×

  رؤا

الاتحاد الوطني الكردستاني وإنجاز المهام الديمقراطية

26/06/2022

العودة للأحياء الفقيرة (بيوتات الطين)، النضال البيئي،

مناهضة العنف ضد المرأة، توسيع رقعة مشاركة النساء والشباب

*المقال الافتتاحي لإعلام الاتحاد الوطني الكردستاني

الاتحاد الوطني الكردستاني حزب اشتراكي ديمقراطي، تنظيم ذو تراث ديمقراطي، لإنجاز المهام الديمقراطية وتحقيق المساواة، هذا التيار في سياسة الكردايتي كان نتاج نضال فكري عميق طويل الامد، وأصبح جزءا أصيلا وحيويا في الحركة السياسية الكردستانية.

الرئيس مام جلال هو العراب والأب الروحي المؤسس لهذا التيار والتوجه، حيث لقح فكرة الكردايتي التقدمية المستندة الى برنامج التحرر الوطني، مع المهام الاجتماعية والديمقراطية، بحيث لايمكن الفصل بين مشهد تناغم نضال الكردايتي التقدمي عن المجتمع الكردستاني المزدهر المتنامي.

هذا التيار الحي الناصع والمتلألئ، يمكن أن يظهر بين الفينة والاخرى بعناوين مختلفة، ولكن في اعقاب المؤتمر العام الاول للاتحاد الوطني الكردستاني المتزامن مع تحرر كردستان في اعقاب الانتفاضة في (1991-1992)، رسخ عنوان هذا التلاقح بين نضال الكردايتي وتطور المجتمع الكردي، نفسه في خيار الاشتراكية الديمقراطية الذي لايزال حتى الان هو نهج وفكر وسياسة الاتحاد الوطني الكردستاني.

الرئيس مام جلال ومن اجل ترغيب وتشويق مفهوم الاشتراكية الديمقراطية، واضفاء الطابع الكردي على هذا الخيار الفكري، اطلق عليه مسمى (العودة الى بيوتات الطين- أي الى الأحياء الفقيرة)، في مسمى مجازي عميق الفهم والمفهوم والمغزى، وهو من جهة تأكيد على الهوية الاجتماعية وتصنيف الاتحاد الوطني ومكانته في المجتمع الكردستاني، ومن جهة أخرى تعليق انتقادي من قبل الرئيس مام جلال لمسار عمل الاتحاد الوطني بعد الانتفاضة.

ذلك لان طلب العودة بحد ذاته انتقاد لخروجنا المؤقت عن المسار الصحيح يستوجب العودة.

ادبيات الرئيس مام جلال زاخرة بهذه العبارات الراقية التي يمكن استخدامها كخطاب انتقادي لتحجيم ومعالجة الغطرسة والغرور بعيدا عن تجريح رفاقي.

طلب العودة لتراث الأحياء الفقيرة لا يعني الرغبة في خيار (اشتراكية الفقراء)، التي تمثل مصطلحا شائعا في الادبيات الاشتراكية كتعبير عن فشل التجربة وتلكئها بل هو تشخيص الخلل في مسار العمل والنضال الذي يؤدي احيانا بسبب التحالفات والصداقات السياسية الى اضاعة هوية الاتحاد الوطني في المجتمع الكردي والسياسة الكردستانية.

أدبيات الاتحاد الوطني وهويته لايمكن أن تتجاهل وتهمش الاختلافات والتباينات الأساسية والزاهية للاتحاد على خلفية المشتركات الوطنية مع الاحزاب الاخرى فيما يخص الخيارات القومية والرغبة في وحدة صفوف الشعب والاهداف المشتركة، بل ان هذه الهوية هي بمثابة اكسير الحياة بالنسبة للاتحاد الوطني، والرغبة المتناهية للتضحية من اجل النضال التحرري الكردي والمسألة القومية، انما يعني بالأساس ترتيب الاولويات، وليس عدم الاصغاء للاصوات المعارضة والخيارات والمطالب الاجتماعية.

مؤتمر الاتحاد الرابع، ورغم اية ملاحظات عليه، يكفيه انه نجح في خضم زوبعة السياسة والمصالح، في الحفاظ على عنوان الاشتراكية الديمقراطية للاتحاد الوطني.

ومنذ نحو عام، وجنبا الى جنب مع اتحاد القرار واتحاد التوجه، اصبح هناك فرصة لاعادة صياغة وتقويم الهوية الاجتماعية لهذا الحزب الاشتراكي الديمقراطي المطالب من قبل جموع الشعب وشرائح الطلبة والشباب بتعزيز هويته، طالما ان هناك قوى سياسية أخرى برزت ثم انمحت دون ان تتمكن من فعل شيء.

كما قال الرئيس بافل جلال طالباني خلال حواره الذي امتد لـ(23 ساعة) مع الطلبة "في السابق كنت قد تساءلت عن سبب تظاهركم؟ وبعد ان استمعت لمكامن الخلل والمطالب الحقة لكم صرت اسأل عن سبب عدم قيامكم باحتجاج قوي لغاية الان؟".

ونعلم ان ملتقى الاتحاد الوطني الذي مثل محطة لتجمع ديمقراطي حزبي وشعبي وأضحى حدثا رئيسيا للحياة السياسية في كردستان، في خضم الذكرى الـ 47 لتأسيس الاتحاد الوطني، قام بأداء هذه المهمة الضرورية بشكل فعال لإحياء هوية الاتحاد.

أما في واقع العمل السياسي الفعلي، فإن الدعوة لغرس مليون شجرة في كردستان، والرغبة في تحقيق بيئة نظيفة ونقية للبلاد، وجعل شرط المطالبة بحماية البيئة من التهديدات المحدقة ببيئة البلد والهموم المشتركة بهذا الصدد عالميا، جعل ذلك أحد الشروط للتصويت للحكومة العراقية المقبلة مثلما يؤكد قوباد طالباني نائب رئيس حكومة الاقليم على ذلك.

 كما ان الرغبة بتوسيع مشاركة الشباب في العمل السياسي (وانتقاد حياة ومعيشة شريحة الطلبة ايضا) والدعوة الفعلية الى توسيع مشاركة النساء في المجالات العامة (مع ادانة العنف ضد النساء وانتقاد الاستهانة بحضورهن في المجتمع) هذا كله جزء من مشهد اعادة تعريف الاتحاد الوطني الكردستاني بدءا من كردستان امتدادا الى العراق كله، والتي يجب ان يصمم عليها اتحادنا ويشمر ساعده لذلك كرديا وديمقراطيا بالشكل الذي يسهم في تعويض عثراتنا وتباطئنا في الماضي أيضا.

الحزب السياسي الناجح، وهو ما يجب ان تكون عليه وجهة الاتحاد الوطني، يجب أن يكون دوما حزبا يحتفظ بهويته الخاصة وحزبا للهموم المشتركة مثل (الوحدة الكردستانية في كردستان) وحزبا لـ(هدف التوافق والشراكة في عموم العراق).

ويبدو ان هذا هو قدر الاتحاد الوطني الكردستاني... فهو للنضال الاشتراكي الديمقراطي مثلما هو للنضال من اجل المهام القومية، ففي الأول يجب أن يدفع بالنضال البرلماني، النقابي، الديمقراطي متعدد الاطراف في المجتمع الى الامام، حتى وان كان الطريق شاقا وطويلا، ضيقا وحالكا، وفي الثاني له متحالفون كثر، ولكن المهم ان يكون في الطليعة والقيادة.

 

  مواضيع أخرى للمؤلف
←  من يخشى الانتخابات ؟
←  فرصة ذهبية لكركوك
←  رأي الاتحاد الوطني هو الرأي العام الكوردستاني.. والعكس صحيح
←  حصاد عام صعب عبر (135) عددا من مجلة المرصد
←  كوردستان بين حانة ومانة
←  تجربة لم يحسم التأريخ الحديث حوله الى الان
←  ضرورة اتباع سياسة مسؤولة جديدة للدفاع عن مصالح جماهير كردستان
←  مرجع التضحية ومانح ميداليات الافتخار الوطني
←  قلق وانزعاج من مسار الحكم في اقليم كردستان
←  اِقلعوا عن هذه الأدبيات الرخيصة
←  الموضوع لم يعد موضوع المناصفة.. بل تجاوز الأمر الثلاثة أرباع!
←  يوم اعلام الاتحاد الوطني الكردستاني
←  مبارك للاتحاديين..مبارك للرئيس
←  الاتحاد الوطني الكردستاني وإنجاز المهام الديمقراطية
←  هي إرادة ليس لها توقف