×

  رؤا

إردوغان ينعى مسار المصالحة.. تحالفنا مع القومية أَوْلى

07/07/2024

 

بعدما بدا أن حزبَي «العدالة والتنمية» و«الشعب الجمهوري» يسيران على طريق المصالحة، خرج الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، أول من أمس، لينفض يديه من هذا المسار الذي كان قد بدأ في الثاني من أيار الماضي، عندما التقى الأخير زعيم حزب المعارضة الرئيس، أوزغور أوزيل.

 وأعاد هذا التنصّل إلى الأذهان ما أقدم عليه إردوغان عقب إطلاقه دعوة إلى أوسع مشاركة في التنديد بمحاولة انقلاب عام 2016؛ إذ تجاوب معه، آنذاك، كل زعماء الأحزاب السياسية ولا سيما المعارضة منها، وانعقد لقاء جماهيري كبير في منطقة «يني قابي» في إسطنبول، حمل عنوان «روح يني قابي»، غير أن الرئيس سرعان ما انقلب على هذه «الروح»، بادئاً أكبر عملية تغيير للنظام السياسي، بما منحه صلاحيات مطلقة.والواقع أن لقاء إردوغان - أوزيل أحاطته، من الأساس، الكثير من الشكوك في إمكانية تأسيسه لمصالحة جدية، خصوصاً أنه جاء بعد هزيمة «العدالة والتنمية» في الانتخابات البلدية، ولا سيما في المدن الكبرى، والتي خلّفت عبئاً ثقيلاً على رئيس الحزب، بدا واضحاً أنه يحاول التخلّص منه.

 وفي أعقاب اللقاء المذكور، زار إردوغان مقرّ «الشعب الجمهوري» في أنقرة في 11 حزيران الجاري، في خطوة غير مسبوقة منذ 18 سنة، ثم شكل الطرفان لجاناً لبحث الأزمات التي تعانيها البلاد، ولا سيما على الصعيد الاقتصادي، فضلاً عن إعداد دستور جديد. لكن في كلّ مرة، كان التشاؤم يحيط بأجواء اللقاءات، وسط تقديرات من بعض المعارضين بأن إردوغان لا يستهدف من الحوار سوى دقّ إسفين بين أحزاب المعارضة، بل وداخل «الشعب الجمهوري» نفسه.

وعلى المقلب الثاني، أثار التقارب اعتراض شريك «العدالة والتنمية» في السلطة، حزب «الحركة القومية» بزعامة دولت باهتشلي، الذي لا يرى في «الشعب الجمهوري» سوى نصير لحزب «المساواة والديموقراطية للشعوب» الكردي.

وإذ عُقد، الأربعاء الماضي، أول اجتماع منذ بدء مسار المصالحة، بين إردوغان وباهتشلي، فقد جاءت تهديدات الأخير بالخروج من تحالف «الجمهور»، لتثني الأول عن مواصلة هذا المسار، وتدفعه إلى الإعلان، في نهاية الاجتماع، عن استمرار الشراكة مع «الحركة القومية»، و«السير كتفاً إلى كتف مع رفيق الدرب»، والتأكيد أنه «لا تحالف مع المعارضة»، التي اتّهمها بأنها تختلق التوترات، وهو ما ردّ عليه أوزيل بالقول إن «إردوغان يريد كسب رضى شريكه في التحالف».

وفي تعليقه على ذلك، يرى الكاتب مصطفى قره علي أوغلو، في صحيفة «قرار»، أن «عملية التطبيع انتهت، وعادت الأمور إلى طبيعتها»، معتبراً أن ذلك «لن يصيب الرأي العام بخيبة أمل، لأنه في الأساس لم يكن أحد ينتظر شيئاً من الحوار». ويشير إلى أنه «منذ هزيمة إردوغان في الانتخابات البلدية، كان واضحاً أن الرجل لن يقف مكتوف اليدين، ولكن ضغوط باهتشلي كانت حاسمة في منعه من مواصلة مسار المصالحة».

 ويعتقد أن «أوزيل خرج رابحاً لأنه أظهر رغبة في الحوار»، مضيفاً أن على «إردوغان أن يشرح للشعب لماذا فشل الحوار».

ويتابع أنه «من المكان الذي وصلنا إليه سنواصل الاستقطاب والتوتر الذي اعتدنا عليهما»، لافتاً إلى أنه «بذلك، يوقف «العدالة والتنمية» انهيار «تحالف الجمهور»، ويعود إلى العمل على تجاوز «حزب الشعب الجمهوري»، والبحث مع «حزب الحركة القومية» عن نسبة الخمسين في المئة».

غير أن الكاتب الموالي، عبد القادر سيلفي، يرى أن «أوزيل كان خاسراً، لأنه دخل رهاناً» هشاً، مذكراً بما قاله الرئيس السابق لحزب «الشعب الجمهوري»، كمال كيليتشدار أوغلو، من أنه «مع القصر (إردوغان) لا يمكن الحوار بل يجب المواجهة»، مستخلصاً أن «أوزيل كان مقتنعاً بجدوى الحوار، ولكن كيليتشدار أوغلو وأكرم إمام أوغلو كانا معارضين له، بدعوى أننا سائرون في جميع الأحوال إلى السلطة، فكيف يمكن أن نحمل على كتفينا أعباء سلطة حزب العدالة والتنمية؟»، مضيفاً أن «أوزيل لم يستطع أن يقاوم الاعتراضات الداخلية».

 وفي المقابل، فإن حزب «الحركة القومية» يرى أن «الحوار فخ ينصب لتحالف الجمهور لإنهائه»، بحسب ما يشير إليه سيلفي، الذي يعتبر، بالنتيجة، أن «الضحية الأولى لفشل الحوار سيكون إعداد دستور جديد»، متابعاً أن «تحالف الجمهور خرج من هذه المرحلة بتجديد الثقة بنفسه».

*صحيفة"الاخبار"اللنانية

  مواضيع أخرى للمؤلف
←  مناكفة غربية لتركيا.. محظور التطبيع مع سوريا
←  تركيا وسوريا.. أوهام في طريق المصالحة
←  إردوغان ينعى مسار المصالحة.. تحالفنا مع القومية أَوْلى
←  تركيا و تأجيل انتخابات مناطق قسدالمحلية
←  غضب أرميني على ترسيم الحدود
←  كيف اكتشفت بيرقدار اكنجي موقع المروحية المنكوبة؟
←  أحكام قاسية ضدّ قادة الحركة الكردية.. إردوغان يفخّخ مسار المصالحة
←  أرمينيا - أذربيجان.. ترسيم تاريخي للحدود
←  الأرمن في ذكرى الإبادة: باشينيان يضحي بـالسردية
←  تقلبات المشهد السياسي في تركيا
←  مفاجآت الانتخابات البلدية في تركيا
←  إردوغان بعد الهزيمة التاريخية هل هذه النهاية؟
←  النخبة الحاكمة في تركيا والقضية الكردية
←  هاكان فيدان: ديبلوماسية الاستخبارات... تَخرج من الظلّ
←  الكرد محبَطون.. بيضة القبان تفقد ثقلها
←  المعارضة تحت الصدمة: إردوغان يشقّ طريق الولاية الثالثة
←  إردوغان يرفع التحدّي.. الهزيمة غير واردة!
←  تخليد الإردوغانية أو إحياء الأتاتوركية
←  أرانبُ متكاثرة أمام كيليتشدار أوغلو: آمال المعارضة تتضاءل
←  التزكية الكردية لـكمال بك تستنفر إردوغان
←  واشنطن-انقرة ..ما بعد دبلوماسية الزلزال
←  تركيا والعام الجديد
←  من «لوزان» إلى «الإردوغانية».. كرد تركيا لا يستقرّون
←  تفجير إسطنبول لا يوحّد تركيا.. تشكيكٌ في رواية السلطة
←  تذبذب تركيّ حيال سوريا: عودةٌ إلى لغة التهديد
←  أصوات تركية مؤيدة: حان وقت «تصفير المشكلات»
←  مطالَبات متجدّدة بإنصاف العلويّين
←  مجزرة دهوك بعيونٍ تركية: «نقطة انكسار» لأنقرة
←  مئويّة «لوزان»: لا أحد راضياً
←  ما بين الشرق والغرب... تركيا التائهة في تموضعها
←  قلق كرديّ جماعيّ... الخسارات تتكاثر
←  قراءات في الاتفاق الثُلاثي: «الناتو» أَوقع بتركيا
←  ​تركيا تعزّز موقعها «الأطلسي»
←  عن الانتخابات الرئاسية التركية
←  ابن سلمان في أحضان إردوغان.. المال يتكلّم
←  ما وراء الخطى الإردوغانية.. النزعة العثمانية لا تزال حية
←  تركيا في الزمن الانتخابي: لُعبة إردوغان الأخيرة
←  تردّد تركي في سوريا: الخوف من إيران... لا من روسيا!
←  لماذا «المنطقة الآمنة» في شمال سوريا؟
←  الحرب الخامسة في سوريا: تركيا تغامر بالتفاهمات
←  أنقرة وواشنطن تُجدّدان شراكتهما
←  شرارات الحصار تطاول الحلفاء.. خسائر بالجملة تنتظر تركيا
←  تركـــيا تغلــق المضائـــــق
←  تركيا تغلق المضائق: مجازفة معلَنة بالمصالح الروسية
←  أوكرانيا.. تركيا والوساطة المستحيلة
←  تركيا و «عاصفة الشمال»: نحو وساطة «أوكرانية» لتلافي الأسوأ
←  إردوغان يكرّر لُعبة 2019: استمالة الكرد بتشتيت صفوفهم
←  عام المصالحة التركية- العربية
←  نافذة فرص تنفتح لموسكو: قنبلة كازاخستان... بوجه أنقرة؟
←  تركيا أمام التغيير
←  شتاء «المعجزة التركية» انهيار بلا قاع
←  تحوّلات إردوغان في ميزان خصومه
←  المعارضة تسعّر معركتها.. لا إجماع على القتال في سوريا
←  بايدن – أردوغان: المواجهة 2023 !
←  إردوغان «يُموَّت» مرّة أخرى: مَن سيَخلف «السلطان»؟
←  إردوغان «يُموَّت» مرّة أخرى: مَن سيَخلف «السلطان»؟
←  قمم «الصديقَين اللدودَين»