×

  رؤا

واشنطن تُخرج أرنب داعش.. ممنوع التطبيع بين أنقرة ودمشق

25/07/2024

  

في وقت تَنتظر فيه دمشق خطوات ملموسة من جانب أنقرة، ومنها خصوصاً تعهُّد تركي شفهي بالانسحاب مع ضمانات روسية، برزت تصريحات امريكية لافتة في اتجاه معارضة مسار التقارب بين البلدين.

وأعلن مسؤول في الخارجية الامريكية أن بلاده تدعم الجهود لحلّ سياسي في سوريا، فيما تعارض تطبيع العلاقات بين أنقرة ودمشق. وقال إنه «ما دام الحلّ السياسي متعثّراً، فإن الولايات المتحدة لن تطبّع العلاقات مع سوريا»، داعياً كل الدول إلى الضغط على دمشق لتطبيق القرار 2254 الصادر عن مجلس الأمن.

وفي السياق نفسه، برز بيان «القيادة المركزية الامريكية» حول استئناف تنظيم «داعش» نشاطه، وتزايُد عدد هجماته في الحوض العراقي - السوري، إذ لفت أيضاً إلى أن امريكا «ستواصل جهودها مع القوات الأمنية العراقية وقوات سوريا الديموقراطية لإلحاق الهزيمة بداعش».

وفي هذا الإطار، تساءل فاتح تشيكيرغه، في صحيفة «حرييات»، عن توقيت البيان باعتباره موجّهاً إلى تركيا، بما معناه «أنتِ واصلي برنامج التطبيع مع دمشق، أمّا أنا فسأواصل التعاون مع قوات سوريا الديموقراطية، أي حزب العمال الكردستاني وحزب الاتحاد الديموقراطي».

 وبرأي الكاتب، فإن «هذا هو بيت القصيد، وهو لافت لأنه يجيء قبل زيارة وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، إلى أنقرة».ومن جهته، رأى عمر أونهون، آخر سفير تركي لدى سوريا قبل قطع العلاقات بين البلدين، أنه «رغم أن أنقرة تبدو الأكثر رغبة في اللقاء مع دمشق، لكن الواقع يُظهر أن الوضع ليس على ما يرام في سوريا.

وبسبب عدم سيطرة الأخيرة على كل أراضيها، والأزمة الاقتصادية هناك، إلى جانب استمرار العقوبات، فإن اللقاء بين الرئيسَين إردوغان والأسد سيكون لمصلحة الطرفين».

 وأشار إلى أن الرئيس السوري ينتظر من تركيا خطوة ملموسة في ما يتعلّق بانسحاب جيشها، لكنه لم يَعُد مصرّاً على مطلب الانسحاب المسبق قبل حصول اللقاء، مقابل حصوله على ضمانات بالانسحاب اللاحق. ولفت أيضاً إلى أن هناك الكثير من المشكلات بين البلدين، «من اللاجئين إلى الترتيبات الأمنية؛ فحتى لو دخلت الديبلوماسية على الخطّ، فلا يمكن القول إن هذه المشكلات ستُحلّ فوراً». وعن ملف اللاجئين، ذكّر أونهون بأن «تركيا استقبلتهم بصورة مؤقتة على أن يعودوا إلى بلادهم فور استتباب الوضع.

 لكن الوضع معقّد بحيث لا يُنتظر أن يعود كل هؤلاء إلى سوريا». وتطرّق إلى ملفّ المعارضة السورية، مشيراً إلى أن «تركيا أقامت منذ سنوات علاقة وثيقة معها، ودعمتها، والآن تطلب منها أن تلتزم الهدوء وتتعهّد لها بعدم تركها في منتصف الطريق. هذه مسألة صعبة جداً. فتركيا تدعم هؤلاء، ودمشق تنظر إليهم على أنهم إرهابيون».

وانتقد الكاتب والمستشار السابق لإردوغان، عاكف باقي، بدوره، سياسة تركيا تجاه سوريا، قائلاً: «لقد دخلنا إلى سوريا بعمليات متعدّدة، وقدّمنا الشهداء، ودعمنا الجيش الوطني المعارض، ولم نعرف بالضبط تكلفة ذلك. كل هذا من أجل وحدة الأراضي السورية التي نقول إنه لا أطماع لنا فيها، وليأتي إردوغان ويقول إنه يريد لقاء الأسد وليردّ الأخير بالقول إن «المشكلة هي في دعم تركيا للإرهاب والانسحاب من سوريا»».

وتابع باقي أن أنقرة تردّ على الأسد بالقول إنها «دخلت سوريا لمنع الإرهاب الكردي من تشكيل دولته»، ثم يسأل: «لماذا إذن تأسّس الجيش السوري الحرّ والحكومة المؤقتة ودعمتهما تركيا؟ هل كنا بحاجة إلى أن نصل إلى دمشق لكي نضمن الأمن على حدودنا؟».

وفي صحيفة «جمهورييات»، كتب عثمان غولجيك أن «إردوغان يشغل الرأي العام بأحاديثه عن اللقاء مع الأسد ليحرف الاهتمام عن مشاغل تركيا وأزمتها الاقتصادية»، معتبراً أن الرئيس التركي «افتقد إلى الأسد والأيام الخوالي. لكن ذلك بات حلماً وخيالاً».

ورأى أن «العلاقات مع سوريا ليست كالعلاقات مع السعودية والإمارات ومصر. هؤلاء يمكن أن تخاطبهم بـ»أخي» وتنتهي المشكلة. أمّا مع سوريا، فماذا سنفعل باللاجئين وبالجيش الذي أنشأناه هناك وسلّحناه ودرّبناه؟ والأخطر، التنظيمات الأصولية المتشدّدة في إدلب؟»، ثم أضاف: «لعلّ مشكلة اللاجئين هي الأسهل. عندما يحلّ الاستقرار في سوريا يعود ولو قسم منهم مع حوافز ومساعدات وبصورة سلمية».

وتابع: «يتحدّث إردوغان عن دولة الإرهاب الكردية في شرق الفرات، لكنه لا يتحدّث عن دولة الإرهاب الأصولية في إدلب، حيث اجتمع كل الإرهابيين الأصوليين في العالم والذين لهم خلايا إرهابية داخل تركيا. إلى أين سيذهب هؤلاء في حال قرّر الأسد مهاجمتهم؟ الخيار الوحيد هو ولاية هاتاي (الإسكندرون). فهل نحن مستعدون لهذا الخيار؟».

*صحبفة"الاخبار"اللبنانية

 

  مواضيع أخرى للمؤلف
←  واشنطن تُخرج أرنب داعش.. ممنوع التطبيع بين أنقرة ودمشق
←  المصالحة الضرورية.. المؤجلة
←  صخب تركي حول المصالحة: تأييد وتشكيك واشتراطات
←  مناكفة غربية لتركيا.. محظور التطبيع مع سوريا
←  تركيا وسوريا.. أوهام في طريق المصالحة
←  إردوغان ينعى مسار المصالحة.. تحالفنا مع القومية أَوْلى
←  تركيا و تأجيل انتخابات مناطق قسدالمحلية
←  غضب أرميني على ترسيم الحدود
←  كيف اكتشفت بيرقدار اكنجي موقع المروحية المنكوبة؟
←  أحكام قاسية ضدّ قادة الحركة الكردية.. إردوغان يفخّخ مسار المصالحة
←  أرمينيا - أذربيجان.. ترسيم تاريخي للحدود
←  الأرمن في ذكرى الإبادة: باشينيان يضحي بـالسردية
←  تقلبات المشهد السياسي في تركيا
←  مفاجآت الانتخابات البلدية في تركيا
←  إردوغان بعد الهزيمة التاريخية هل هذه النهاية؟
←  النخبة الحاكمة في تركيا والقضية الكردية
←  هاكان فيدان: ديبلوماسية الاستخبارات... تَخرج من الظلّ
←  الكرد محبَطون.. بيضة القبان تفقد ثقلها
←  المعارضة تحت الصدمة: إردوغان يشقّ طريق الولاية الثالثة
←  إردوغان يرفع التحدّي.. الهزيمة غير واردة!
←  تخليد الإردوغانية أو إحياء الأتاتوركية
←  أرانبُ متكاثرة أمام كيليتشدار أوغلو: آمال المعارضة تتضاءل
←  التزكية الكردية لـكمال بك تستنفر إردوغان
←  واشنطن-انقرة ..ما بعد دبلوماسية الزلزال
←  تركيا والعام الجديد
←  من «لوزان» إلى «الإردوغانية».. كرد تركيا لا يستقرّون
←  تفجير إسطنبول لا يوحّد تركيا.. تشكيكٌ في رواية السلطة
←  تذبذب تركيّ حيال سوريا: عودةٌ إلى لغة التهديد
←  أصوات تركية مؤيدة: حان وقت «تصفير المشكلات»
←  مطالَبات متجدّدة بإنصاف العلويّين
←  مجزرة دهوك بعيونٍ تركية: «نقطة انكسار» لأنقرة
←  مئويّة «لوزان»: لا أحد راضياً
←  ما بين الشرق والغرب... تركيا التائهة في تموضعها
←  قلق كرديّ جماعيّ... الخسارات تتكاثر
←  قراءات في الاتفاق الثُلاثي: «الناتو» أَوقع بتركيا
←  ​تركيا تعزّز موقعها «الأطلسي»
←  عن الانتخابات الرئاسية التركية
←  ابن سلمان في أحضان إردوغان.. المال يتكلّم
←  ما وراء الخطى الإردوغانية.. النزعة العثمانية لا تزال حية
←  تركيا في الزمن الانتخابي: لُعبة إردوغان الأخيرة
←  تردّد تركي في سوريا: الخوف من إيران... لا من روسيا!
←  لماذا «المنطقة الآمنة» في شمال سوريا؟
←  الحرب الخامسة في سوريا: تركيا تغامر بالتفاهمات
←  أنقرة وواشنطن تُجدّدان شراكتهما
←  شرارات الحصار تطاول الحلفاء.. خسائر بالجملة تنتظر تركيا
←  تركـــيا تغلــق المضائـــــق
←  تركيا تغلق المضائق: مجازفة معلَنة بالمصالح الروسية
←  أوكرانيا.. تركيا والوساطة المستحيلة
←  تركيا و «عاصفة الشمال»: نحو وساطة «أوكرانية» لتلافي الأسوأ
←  إردوغان يكرّر لُعبة 2019: استمالة الكرد بتشتيت صفوفهم
←  عام المصالحة التركية- العربية
←  نافذة فرص تنفتح لموسكو: قنبلة كازاخستان... بوجه أنقرة؟
←  تركيا أمام التغيير
←  شتاء «المعجزة التركية» انهيار بلا قاع
←  تحوّلات إردوغان في ميزان خصومه
←  المعارضة تسعّر معركتها.. لا إجماع على القتال في سوريا
←  بايدن – أردوغان: المواجهة 2023 !
←  إردوغان «يُموَّت» مرّة أخرى: مَن سيَخلف «السلطان»؟
←  إردوغان «يُموَّت» مرّة أخرى: مَن سيَخلف «السلطان»؟
←  قمم «الصديقَين اللدودَين»