حوار شانغريلا 2025 واستراتيجيات مضطربة
“إنترريجونال للتحليلات الاستراتيجية”، شركة استشارات عامة، متعددة المهام، تم تأسيسها في 20 يناير 2021، بأبو ظبي، دولة الإمارات العربية المتحدة،
الباحث عبد الله جمال:
استضافت سنغافورة، خلال الفترة من 30 مايو إلى 1 يونيو 2025، فعاليات "حوار شانغريلا 2025"، الذي يُعَد أكبر منتدى للدفاع والأمن في آسيا؛ وذلك في وقتٍ يشهد فيه العالم حالةً غير مسبوقة من الاضطراب الأمني والتقلبات الجيوسياسية؛ فعلى خلفية استمرار الحرب المحتدمة بين روسيا وأوكرانيا، وتصاعد التوترات الاقتصادية والتجارية بين الولايات المتحدة والصين، وتجدُّد الاشتباكات الحدودية بين الهند وباكستان؛ جاء انعقاد هذا الحوار ليعكس بوضوح التحولات العميقة في ميزان القوى العالمي. وباعتبار أن آسيا أصبحت تمثل نقطة ارتكاز رئيسية في التنافس الجيوسياسي العالمي، فقد سلَّط المنتدى الضوء على التصدعات الجيوسياسية الجديدة، والتغيرات الطارئة على التحالفات الإقليمية والدولية، بجانب استشراف ملامح مستقبل العلاقات العسكرية والدبلوماسية بين القوى الكبرى والناشئة، خاصةً فيما يتعلق بالقضايا الأمنية الساخنة في آسيا.
مخرجات الحوار
تميز حوار هذا العام بغياب بارز ومقصود للصين، وهو ما قابله حضور أمريكي قوي ورسمي مثَّلته لهجة حازمة من وزير الدفاع الأمريكي بيت هيجسيث، فيما حرص القادة الأوروبيون المشاركون على التشديد على الترابط الوثيق بين أمن أوروبا وأمن منطقة المحيطين الهندي والهادئ، في رسالة واضحة بأن الأزمات الإقليمية لم تَعُد منعزلة، بل أصبحت متشابكة، وتحمل طابعاً عالمياً متصاعداً. ويمكن تلخيص أهم مخرجات هذا الحوار فيما يلي:
1– تكريس واقع التوتر في البيئة الأمنية الدولية:
جاء انعقاد حوار شانغريلا في لحظة فارقة يشهد فيها النظام الأمني العالمي تصعيداً غير مسبوق؛ حيث تدخل الحرب الروسية–الأوكرانية عامها الرابع، وسط مؤشرات متزايدة على اعتماد موسكو على دعم مباشر من الصين وكوريا الشمالية وإيران؛ ما يعكس تبلور محور مضاد للغرب. وفي موازاة ذلك، أعادت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب توجيه بوصلتها الاستراتيجية من أوروبا إلى آسيا، في إشارةٍ إلى إعادة رسم الأولويات الدفاعية على نحوٍ يعكس القلق الأمريكي المتصاعد من التهديد الصيني، لا سيما فيما يتعلق بتايوان.
هذا القلق لم يَعُد يقتصر على الدول الآسيوية فحسب، بل تجاوزه إلى العواصم الأوروبية؛ إذ عبَّر القادة الأوروبيون عن تخوُّفهم من الانزلاق إلى مواجهة كبرى بين الولايات المتحدة والصين، قد يكون لها تداعيات كارثية على استقرار النظام الدولي. وفي هذا السياق، حذَّر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من أن تجاهل الحرب في أوكرانيا والاستعداد، بدلاً من ذلك، لمواجهة محتملة مع بكين، من شأنه أن يضعف مصداقية الغرب بشكل عام؛ إذ جاءت تصريحاته بالتزامن مع الحديث الأمريكي عن تقليص الوجود العسكري في أوروبا بهدف إعادة نشر القوات في منطقة الهندو–باسيفيك.
2– تأكيد واشنطن نهج الصراع مع بكين في الهندو–باسيفيك:
اختتم حوار شانغريلا برسالة واضحة من الولايات المتحدة: أن منطقة المحيطين الهندي والهادئ تشكل أولوية قصوى لإدارة ترامب وسط ما تراه موقفاً عدوانياً من جانب الصين. وفي سياق هذا الحوار الدفاعي، ألقى هيجسيث الكلمة الأبرز في المنتدى؛ حيث كشف عن استراتيجية الهندوباسيفيك المُحدَّثة لإدارة ترامب، واصفاً الصين بأنها "أكبر تهديد فوري وخطير"، محذراً أيضاً من استعدادات عسكرية جدية تهدف إلى السيطرة على تايوان بالقوة، قائلاً: "إن أي محاولة من جانب الصين الشيوعية لغزو تايوان بالقوة، ستؤدي إلى عواقب وخيمة على منطقة المحيطين الهندي والهادئ والعالم. ولا سبب لتجميل الأمر".
3– تشجيع واشنطن حلفاءها الآسيويين على زيادة حجم إنفاقهم العسكري:
دعا هيجسيث حلفاء الولايات المتحدة في آسيا إلى زيادة إنفاقهم الدفاعي ليبلغ 5% على الأقل من الناتج المحلي، مشيراً إلى نموذج الناتو في هذا الصدد. وبينما رحَّب بعض القادة في المنطقة بهذا الالتزام الأمريكي، فإن آخرين أعربوا عن قلقهم من النبرة النفعية في خطاب هيجسيث، خاصةً أنه لا تزال هناك شكوك حول اتساق السياسة الخارجية الأمريكية في عهد ترامب، لا سيما بعد تهديداته السابقة بسحب القوات من دول حليفة ما لم "تدفع نصيبها".
ومع ذلك، سيجبر هذا التوجه أيضاً العديد من حلفاء الولايات المتحدة وشركائها في آسيا على اتخاذ قرارات صعبة، خاصةً أن ميزانيتهم الدفاعية لا تزال بعيدة عن الهدف الأمريكي؛ فعلى سبيل المثال، تصدَّر الإنفاق العسكري لكوريا الجنوبية المنطقة بنسبة 2.6% من الناتج المحلي الإجمالي عام 2024، تلتها تايوان وأستراليا واليابان والفلبين، وفقاً لمعهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام؛ أي إن دعوة الحلفاء الآسيويين إلى اتباع نهج أوروبا بزيادة الإنفاق الدفاعي إلى 5% من الناتج المحلي الإجمالي يُعَد ضرباً من الخيال في الوقت الراهن.
4– تصاعد الجدل حول أسباب غياب وزير الدفاع الصيني عن المنتدى:
شهد عام 2025 تطوراً لافتاً تمثَّل في غياب وزير الدفاع الصيني "دونج جون" عن منتدى شانغريلا الأمني، وهو غياب فاجأ العديد من المسؤولين الأوروبيين، وأثار علامات استفهام حول الرسائل التي ترغب بكين في توجيهها؛ حيث تُعَد هذه المرة هي الأولى منذ عام 2019 التي لا ترسل فيها الصين أحد كبار ممثليها العسكريين لحضور المنتدى؛ ما عزز التفسيرات التي اعتبرت الغياب موقفاً استراتيجياً مقصوداً. وقد اكتفت الصين بإيفاد وفد محدود من جامعة الدفاع الوطني التابعة لجيش التحرير الشعبي الصيني، يرأسه الأدميرال "هو جانج فينج"؛ ما عكس تراجعاً واضحاً في مستوى الانخراط الرسمي مقارنةً بالسنوات السابقة.
وقد فُسِّر هذا الغياب على نطاق واسع باعتباره انعكاساً لنظرة بكين المتزايدة إلى المنتديات الأمنية المتعددة الأطراف باعتبارها أدوات لاحتوائها، تهيمن عليها قوى غربية تهدف إلى الحد من نفوذها، كما أتاح الغياب للصين تجنب مواجهة مباشرة مع الأسئلة الحساسة والمتكررة بشأن سلوكها في بحر الصين الجنوبي، ودعمها العسكري والسياسي لروسيا في أوكرانيا، وتصعيدها المستمر حيال قضية تايوان. ورغم غيابها الرسمي، فإن الصين بقيت في صلب جميع النقاشات والمحاور الأساسية داخل المنتدى، وهو ما يعكس عمق حضورها وتأثيرها في معادلات الأمن الإقليمي لآسيا والمحيط الهادئ.
وفي رد مباشر على تصريحات وزير الدفاع الأمريكي، وصف الأدميرال الصيني "فينج" هذه التصريحات بأنها تفتقر إلى الأساس والمنطق. وفي اليوم التالي، أصدرت وزارة الخارجية الصينية بياناً شديد اللهجة، أعربت فيه عن احتجاجها الرسمي على تصريحات هيجسيث، متهمةً الولايات المتحدة بأنها تُحوِّل منطقة آسيا والمحيط الهادئ إلى "برميل بارود".
5– مساعي الاتحاد الأوروبي إلى تعزيز حضوره الأمني عالمياً:
استغل القادة الأوروبيون مشاركتهم في المنتدى لتأكيد تصاعد اهتمامهم بالشأن الأمني لمنطقة المحيطين الهندي والهادئ، وطرحوا رسالة موحدة ومباشرة مفادها أن "علينا تعزيز التنسيق والعمل المشترك للحفاظ على النظام الدولي القائم على القواعد، في مواجهة التهديدات المتصاعدة من الصين وروسيا". وقد ألقى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون كلمة رئيسية حذر فيها من مغبة التهاون الاستراتيجي والكيل بمكيالين في التعامل مع التحديات الدولية، مؤكداً أن التخلي عن أوكرانيا، مع الاستعداد في الوقت نفسه لخوض حرب محتملة بشأن تايوان، سيبعث بإشارات مضللة إلى الأنظمة الاستبدادية، على حد تعبيره.
من جانبها، وجَّهت كبيرة الدبلوماسيين في الاتحاد الأوروبي "كايا كالاس"، اتهاماً مباشراً إلى الصين بدعم الآلة الحربية الروسية، مشيرةً إلى أن 80% من السلع ذات الاستخدام المزدوج التي تُستخدم في الحرب الأوكرانية تأتي من الصين، كما استشهدت بتصريحات وزير الدفاع الأمريكي التي حذرت من تنامي التهديد الصيني لدول آسيا، مشددةً في الوقت ذاته على ضرورة اعتبار روسيا مصدر تهديد لا يقل خطورةً.
6– تعقُّد خيارات دول آسيا في التوازن بين بكين وواشنطن:
مثَّل حوار شانغريلا لعام 2025 اختباراً حساساً لدول جنوب شرق آسيا في محاولتها الحفاظ على توازن دقيق بين اعتمادها الاقتصادي المتزايد على الصين، وشراكتها الأمنية الراسخة مع الولايات المتحدة. وقد ازداد هذا التحدي تعقيداً في ظل السياسات الأمريكية الأخيرة، التي شملت إطلاق حرب تجارية واسعة النطاق لم تستثنِ منها حتى الحلفاء، وفرض تعريفات جمركية ثقيلة طالت الخصوم والشركاء على حد السواء؛ ما أدى إلى تآكل الثقة بأمريكا لدى بعض شركائها التقليديين.
وعلى هامش المنتدى، عبَّرت دول مثل سنغافورة وماليزيا وإندونيسيا وفيتنام عن موقف حذر يؤيد الاستقرار الإقليمي من دون الانحياز إلى أي محور. وأكد وزير الدفاع السنغافوري "تشان تشون سينج" الارتباط الوثيق بين الأمنين الآسيوي والغربي، داعياً إلى تعزيز التعاون الشامل بين الدول. من جهته، قدم رئيس الوزراء الماليزي "أنور إبراهيم" طرحاً برجماتياً يتمحور حول أهمية الأمن الاقتصادي في تحقيق الاستقرار البعيد المدى، محذراً من خطورة الحمائية التجارية، والعقوبات التي تهدد بنسف سلاسل التوريد، وتغذية الاضطرابات السياسية.
7– تباين أمريكي–أوروبي حول الدور الغربي في آسيا:
كشف المنتدى أيضاً عن بروز تباين واضح بين الرؤيتين الأمريكية والأوروبية تجاه الانخراط في الشأن الأمني الآسيوي؛ فقد صرح هيجسيث بأن الولايات المتحدة تُفضِّل تركيز الأوروبيين على تعزيز أمن قارتهم، وزيادة مخصصاتهم العسكرية هناك، بدلاً من التوسع في المسرح الآسيوي، قائلاً: "نحن نُفضِّل أن يُوجَّه الجزء الأكبر من الاستثمار الأوروبي إلى أوروبا، بحيث نواصل نحن استخدام ميزتنا النسبية في منطقة المحيطين الهندي والهادئ لدعم شركائنا هناك".
لكن الموقف الأوروبي بدا أكثر تمسكاً بالحضور في كلا المسارين؛ حيث أبدت العديد من العواصم الأوروبية رغبةً في الحفاظ على وجودها الأمني في آسيا من دون التخلي عن التزاماتها في القارة العجوز. وعبَّرت كالاس عن هذا التوجه بقولها: "من الجيد أن نكثف جهودنا في أوروبا، لكن يجب تأكيد أن أمن أوروبا مرتبط بشكل وثيق بأمن المحيط الهادئ"، وأضافت أن من يقلق بشأن الصين، فعليه أن يقلق أيضاً بشأن روسيا، مستشهدةً بالدعم الصيني المستمر للمجهود الحربي الروسي، وبالتحالفات المقلقة التي تُترجَم ميدانياً إلى نشر قوات كورية شمالية بجانب الروس.
من جهته، طرح الرئيس الفرنسي ماكرون رؤية مختلفة تقوم على ما سماه "تحالف المسار الثالث"، مؤكداً أن أوروبا ليس من الوارد أن تنحاز لا إلى الصين ولا إلى الولايات المتحدة، مشدداً على أهمية بناء شراكات بناءة مع الجانبين، بما يخدم مصالح الشعوب والنظام الدولي، كما عبَّر عن قناعته بأن الكثير من دول المنطقة تتشارك مع أوروبا هذا المنظور المستقل، الذي يسعى إلى الازدهار والاستقرار من خلال التعاون، لا من خلال الاصطفاف.
8– تعقُّد بؤر التوتر في جنوب شرق آسيا:
برزت عدة نقاط ساخنة محوراً رئيسياً للنقاش في منتدى شانغريلا 2025؛ حيث تصدرت قضية تايوان قائمة الأولويات الأمنية؛ حيث حذر وزير الدفاع الأمريكي من تصاعد احتمال لجوء الصين إلى عمل عسكري ضد الجزيرة قبل عام 2027، مشيراً إلى أن بكين لم تَعُد تكتفي بتعزيز قدراتها العسكرية من أجل السيطرة على تايوان، بل باتت "تتدرب يومياً على تنفيذ هذا السيناريو".
وفي موازاة ذلك، استحوذ بحر الصين الجنوبي على حصة كبيرة من المناقشات؛ حيث صدرت إدانات صريحة لسياسات بكين تجاه الجزر المتنازع عليها، وتهديد حرية الملاحة وسلامة السفن التجارية والعسكرية في المنطقة. وفي سياق متصل، أثار تصاعد القدرات النووية والصاروخية لكوريا الشمالية، لا سيما في ظل تنامي تعاونها الاستراتيجي مع روسيا، قلقاً أمنياً بالغاً؛ إذ باتت التهديدات القادمة من بيونج يانج أكثر خطورةً في ضوء دعم تقني ومعلوماتي روسي متزايد.
9– تأكيد استمرار المخاطر المرتبطة بالتوتر الهندي–الباكستاني:
احتل التصعيد الأخير بين الهند وباكستان حيزاً بارزاً في النقاشات؛ إذ قدَّم كل من الطرفين رواية مضادة لما جرى، عكست عمق الانقسام الاستراتيجي بينهما؛ فمن جانبه، أكد رئيس أركان الدفاع الهندي الجنرال أنيل تشاوهان، أن الهند تكبَّدت خسائر في عدد من الطائرات المقاتلة نتيجة الاشتباكات، لكنه أشار إلى أن هذه التجربة عززت قدرات بلاده على توجيه ضربات دقيقة وطويلة المدى، بعد استخلاص دروس تكتيكية ثمينة، وتصحيح الأخطاء العملياتية، كما أعلن تشاوهان أن الهند وضعت "خطوطاً حمراء جديدة في مواجهة الإرهاب"، موضحاً أن الجولة الأخيرة من الصراع ساهمت في تعزيز التنسيق المشترك بين أفرع القوات المسلحة، وتحسين استجابتها الفورية للتهديدات.
في المقابل، اتهم رئيس لجنة هيئة الأركان المشتركة الجنرال الباكستاني ساهير شمشاد ميرزا، الدول الغربية بتغذية التوترات من خلال دعمها غير المتوازن للهند عبر صفقات الأسلحة المتقدمة، وتجاهلها قضايا جوهرية مثل النزاعات المائية، كما أشار إلى غياب الحوار السياسي على مستوى رفيع بين الطرفين، واعتبره مؤشراً على هشاشة الاستقرار القائم.
10– تنامي أهمية التهديدات الناشئة عالمياً:
في ظل التحولات التكنولوجية السريعة التي يعاصرها العالم، برزت التهديدات غير التقليدية، مثل الأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي، باعتبارها قضايا محورية في مناقشات حوار 2025؛ فقد أعرب مسؤولون آسيويون وأوروبيون عن قلقهم العميق إزاء هشاشة البنى التحتية الرقمية، لا سيما الكابلات البحرية التي تُمثِّل شرايين الاتصالات الدولية، كما أثار الاستخدام المتزايد للذكاء الاصطناعي لصنع القرار العسكري، نقاشات معمقة حول مخاطره الأخلاقية والتقنية، في حال غياب الرقابة البشرية الدقيقة.
ورغم الاعتراف بإسهامات الذكاء الاصطناعي في تحسين قدرات الاستطلاع وتخطيط العمليات، فإن المتحدثين حذروا من سيناريوهات محتملة لانفلات السيطرة ووقوع أخطاء كارثية. وفي هذا السياق، شددت كايا كالاس على الطبيعة العابرة للحدود للتهديدات الحديثة، مشيرةً إلى تصاعد الهجمات السيبرانية، وتخريب الكابلات البحرية، وتزايد الحملات الإعلامية المضللة.
ختاماً،
أظهر حوار شانغريلا لعام 2025 عالماً تتعمق فيه ملامح الاضطراب الاستراتيجي؛ حيث تقف آسيا أمام مفترق طرق حاسم، سواء من احتمالية الاجتياح الصيني لتايوان، أو تصاعد التوترات العسكرية بين الهند وباكستان، خاصةً في ظل اتساع فجوة التفاهم الأمني بين الصين والغرب في كلا الملفين، ولا سيما سعي الولايات المتحدة إلى تجديد التزاماتها الدفاعية في المنطقة، رغم تباين استجابات الحلفاء. في الوقت ذاته، كشف الحضور الأوروبي المتنامي عن تحول في الدور الأوروبي من شريك اقتصادي إلى فاعل أمني طموح، مستغلاً اختيار دول جنوب شرق آسيا الالتزام بنهج الحذر الاستراتيجي، ومواصلة التوازن بين القوى الكبرى.
|