من اسبرطة الشرق الاوسط الى البيت الكرتوني ..
المسار التفردي الذي تم فرضه على اقليم كردستان جعل الاقليم من منطقة كانت تعرف باسبرطة الشرق الاوسط من حيث تطور الديمقراطية وحقوق الانسان والاعمار والازدهار ومكافحة الارهاب والفساد ( تحدث عنه الرئيس مام جلال باعتزاز باللغة الكردية امام اجتماع الجمعية العمومية للامم المتحدة في 2005 ) الى اقليم هش(كرتوني) حسب احدث تقرير لمجلة توصف بمجلة صناع القرار في الولايات المتحدة وهي (فورين بوليسي ) واقليم منتهك لحقوق الانسان والحريات والتلكؤ في مكافحة الفساد و عدم المساواة الاقتصادية حسب التقرير السنوي للخارجية الامريكية للعام 2022 والتقريران موجودان في هذا العدد بامكان القارئ الكريم التمعن فيهما .
**اضافة الى قرارات المحكمة الاتحادية حول الملف النفطي وكذلك قرار هيئة التحكيم التابعة لغرفة التجارة الدولية في باريس من قبل العراق ضد تركيا وايضا المحكمة الدولية بخصوص شركة كورك ،كل ذلك ليست مجرد صدفة او توقيت سيء بل عبارة عن تراكم الاخطاء بسبب المسار الذي يتفرد به القائمون على اخراج الكابينة من مضمون الشراكة في الحكم والقرار ومتطلبات الحكم الرشيد ومصير الاقليم ومستقبل ابنائه واجياله .
وفي ظل السياسات الخاطئة المتبعة نجد يوميا تقارير دولية تؤكد إن العجز الديمقراطي في الاقليم والخلل الاقتصادي هما نتيجة تفرد قيادته السياسية القائمة على المصلحة الذاتية.
**والتقرير ليس بجديد فمنذ عام 1976، وبناءا على طلب من الكونغرس، تصدر الولايات المتحدة تقارير سنوية حول ممارسات حقوق الإنسان في دول العالم، ، وتتناول حالة حقوق الإنسان المعترف بها دوليًا في جميع البلدان الأعضاء في الأمم المتحدة. تدعم هذه التقارير هدف الولايات المتحدة المتمثل في تعزيز الحرية الفردية والحريات الديمقراطية في العالم لان الديمقراطية وحقوق الإنسان تعزز بعضها البعض، ودعم التجديد الديمقراطي ضروري لتعزيز هذه الحقوق.
**لم يمر يوم دون ان يكون للاتحاد الوطني موقف صريح وحذر ومسؤول ازاء مايجري او مايرتكب بحق الاقليم ويعلن الاستعداد للعمل معا من اجل حل جذري للمشاكل الداخلية وكذلك العلاقة مع بغداد و الملف النفطي عبر التوافق على قانون النفط والغاز الاتحادي و توحيد قوات البيشمركة وايضا شفافية ونزاهة الانتخابات والمنافذ الحدودية والكف عن اعلاء المصلحة الشخصية على مصلحة الشعب والاقليم والتفرغ لاعمار الاقليم وتحسين الوضع المعيشي للمواطن واعادة الاقليم الى مسار النور من ضلال الفشل والخسائر حيث لم تبق هنالك قضية وليست للاقليم نصيب في الخسارة منها و بيانات الكابينة التاسعة في التعامل مع تلك الخسارات دليل على تقبلها لتلك الحقائق ليبقى ان نقول: بعد هذه الخسارات ماذا بعد؟
**الفرصة لاتزال متاحة لاخراج الاقليم من هذا المسار الخاطئ واعادته لامجاده السابقة التي كنا نقول بضرورة جعله نموذجا للاعمار والتعايش في العراق والان نجد ان ارضة التفرد والاستحواذ تنخر احشائه وامجاده وتهدد مصيره وسمعته امام المجتمع الدولي واوضع بحاجة الى عقلية مسؤولة تؤمن بشراكة الجميع في الحكم والتفاهم وتقبل الاخر والابتعاد عن الخطابات البالية والمزايدات والركون الى خدمة المواطن والاقليم لنعيده اسبرطة حقيقية في الشرق الاوسط وبيتا من الذهب .
26/03/2023
|