×

  مرصد مكافحة الارهاب

  نساء «البغدادي»



*ماهر فرغلي

 

كشفت كل من «أسماء ونور» زوجتى أبوبكر البغدادى، زعيم «داعش» وابنته «أميمة»، فى أول ظهور إعلامى للدائرة الضيقة به، لقناة «العربية» عن تفاصيل وخارطة شخصية المؤسس الحقيقى للتنظيم الإرهابى.

قالت زوجته الأولى «أسماء»، التى بقيت على ذمته حتى وفاته، إنها فوجئت أنه نصّب نفسه خليفة، حينما ظهر إعلامياً للمرة الأولى بالمسجد الكبير بنينوى، وإنها لم تكن تعلم أنه زعيم التنظيم، لكنها كانت تعرف أنه عمل لفترة مفتياً شرعياً له، وإنه عقب هذا الظهور تغيّرت شخصيته، فأصبحت له حراسات خاصة، وكان يدخل إلى غرفته ولا يخرج منها إلا ساعة واحدة، وفى أيامه الأولى بعد إعلانه الخلافة كان يخرج بمفرده، ويقود السيارة ثم يعود، لكنه كان يخشى من الطائرات المسيّرة، خاصة عقب اغتيال بعض الشخصيات المقرّبة منه، ومنهم «منصور» زوج ابنته «أميمة»، التى زوّجها له وعمرها 12 عاماً فقط، وكانت هى بالمستشفى تلد، وفوجئت بهذا الأمر، وكان ذلك هو القشة التى قصمت العلاقة بينهما.

عقب أن أعلن «البغدادى» الخلافة، انتقلت الأسرة إلى مدينة الرقة السورية، وفوجئت زوجته الأولى «أسماء» بأنه تزوج من ابنة حارسه الشخصى «الزوبعى»، وعمرها 14 عاماً، وهى العراقية نور، ثم تزوج أخرى شيشانية، ورابعة من مدينة حلب السورية، وأدخل عليهم فى المنزل تسعاً من السبايا الإيزيديات، مشيرة إلى أنهن كلهن كن من المراهقات، وكانت إحداهن عمرها سبعة أعوام، وكن يتعرّضن للضرب منه.

وقالت زوجته الأولى «أسماء» إن أقرب المقرّبين منه كان أبومحمد العدنانى، ولما قُتل لم يبد على وجه «البغدادى» أى حزن، فقد كان همّه الأول هو الحفاظ على حياته، حتى لو قتل كل قيادات «التنظيم»، موضحة أنها تناقشت مع زوجها فى أمر النساء السبايا، وإنه عرضها على قاضٍ شرعى ليستتيبها من الردة والكفر.

أنجب «البغدادى» من زوجاته الأربع 11 ابناً وابنة، وكان أقربهم إليه هو حذيفة ابن أسماء، الذى كان ملتحقاً بمعسكرات التنظيم، وفجّر نفسه بحزام ناسف، كما أنه تعود أن يأخذ أبناءه بعمر تسعة أعوام ليُلحقهم بالمعسكرات، وابنه الثانى يمان كان معه فى لحظة اقتحام مخبئه من قِبل القوات الأمريكية، وقام بتفجير زوجتيه السورية والشيشانية وابنه يمان، وذلك قبل أن يقوم بتفجير نفسه.

أما زوجته العراقية الأخرى نور، فقالت إنها كانت تعرف أن والدها عضو قيادى بـ«التنظيم»، وإنها فوجئت فى يوم بأنه يدخل عليها وبصحبته «البغدادى»، وإنه رآها يومها وقرّر الزواج منها، وإنها كانت ترفض ذلك، لكن والدها أجبرها عليه، وكان عمرها 14 عاماً فقط.

أنجبت «نور» من «البغدادى» ولداً واحداً، وتزوجها فى البيت نفسه الذى تعيش فيه «أسماء» وأولادها، وكان بين حريمه مشكلات كثيرة، وأغلبها تثيرها الزوجة السورية، التى قُتلت معه فى ما بعد.

تحدّثت «نور» عن الإيزيديات، وقالت إن دولة «البغدادى» كانت دولة النساء، فقد انشغل كل القيادات بهذه المسألة، وكان لكل قيادى منهم واحدة أو أكثر، وكانوا يتبادلون النساء الإيزيديات فى ما بينهم، ولما تناقشت مع زعيمهم «البغدادى»، قال لها إن ذلك هو شرع الله، لأنهم كفرة ومرتدون.

أما ابنة البغدادى «أميمة» فقالت فى أول ظهور لها إنه لم يكن مسموحاً لها باستخدام الهاتف، وبعد أن كانت تتفرّج على التلفاز، حرمهم منه بعد وشاية من زوجته السورية، التى قالت له إن ابنتك تشاهد أفلام الكرتون للأطفال، وإنه كان محرماً عليهم استخدام الهاتف أو مشاهدة التليفزيون.

أجبر «البغدادى» ابنته «أميمة» على الزواج من أهم العناصر المقرّبة منه وهو حارسه الشخصى «منصور»، وعمرها كان 12 عاماً فقط، أنجبت منه طفلاً، ثم قُتل فى مدينة الرقة بطائرة من دون طيار، مؤكدة أن موضوع السبايا كان أمراً مشيناً للغاية، وكان والدها يرى أن ذلك من الشريعة.

فى الحقيقة، كانت تلك الحوارات فى الدائرة الضيقة لزعيم أكبر تنظيم إرهابى، كاشفة عن الجوانب الحياتية لمثل هؤلاء الزعماء قادة التنظيمات، وموضحة كيف كانت إنسانيتهم وتعاطيهم مع من حولهم.

وكانت أحاديث النسوة حول الوحشية، والخلافات الفكرية العقائدية التى تسبّبت فى معارك بين القادة، بينما أبوبكر البغدادى مشغول بحريمه وسباياه التسع، اللاتى أغلبهن من المراهقات.

بان أن «داعش» لم يكن دولة بالمعنى المفهوم، بل هو عبارة عن مجموعة من العناصر رأوا فى الفقه السلطانى التراثى فقط شكل الدولة العباسية فى الزى واللباس ومظهر الخليفة والسبايا وسوق النخاسة والعبيد، أما دون ذلك فلا، واتضح كيف أنهم كلهم لديهم هوس وشغف وشبق إلى المرأة والحريم، وهم لا يرون فى الإسلام فقط سوى هذه الصورة.

الحوارات كاشفة عن الكثير، لذا أن نغوص فى الجوانب الأسرية والنفسية والإنسانية لعناصر هذه التنظيمات هو مهم للغاية، لأنه سيكشف لنا كيف يتم تجنيدهم، وكيف يتم توجيههم، وكيف يمكن أن نعيد بعضهم عن هذا الطريق المميت.

*صحيفة "الوطن"المصرية


21/02/2024