إن الصحافة الحرة هي ركيزة أساسية للديمقراطية، وإن النساء والرجال الذين يتولون العمل في جميع أنحاء العالم يقومون بعمل حيوي. ويبذل الصحافيون جهودا كبيرة لكشف الفساد وتوثيق الحروب وغيرها من الأحداث العالمية العاجلة، وكذلك تسليط الضوء على التهديدات التي تهدد السلامة العامة وتزويد المواطنين بالمعلومات التي يحتاجون إليها للمشاركة الكاملة في مجتمعاتهم. وقد ضحى بعض الصحافيين بحياتهم لهذا العمل. وتعرض آخرون لإصابات خطيرة أو فقدوا حريتهم. 

لا ينبغي للصحافة أن تكون جريمة في أي مكان على وجه الأرض. ونحن، في اليوم العالمي لحرية الصحافة، نكرم شجاعة وتضحيات الصحافيين والإعلاميين في جميع أنحاء العالم الذين يخاطرون بكل شيء بحثا عن الحقيقة. 

وهذا الأمر له صدى خاص اليوم. إذ كانت سنة 2023 من أكثر الأعوام دموية بالنسبة للصحافيين في الذاكرة الحديثة. وأحد أسباب ذلك هو الحرب في غزة، حيث قُتل عدد كبير جدا من الصحافيين، وأغلبهم من الفلسطينيين.

بالإضافة إلى ذلك، تم سجن أكثر من 300 صحافي حول العالم في العام الماضي، وهو أعلى رقم منذ عقود. وتم سجن الصحفيان الأمريكيان إيفان غيرشكوفيتش وألسو كورماشيفا في روسيا بسبب عملهما لصالح صحيفة وول ستريت جورنال وإذاعة أوروبا الحرة/راديو ليبرتي. ولا يزال أوستن تايس محتجزاً كرهينة في سوريا بعد ما يقرب من اثني عشر عاماً. 

وتدعو الولايات المتحدة، في اليوم العالمي لحرية الصحافة، إلى الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الصحافيين الذين تم وضعهم خلف القضبان لمجرد قيامهم بعملهم. وندعو إلى حماية الصحافيين في كل مكان، بما في ذلك أثناء العمليات العسكرية.

 كما ستواصل حكومتي دعم وسائل الإعلام الحرة والمستقلة في جميع أنحاء العالم. وقد قمنا بتشكيل تحالف من الدول لمكافحة انتشار وإساءة استخدام برامج التجسس التجارية، والتي غالبا ما تستخدم لمراقبة الصحافيين في جميع أنحاء العالم.

 ونحن نتخذ إجراءات لمكافحة الجرائم المرتكبة ضد الصحافيين وكذلك تعزيز أمن وسائل الإعلام المستقلة وتوفير الدعم القانوني للصحافيين الاستقصائيين في جميع أنحاء العالم. 

وسأقوم في الأسابيع المقبلة، بإتخاذ إجراءات تنفيذية ردا على الحملة العالمية ضد حرية الصحافة، مثلما يتجلى في الاحتجاز غير المشروع للصحافيين في جميع أنحاء العالم.

كما سأعلن أن هذه الحملة على حرية الصحافة تشكل تهديدا خطيرا للأمن القومي وسأذن باتخاذ إجراءات، بما في ذلك العقوبات وحظر تأشيرات الدخول إلى الولايات المتحدة، ضد أولئك الذين يتخذون إجراءات مسيئة لإسكات الصحافة.

وإن الصحافيين والعاملين في مجال الإعلام يشكلون جزءاً أساسيا من أي ديمقراطية، لأن المعارضة المستنيرة تشكل أهمية بالغة لبناء مجتمعات أقوى وأكثر نجاحا.

وإننا اليوم وكل يوم، نقر بشجاعتهم وكذلك ندعم حقهم في القيام بعملهم ونقف معهم من أجل حرية الصحافة.

البيت الأبيض

3أيار/مايو , 2024