القتال في سوريا
←  بايدن – أردوغان: المواجهة 2023 !
←  إردوغان «يُموَّت» مرّة أخرى: مَن سيَخلف «السلطان»؟
←  إردوغان «يُموَّت» مرّة أخرى: مَن سيَخلف «السلطان»؟
←  قمم «الصديقَين اللدودَين»