العالم والمنطقة تحت مجهر المرصد
عبر 136 مجلة تحليلية..
تقف "المرصد" بشموخ و إباء امام قرائها وكذلك امام التاريخ في تيسير مهامها التوثيقية والتحليلية
* رئيس التحرير/ محمد شيخ عثمان
لقد حفل العام 2023 بأحداث ووقائع ومواقف مهمة ومفصلية للغاية،على المستوى العراقي والكردستاني والاقليمي والعالمي ولم يمر شهر فيه دون علامات ومؤشرات لمخاضات عسيرة لاحداث وتحولات .
كان عاما حافلا بالخيبات والصدمات والانكسارات والكوارث والدموع والغضب، لكنه أيضا كان مليئا بالآمال والتطلعات والتاكيدات على الركون الى السلم الحقيقي والامان المنشود والمواطنة الحقيقية،وفي خضم تصادم الاقطاب في حرب اوكرانيا فوجئ الجميع باحداث حرب غزة وتداعياتها لتصبح معارك وحروبا بالوكالة ستطغى شرارتها وتبعاتها على مجمل مفاصل الشرق الاوسط ودول المنطقة ومؤديا الى تعزيز الاقطاب وفي مقدمتها الولايات المتحدة لتواجدها العسكري والسياسي في الشرق الاوسط .
وكذلك تاثرت وتتاثر العلاقات الامريكية الصينية بكلتا الحربين دون تجاهل ان التنافس الاقتصادي ظل الدافع الاساسي لصراع النفوذ بين القوتين من حيث تعاظم التحركات الامريكية عبر مجموعة العشرين وتحركات الصين وروسيا عبر مجموعة بريكس وبالتالي لايزال النظام العالمي الجديد في طور هلامي بانتظار توافق او تصادم المجموعتين بصورة مباشرة او غير مباشرة.
لقد كانت سنة تعقيدات اقتصادية ايضا في خضم التساؤل حول جهوزية الاقتصاد العالمي لتطورات إيجابية ام تحديات جمة، لكنها شهدت أيضاً قفزات هائلة في مجالات علمية كثيرة، أبرزها الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الحيوية وتأثيرهما في حياة الأفراد وسلوك المستهلكين، إضافة إلى قفزة في دور المسيّرات في ميادين الحروب غيّرت خصائص القتال وشكل ساحاته.
2023 كان عصيبا على الشرق الأوسط ، إذ شهدت المنطقة حربا جديدة بجانب الحروب المتواصلة منذ سنوات، وعصفت الكوارث الطبيعية ببعض دول المنطقة من قبيل :زلزال تركيا وسوريا،تطبيع العلاقات بين إيران والسعودية،الانتخابات الرئاسية في تركيا،التصعديد العسكري التركي في روجافا وعودة سوريا للجامعة العربية،زلزال المغرب،الحرب في غزة ،التوترات بالبحر الأحمر،الانتخابات الرئاسية في مصر.
وعلى الصعيد العراقي كان عاما صعبا ايضا خاصة فيما يتعلق بالعلاقات بين الحكومة الاتحادية واقليم كردستان والتوصل الى اتفاقات وطنية مهمة من شانها الالتزام بها وتنفيذها تعزيز الاستقرار والازدهار في العراق ولكن ادخال عبارات مفخخة في الميزانية الاتحادية اعاقت التنفيذ وقد نتج عن اصرار الجانبين على الحل ارادة سياسية جماعية لحل مشكلة الميزانية في العام الجديد وفق السياقات الدستورية والقانونية وبمايضمن حقوق ورواتب اقليم كردستان ،في المقابل وبسبب الدعم الرئاسي وكذلك "تحالف ادارة الدولة" للمنهاج الوزاري للحكومة العراقية استطاعت الحكومة تنفيذ مهامها بشكل مستقر وميسر مما ساهم في تعزيز ثقة المواطن بها و كذلك تقوية الدور العراقي كوسيط متمكن في المنطقة لتتوج مسارها بنجاح انتخابات مجالس المحافظات بشكل جيد .
العالم يقف على أعتاب عام 2024 بترقب وحذر، وربما القليل من الآمال المعقودة على انفراجات محتملة وحروب لا شك انها ستحمل المنطقة والعالم أوزارها الإنسانية والسياسية والاقتصادية لأعوام كثيرة مقبلة.
وفيما نحن ننظر إلى المستقبل، تكثر الأسئلة عن الوقائع الجيوسياسية الجديدة التي ستتكشف أمامنا، وكيف يمكن أن تؤثر على العلاقات الدولية والمساعي الدبلوماسية لحل الأزمات؟ وكيف ستنعكس على العراق بصورة عامة واقليم كردستان بصورة خاصة .
وسط كل هذه الحقائق تقف "المرصد" بشموخ و إباء امام قرائها من النخبة والباحثين وكذلك امام التاريخ في تيسير مهامها التوثيقية والاستشرافية لكل تلك الاحداث والتطورات والتوقعات على مستوى العراق وكردستان والمنطقة والعالم عبر دراسات ومواقف وتحليلات ورؤى لاطلاع النخب وخاصة السياسية على اتجاهات الاحداث وسياقاتها وانعكاساتها كي ياخذ استعداداتها وتحضيراتها ودبلوماسيتها للتعامل مع هذا الواقع بما يضمن الامن والسلام والاقتصاد وحقوق مواطنيها وذلك باصدار (136) مجلة تحليلية توثيقية خلال هذا العام .
هذا الجهد ليس بامر سهل او هين لمؤسسة اعلامية متواضعة تتعرض لضغوط مالية وقلة الكوادر ولكن الارادة كانت طاغية على العراقيل وساهمت في هذا الانتاج المثمر الذي يهم الباحثين وطلاب الماجستير والدكتوراه والمؤرخين وارشفة التاريخ وفخرا لاعلام الاتحاد الوطني واجلالا لروح الرئيس الراحل مام جلال الذي كان من طليعة قراء وداعمي "المرصد" في موسمه الاول باسم "الانصات المركزي" من صدور عددها الاول حتى اثناء مرضه والى يوم رحيله الجسدي .
وفقنا الله في مسعانا وسنستمر اذا اريد لنا ذلك
|