زيارة مختلفة لرئيس منتخب الى دولة مختلفة
التفاؤل سيد الموقف
من الارشيف " 8/3/2008 :
تركيا التي استقبلت رئيس الجمهورية في اطار زيارة عمل رسمية اليها بناء على دعوة من نظيره التركي الرئيس عبدالله طول تغيرت كثيرا و هي على اعتاب تغيير جذري على جميع الصعد ، فالانتخابات البرلمانية العامة في تركيا افرزت نتائج جيدة لصالح حزب العدالة والتنمية ما مهد السبيل امام سيطرة شبه كاملة لهذا الحزب على البرلمان وكذلك السيطرة على مقاليد الحكومة وصولا الى رئاسة الجمهورية و مجلس الامة التركي الكبير .
لذلك نستطيع القول ان هذه الدولة تغيرت وتختلف كثيرا عن عهودها السابقة خاصة وان قيادة الحزب تمسكت بشعار "افعال لا اقوال " خلال فترة تسنمه مقاليد الحكم في الدولة التركية وتمخض عنها تغييرات واصلاحات في مجالات كثيرة سياسيا و اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا ،داخليا اثبتت نتائج الانتخابات الاخيرة بان تركيا في ظل اردوغان و حزبه شهدت الكثير من الاستقرار المعيشي و الحريات والانفتاح وغيره ولابد ان يستمر ذلك .
دوليا وبعكس السنوات الاخرى تتحدث التقارير الرسمية للجان التوسيع في مفوضية الاتحاد الوروبي عن حدوث تقدم ملموس في مسار الاصلاحات السياسية و الاقتصادية والقانونية المطلوبة من تركيا لنيل العضوية الكاملة انسجاما مع معايير كوبنهاكن ، ففي احدث تقرير له يوم الثلاثاء الرابع من آذار أمام البرلمان الأوروبي في بروكسل،اعتبر المفوض الأوروبي المكلف بشؤون التوسيع أولي راين ، أن أوضاع الكرد في تركيا قد شهدت بعض التحسن في الآونة الأخيرة، مشيراً إلى الخطوات المتعددة التي اتخذتها الحكومة التركية لتطوير الوضع في مناطقهم .
اما التغيير والاختلاف على الصعيد العراقي فيتمثل بسقوط النظام الدكتاتوري فيه واجراء انتخابات شفافة اشرفت على اجرائها الامم المتحدة ومنظمات المجتمع المدني والتي افرزت مجلسا للنواب الذي اختار مام جلال رئيسا لجمهورية العراق باغلبية الاصوات وبموافقة المكونات الاساسية في العراق -العرب الشيعة والعرب السنة والكرد- والذي كلف السيد نوري المالكي بتشكيل حكومة وحدة وطنية .
الرئيس العراقي الحالي الذي زار انقرة يعتبر نفسه دائما خادما للشعب العراقي ويعتز بالدستور الذي وافق العراقيون عليه عبر الاستفتاء ، وعند الامعان في التاريخ نجد انه كان له علاقات متينة مع حزب العدالة وشخص السيد اردوغان قبل ان يدخل هذا الحزب في الانتخابات التركية ويحقق الفوز ، ففي اكثرية زياراته الى تركيا كان يزور السيد اردوغان ويلتقي قيادات حزب العدالة والتنمية وقد تنامت هذه العلاقة اكثر فاكثر بعد تسنم هذا الحزب مقاليد الحكم في الدولة التركية.
استنادا الى تلك الحقائق بامكاننا الجزم بان التفاؤل سيكون حتما سيد الموقف فيما سيثمر عن هذه الزيارة القصيرة مدة و العميقة في مكامنها و مضمونها من حيث الاتفاقيات والتفاهمات والمحادثات التي جرت و تم التمهيد لاجراء المزيد منها كذلك نستطيع ان نقول بانها حددت اطرا جديدة لعلاقة اكثر متانة بين البلدين .
هذه الزيارة كانت لرئيس جمهورية عراق مختلف ومنتخب ديمقراطيا الى دولة تغيرت كثيرا وهي تركيا والتأريخ سيشهد على اهمية التوقيت ومعانيها ومكاسبها اضافة الى انعكاسات نتائجها لصالح شعبي البلدين.
|