المسرى .. تقرير: فؤاد عبد الله : تعتبر محافظة السليمانية مدينة للتعايش السلمي لكل مكونات العراق دو استثناء وتمييز، وسنويا تقام في مسجد وحسينية الحكيم في المدينة مراسيم خاصة بذكرى استشهاد الإمام الحسين بن علي ( عليهما السلام ) بمشاركة كل القوميات والمذاهب، من الشيعة والسنة وغير المسلمين أيضا عربا وكردا، لذلك هي بحق تجمع ووحدة بين مكونات وأطياف ومذاهب الشعب ودليل على مبدأ التعايش السلمي والاستقرار بين أبناء البلد الواحد في مدينة السليمانية.

استعدادات خاصة

إمام وخطيب مسجد وحسينية الامام الحكيم في السليمانية الشيخ الدكتور عصمت الخاقاني أوضح للمسرى أنه ” منذ اليوم الأول من شهر محرم الحرام جرت الاستعدادات الخاصة بإقامة مراسيم العزاء لسيد الشهداء في مدينة العطاء، مدينة السليمانية في حسينيتها “، مبينا ان ” مايلفت النظر خلال هذه السنة هو الحضور النوعي لإحياء الذكرى من جميع المكونات عربا وكردا سنة وشيعة، بالإضافة إلى أصحاب الديانات الاخرى، من خلال المشاركة في مجالس العزاء، والسبب أن سيد الشهداء الإمام الحسين (عليه السلام) لا يُختزل بطائفة وفئة معينة، وإنما هو للبشرية جمعاء “.

إحياء الشعائر

ومن جانبه أشار الخادم الحسيني أبو سجاد الشهرباني للمسرى إلى ان ” المسلمين دأبوا في حسينية الحكيم بالسليمانية على إحياء شعيرة استشهاد الإمام الحسين لمدة 10 أيام، بمشاركة وحضور كل طوائف وقوميات ومذاهب البلد المقيمين في هذه المدينة”، مؤكدا أن ” الحسين ليس مختزلا بطائفة وقومية معينة، وهو للناس اجمع والمذاهب والاحرار في العالم “.

مجالس سنوية

وبدوره لفت ممثل قسم المواكب والشعائر الحسينية للعتبتين الحسينية والعباسية في السليمانية د. عقيل سعيد إلى أن ” حسينية الحكيم في السليمانية تنظم سنويا مجالس عزاء استشهاد سيد الأحرار الإمام الحسين عليه السلام، وتقوم بإحياء الشعائر بذكرى الاستشهاد لمدة 10 أيام “، مشيرا إلى أن ” هذه الشعائر تقام في مدينة السليمانية منذ سنوات وباستمرار وتحديدا منذ عام 1997، عندما افتتح الراحلان الرئيس جلال طالباني ومحمد باقر الحكيم الحسينية في محافظة السليمانية”، لافتا إلى ان ” الرئيس الراحل مام جلال يعتبر مؤسس حسينية الحكيم في السليمانية وراعيها وكان من الداعمين الرئيسيين لإنشائها ، فضلا عن دور الاتحاد الوطني الكردستاني في دعم إحياء هذه المراسيم “.

مدينة معطاء

وفي السياق ذاته قال الرادود الحسيني حسين العكيلي للمسرى إنه ” قدم من محافظة كربلاء إلى هذه المدينة المعطاء السليمانية لإحياء مجالس العزاء باستشهاد سيد الأحرار الإمام الحسين “عليه السلام”، مبديا استغرابه من مدى الحضور والمشاركة والتفاعل في هذه المجالس من أبناء محافظة السليمانية من كل الأديان والمذاهب والقوميات، لأنها بحق نعمة اليد الواحدة والقلب الوحد لأبناء الوطن الواحد “.

انصهار المكونات

وتعود مراسم إحياء الشعائر الحسينية في حسينية الامام الحكيم في محافظة السليمانية  إلى اكثر من 27  عاماً، ويشارك فيها سنويا الكورد والعرب ومن الشيعة والسنة وكذلك من غير المسلمين، مستذكرين معا روحانية أيام عاشوراء وما تمثله من معنى ضد الظلم والاضطهاد و التنوع المذهبي والديني والقومي المنصهر وفق مبادئ ثورة الإمام الحسين “عليه السلام” .