×

  رؤا

تجربة لم يحسم التأريخ الحديث حوله الى الان

07/11/2022

25-09-2022

** الاستفتاء من حيث المبدأ، ممارسة ديمقراطية ونضال مدني لحسم قضايا السياسية وقضايا المجتمع بشكل عام في الدول التي تتبع النظام الديمقراطي.

تقرير المصير و حسب شعار الاتحاد الوطني (حق تقرير المصير) مبدا اساسي للنضال القومي والوطني،والاتحاد الوطني الكردستاني اول قوة سياسية كردستانية تبنت هذا الشعار كستراتيجية .

**التعامل مع مسالة حق تقرير المصير يجب ان يكون حسب الظرف السياسي لتطور النضال والقضية الكردية، ومن هذا المنطلق تبنى الاتحاد الوطني الكردستاني مبدأ الفيدرالية بعد انتفاضة 1991  وادخله برلمان كردستان ضمن منهاجه ورؤيته لشكل الحكم وبعد ذلك تثبيته في الدستور العراقي الدائم عام 2005.

**استفتاء عام 2017 كان ممارسة لحق ديمقراطي لشعبنا،واغلب القوى الكردستانية بما فيهم الاتحاد الوطني الكردستاني قد صوتوا فيه كونه حقا مشروعا ولكن هذا الحق وهذه العملية كانت بحاجة الى اجماع وطني اكثر ،كان هنالك فرصة للحوار مع الحكومة العراقية الاتحادية ،رغم ان بغداد كانت تضع انذاك حصارا سياسيا واقتصاديا جائرا على اقليم كردستان ولم تتعامل مع مشاكل كردستان بمسؤولية وطنية.

**المجتمع الدولي و اصدقاء الكرد في الغرب و دول اخرى ارادوا ان يكونوا وسطاء ايجابيين لدفع دفة التفاوض والحوار بين كردستان وبغداد ،وقاموا بزيادة ضغوطاتهم على بغداد لحل مشاكل كردستان واكدوا للاطراف الكردستانية في الوقت ذاته اهمية الركون الى الحوار والتفاوض لحل هذه المشاكل مع بغداد.

**في هذا الظرف و في 25/9/2017 تم اجراء عملية الاستفتاء وكالعادة والمتوقع فقد صوت الشعب لصالح ارادته القومية وهي الاستقلال و تقرير المصير،حيث لايوجد وطني لايصوت لصالح طموحاته القومية.

وللاسف الشديد لم يتم التعامل مع ظروف مابعد الاستفتاء بشكل محنك ايضا ،فبعد الاستفتاء ازدادت الضغوط والتطويق على كردستان بشكل اكبر سياسيا وعسكريا ،وهذا الامر تطلب وحدة صف اكثر و خطاب مشترك  واتخاذ السبل السياسية و التئام جروح مابعد الاستفتاء.

**مايؤسف له انه بدلا من التمسك بمقومات وحدة الصف والابتعاد عن التنازع والتنابز حيال الارادة القومية،فان الاستفتاء الذي يستخدم لاهداف قومية ووطنية ،ادى الى بروز مرحلة من النزاع والشرخ في صفوف الامة .

بالامكان ان نقول ان عملية الاستفتاء كانت تجربة نابعة من ممارسة إرادة شرعية وديمقراطية ،لكن النتيجة كانت تراجعا وتطويقا سياسيا لكردستان.

**لايزال لشعبنا وحركته السياسية وتجربة الحكم الكثير من الطاقة  والهمة  للنهوض و التعافي وتجنب الخلاف والتراجع والانقسام .فارادة وحدة الامة وانجاح تجربتنا تستحق تضحية اكثر و اعادة التنظيم وتنشيط الهمة القومية والسياسية وان شعبنا وبعد هذه التضحيات بما فيها عملية الاستفتاء يستحق حياة افضل واكثر كرامة.

من المبكر إجراء تقييم نهائي لتجربة الاستفتاء،ومن السابق لاوانه أن يبدي التاريخ موقفه النهائي حولها.

فتقييمنا الحالي يجب ان يصب في مصلحة الوحدة والتضامن والتطلع إلى المستقبل.

 

  مواضيع أخرى للمؤلف
←  من يخشى الانتخابات ؟
←  فرصة ذهبية لكركوك
←  رأي الاتحاد الوطني هو الرأي العام الكوردستاني.. والعكس صحيح
←  حصاد عام صعب عبر (135) عددا من مجلة المرصد
←  كوردستان بين حانة ومانة
←  تجربة لم يحسم التأريخ الحديث حوله الى الان
←  ضرورة اتباع سياسة مسؤولة جديدة للدفاع عن مصالح جماهير كردستان
←  مرجع التضحية ومانح ميداليات الافتخار الوطني
←  قلق وانزعاج من مسار الحكم في اقليم كردستان
←  اِقلعوا عن هذه الأدبيات الرخيصة
←  الموضوع لم يعد موضوع المناصفة.. بل تجاوز الأمر الثلاثة أرباع!
←  يوم اعلام الاتحاد الوطني الكردستاني
←  مبارك للاتحاديين..مبارك للرئيس
←  الاتحاد الوطني الكردستاني وإنجاز المهام الديمقراطية
←  هي إرادة ليس لها توقف