×

  حوارات

  واشنطن: إقليم كوردستان قوي وصامد مهم جداً لازدهار وأمن العراق



فيكتوريا تايلر: شراكتنا تشمل حماية الديمقراطية وحقوق الإنسان ومشاكل الطاقة

ديار كورده-رووداو ديجيتال:أكدت نائبة مساعد وزير الخارجية الأميركية، فكتوريا تايلر أن وجود إقليم كوردستان قوي وصامد ينعم بالأمن والازدهار ويحمي الديمقراطية وحقوق الإنسان، مهم ليس للإقليم كوردستان نفسه بل مهم لبغداد أيضاً.

جاء ذلك في مقابلة أجرتها شبكة رووداو الإعلامية مع نائبة مساعد وزير الخارجية الأميركية، حيث نوهت حول إيقاف تصدير نفط إقليم كوردستان منذ نحو سنة إلى أن: "أميركا تواصل العمل مع بغداد وأربيل وأنقرة لدعوة كل الأطراف للمشاركة في الحوار ليعود النفط للتدفق عبر الأنبوب.

وفيما ياتي نص حوار رووداو مع نائبة مساعد وزير الخارجية الأميركية ومسؤول شؤون العراق وإيران في مكتب شؤون الشرق الأدنى:

 

رووداو: شكراً جزيلاً، فيكتوريا تايلر نائبة مساعد وزير الخارجية لأنك ضيف على رووداو. لنبدأ باجتماعات اللجنة العسكرية العلية التي بدأتموها منذ فترة مع الحكومة العراقية. الأمر الذي يثير انتباهي هو أن الحكومة العراقية تقول إن "هذه الاجتماعات هي لتحديد موعد نهائي لانسحاب القوات الأميركية" في حين أن ما سمعته هنا في وزارة الخارجية وفي البنتاغون أيضاً، هو أن الهدف من هذه الاجتماعات ليس التباحث بشأن انسحاب قواتكم. هل لكم أن تخبرونا عن موضوع البحث في اجتماعات اللجنة العسكرية العليا؟ وهل لديكم أي نية للانسحاب من العراق إن طلبت الحكومة العراقية ذلك؟

فيكتوريا تايلر: أعتقد أن من المهم أن نعود خطوة إلى الوراء ونتحدث عن الوقت الذي وافقنا فيه على عقد اجتماعات اللجنة العسكرية العليا. كانت لدينا في شهر آب محادثات مشتركة حول الأمن والتعاون مع الحكومة العراقية، وخلال تلك الاجتماعات وافقنا على تشكيل لجنة عسكرية عليا لإجراء مباحثات على مستوى الخبراء تتطلع إلى حضور التحالف الدولي.

 كما تضم أيضاً مجموعات الاختبار والعمل التي تتابع خطر داعش أو احتياجات العمليات الأمنية والقدرات اللازمة لمحاربة داعش. ثم في الأسابيع الأخيرة بدأنا بالمحادثات، والتي ستكون مجموعة محادثات مستمرة على مستوى الخبراء بين حكوماتنا. في الواقع، إنها تتناول طريقة تصدينا نحن والتحالف الدولي لداعش وكيف قاتلناه، وأيضاً كيفية تحويل ذلك إلى ما نعتقد أنه سيكون شراكة أمنية ثنائية مستمرة.

رووداو: هل تبحثون في اجتماعات اللجنة العسكرية العليا موضوع تحديد موعد نهائي لانسحاب القوات الأميركية أم لا؟

فيكتوريا تايلر: في الحقيقة، المحادثات تدور حول الظروف اللازمة لحرب داعش، وحول احتياجات العمليات. لهذا فإنها ستكون محادثات مستمرة نواصلها نحن مع الحكومة العراقية.

رووداو: رأينا مؤخراً أن الفصائل المدعومة إيرانياً تهاجم قواتكم في العراق وإقليم كوردستان وفي سوريا. أعلم أن هجماتهم تراجعت وتيرتها، لكنها لا تزال تهدد بقاءكم في العراق. لذا، وفي حال استمرارهم في مهاجمة قواتكم، هل ستردون عليهم رداً أقوى وأشد؟ وتزامناً مع ذلك، ماذا قلتم للحكومة العراقية؟

 

فيكتوريا تايلر: علي أولاً أن أقول إننا نرحب بعدم حدوث شيء في الأسابيع الأخيرة، لكننا نعلم أن إيران مستمرة في دعمها وتزويد الفصائل الميليشياوية هذه بالمعدات والتدريب والتمويل. لهذا فإننا نشعر بقلق كبير تجاه التهديد المستمر ليس ضدنا وحدنا بل ضد العراقيين أيضاً، وتجاه الخطر الذي تمثلها على استقرار المنطقة.

أعتقد أن ما نركز عليه يضمن استمرارنا في استخدام كل ما هو متاح للقضاء على قدرتهم على تخريب أمن العراق وقدرتهم على مهاجمة القوات الأميركية.

 

رووداو: هل أنهيتم هجماتكم الانتقامية على هجوم الأردن الذي أسفر عن مقتل ثلاثة جنود أمريكيين وجرح 40 آخرين؟

فيكتوريا تايلر: علي القول إنه ليس على الرئيس واجب أكبر من حماية الأمريكيين. كان واضحاً جداً أننا نتمتع بحق الدفاع عن أنفسنا عند تعرضنا لأي هجوم.

 

رووداو: جيد جداً، قسم من الفصائل التي تهاجم القوات الأميركية جزء من قوات الحشد الشعبي، والحشد الشعبي جزء من المنظومة الدفاعية الأميركية وتؤمن الحكومة العراقية له 2.7 مليار دولار من الموازنة العامة سنوياً، ويقول رئيس إقليم كوردستان نيجيرفان بارزاني إنه في حال انسحبت أميركا من العراق لا يوجد ما يضمن عدم مهاجمة تلك الفصائل لإقليم كوردستان الحليف لكم. ما أود السؤال عنه هو: ألا تشعرون بالقلق من أن تلك الفصائل تحصل على التمويل من الحكومة العراقية وتصبح في كل يوم أقوى وأكثر نفوذاً من الدولة العراقية؟

 

فيكتوريا تايلر: هذه فرضية بعيدة المدى، لكن أعتقد أن ما علي قوله هو أننا نرتبط بشراكة أمنية طويلة الأمد ليس فقط مع الحكومة الاتحادية العراقية بل مع حكومة إقليم كوردستان أيضاً. لذا فإننا نخوض حواراً مستمراً في بغداد وأربيل ليس فقط من أجل حماية مصالحنا الأمنية المشتركة بل أيضاً للتأكد من تمكننا من الاستمرار في هذه الشراكة الأمنية طويلة الأمد والتاريخية أيضاً.

 

رووداو: قبل أيام وفي هذا المبنى، استضفتم رئيس وزراء إقليم كوردستان مسرور بارزاني، ولديكم محادثات مع الحكومة العراقية من أجل علاقات تتسع 360 درجة. ما أود معرفته هو أين يقع إقليم كوردستان ضمن العلاقة التي سعتها 360 درجة بين أميركا والعراق؟

 

فيكتوريا تايلر: شكراً جزيلاً لأنك أشرت إلى زيارة رئيس وزراء إقليم كوردستان مسرور بارزاني. كان من دواعي سرورنا البالغ أننا استقبلناه هنا. في يوم الاثنين، عقد وزير الخارجية اجتماعاً جيداً للغاية معه. في الواقع، كانت هذه فرصة لنا للتباحث حول جميع جوانب شراكتنا، وكيفية العمل على الاستمرار في توطيدها. لا شك أن الشراكة الأمنية عنصر رئيس، لكن الشراكة أشمل من ذلك وتشمل حماية الديمقراطية وحقوق الإنسان ومشاكل الطاقة وتوسيع الشراكة الاقتصادية. هذا جزء من مجموع الشراكة التي لا تضم فقط العراق الاتحادي بل إقليم كوردستان أيضاً. ثم أننا أعلنا دائماً أن إقليم كوردستان قوي وصامد مهم جداً لازدهار وأمن العراق.

 

رووداو: أشرتم إلى كوردستان قوي وصامد، لكننا نسمع من رئيس وقادة إقليم كوردستان عن قلق من التراجع عن الدستور العراقي الحالي الذي كتب تحت إشراف أميركا وعدم تطبيقه، وهذا ما عمق الخلافات بين أربيل وبغداد. كيف ستساند أميركا إقليم كوردستان والعراق في مجال تطبيق دستور صوت وصادق عليه العراقيون؟

فيكتوريا تايلر: أعتقد أننا في كل محادثاتنا مع مسؤولي حكومة إقليم كوردستان والمسؤولين في بغداد، أوضحنا أن وجود إقليم كوردستان قوي وصامد ينعم بالأمن والازدهار ويحمي الديمقراطية وحقوق الإنسان، مهم ليس للإقليم كوردستان نفسه بل مهم لبغداد أيضاً. لهذا أظن أن النقطة الجوهرية هنا تتمثل في أن نتأكد من أن الحقوق الديمقراطي لسكان إقليم كوردستان محمية. أعتقد أن يمكنني فقط أن أقول إننا نعلم أن من المهم لسكان إقليم كوردستان وللكورد أن يتمكنوا من الإدلاء بأصواتهم. التصويت والانتخاب جزء مهم جداً من أي ديمقراطية. لهذا يجب أن يكون لهؤلاء الناس الحق في اختيار ممثليهم كما يشاؤون. لهذا نأمل أن تجرى الانتخابات في إقليم كوردستان في أقرب وقت.

 

رووداو: أشرتم إلى انتخابات إقليم كوردستان، ما تعليقكم ورأيكم أنتم وما هو موقف سياسة وزارة الخارجية الأميركية من قرار المحكمة العليا الاتحادية العراقية الذي كان ضد مقاعد المكونات في برلمان كوردستان، والذي أثار الكثير من ردود الفعل من جانب مكونات ومسؤولي إقليم كوردستان، وما هو رأيكم؟

فيكتوريا تايلر: التعددية العرقية والدينية من العناصر التي تزيد من قوة العراق. لذا من المهم للغاية، ليس فقط في إقليم كوردستان بل على مستوى العراق ككل، أن تكون حقوق المواطنين بأقلياتهم العرقية والدينية محمية، وهذه الحقوق تضم حق التصويت.

 

رووداو: سؤال آخر بخصوص قوات البيشمركة. أنتم تدعمون قوات البيشمركة بشرط توحيدها في إطار حكومة إقليم كوردستان ووزارة شؤون البيشمركة. هل لا زلتم تشعرون بالقلق على هذه العملية؟

فيكتوريا تايلر: بالتأكيد. نحن سعيدون بعودة وزير شؤون البيشمركة لممارسة مهامه. في الحقيقة، يهمنا أن نحقق أي تقدم في مجال إصلاح البيشمركة من خلال محادثاتنا. لهذا سيسرنا أن نشهد ذلك. هناك المزيد لإنجازه، ونأمل أن يواصل الوزير الذي يمارس الآن مهامه اتخاذ الخطوات باتجاه خطة العمل التي تم الاتفاق عليها.

 

رووداو: لدي سؤال آخر عن وحدة صف القوى الكوردية. تطرق الوزير بلينكن أيضاً إلى ذلك في اجتماعه مع رئيس الوزراء مسرور بارزاني. مم تقلقون في سياق وحدة الصف للقوى السياسية الكوردية؟

فيكتوريا تايلر: أعتقد أن وزير الخارجية قال، وقلناها نحن في السابق، إن إقليم كوردستان يكون أقوى عندما يوحد الاتحاد الوطني الكوردستاني والحزب الديمقراطي أهدافهما، لا شك أن من الطبيعي وجود تنافس بين حزبين في بلد ديمقراطي، لكن على الحزبين العثور على سبيل للعمل معاً على مواجهة بعض التهديدات الأمنية والاقتصادية التي تواجههم الآن.

 

رووداو: سؤالي الأخير، ما تعليقكم على إيقاف تصدير نفط إقليم كوردستان منذ نحو سنة في حين ساندت أميركا شركاتها العاملة في هذا القطاع، بينما بغداد وعلى غرار تركيا ليست مستعدة لاستئناف تصدير النفط؟ الغرض من سؤالي هو معرفة كيف تعمل أميركا مع أربيل وبغداد وأنقرة والشركات النفطية لاستئناف تصدير النفط وقد وجهت الشركات رسالة بهذا الخصوص إلى الكونغرس أيضاً؟

فيكتوريا تايلر: هذه مشكلة مهمة، ونحن نعلم أن خط العراق – تركيا الناقل للنفط مصدر دخل مهم لحكومة إقليم كوردستان ولعدد من شركات النفط العالمية ومن بينها شركات أمريكية. لهذا تواصل أميركا العمل مع بغداد وأربيل وأنقرة لدعوة كل الأطراف للمشاركة في الحوار ليعود النفط للتدفق عبر الأنبوب.


10/03/2024