×

  رؤا

تفاؤل بشأن العراق

26/03/2023

عن صحيفتي (واشنطن بوست) و (لوس انجلس تايمز)     11/4/2010 :

ديفيد اكناتيوس: لم يستخدم جو بايدن، نائب الرئيس، العبارة المشؤومة «المهمة أنجزت»، لكنه طرح تقييما متفائلا للأوضاع في العراق في أعقاب الانتخابات البرلمانية التي شهدها الشهر الماضي، مشيرا إلى أن المساعي الإيرانية السرية لكسب نفوذ داخل العراق «اندحرت»، وتبدو بغداد الآن في طريقها نحو تشكيل حكومة ائتلاف «شاملة».

وقال بايدن خلال مقابلة أجريت معه الخميس: «لقد ظهرت السياسة أخيرا في العراق. وأصبح الجميع جزءا منها، وهذا واقع ملموس الآن».

جاءت تعليقات بايدن المتفائلة بعد أيام من وقوع موجة جديدة من الهجمات أثارت المخاوف من إمكان انزلاق العراق مجددا نحو أعمال عنف طائفي. وقد اقترح معاونو بايدن إجراء هذه المقابلة، في محاولة للتصدي لمثل هذه المخاوف، ولتوضيح حدود «الخطوط الحمراء» الأميركية في حقبة ما بعد الانتخابات التي تنطوي على حساسية بالغة.

وقال بايدن إنه «أوضح لجميع المعنيين» أن الولايات المتحدة ترى أن انتخابات 7 مارس (آذار) كانت عادلة، وأنها تعارض أي جهود غير مشروعة لإلغاء النتائج. وأضاف أنه حال اندلاع أعمال عنف طائفية كبرى مجددا العام القادم، سيكون لدى الولايات المتحدة حينها 50.000 جندي في العراق، وأنها ستدرس أي طلب حكومي للمساعدة.

الملاحظ أن نائب الرئيس دوما ما يبدي شعورا بالحماس، ولم تكن المقابلة التي أجريت معه الخميس باستثناء لهذه القاعدة، حيث عمد خلالها إلى تناول جميع النقاط الإيجابية. كما عرض بايدن بعض الأدلة المفصلة التي تشير إلى تحرك السياسيين العراقيين نحو نمط ما من الحكومة الائتلافية.

بدأ بايدن حديثه بتناول 3 هجمات دموية وقعت هذا الشهر، وقال إن 2 منها على الأقل من تدبير فلول «القاعدة» في العراق. إلا أنه أردف قائلا بأن قدرات هذه الجماعة «تراجعت بشدة»، وتواجه إخفاقا في تحقيق هدفها، المتمثل في «إشعال الفتنة الطائفية مرة أخرى»، وإعاقة تشكيل حكومة للبلاد.

وأعرب بايدن عن اعتقاده أن الهجمات دفعت الحكومة العراقية على الإبقاء على حذرها ويقظتها في مواجهة التهديد الإرهابي. يذكر أن معدل العمليات اليومية لمكافحة الإرهاب ازداد الأسبوع الماضي ليصل إلى أكثر من 10 عمليات، مقارنة بواحدة أو اثنتين يوميا قبيل الانتخابات. كما وافق العراقيون على التشارك مع الجانب الأميركي في مزيد من الاستخبارات.

فيما يخص المساعي الإيراني لكسب نفوذ داخل العراق، شدد بايدن على أنها منيت بالفشل. وكشف النقاب عن أن طهران أنفقت ما يصل إلى 100 مليون دولار لدعم الأحزاب الدينية الشيعية والتصدي لائتلاف العراقية، وهو ائتلاف علماني سني - شيعي يتزعمه إياد علاوي، رئيس الوزراء الأسبق. وقد انتهى الحال بفوز هذا الائتلاف بالعدد الأكبر من المقاعد بفضل المشاركة القوية للناخبين السنّة في الانتخابات.

وقال بايدن: «كان الأمر بمثابة صفعة للإيرانيين»، في إشارة إلى حملة طهران الفاشلة للتأثير على نتائج الانتخابات. وأردف بأن الأهم من ذلك أن جهود طهران بعد الانتخابات للضغط على القادة العراقيين الذين زاروا إيران «أتت بنتائج عكس المرجوة». وأوضح أن السياسيين العراقيين اكتشفوا أن «هناك ثمنا كبيرا ينبغي تكبده.. إذا ما بدا الأمر وكأن سياسيا ما يسعى لنيل رضا أو يتبع توجيهات الإيرانيين أو أي دولة أخرى مجاورة».

كان نوري المالكي، رئيس الوزراء، وبعض السياسيين الشيعة الآخرين، قد لمحوا في البداية إلى أنهم سيطعنون في صحة نتائج الانتخابات. لكن بايدن أشار إلى أنه وفقا لما توصل إليه استطلاع أميركي جديد للرأي إلى أن 80% من العراقيين يرون أن نتائج الانتخابات عادلة. وبات المعسكر الذي يعارض إعادة فرز الأصوات اثنين من كبار القيادات الشيعية، آية الله العظمى علي السيستاني وعمار الحكيم، رئيس المجلس الإسلامي الأعلى في العراق.

وقال بايدن إنه «من الضروري بالنسبة إلى العراق» وجود حكومة ائتلافية واسعة النطاق تجمع الجماعات العرقية والأحزاب الكبرى.

وتوقع أن يجري تقسيم المناصب الوزارية الكبرى بين ائتلاف العراقية، والمجلس الإسلامي الأعلى في العراق، والأحزاب الكردية وائتلاف دولة القانون بزعامة المالكي.

وأضاف: «المؤشرات كلها التي حصلنا عليها من الأطراف جميعها، تشير إلى ضرورة أن تشمل الحكومة الأطراف الأربعة».

وقد رفض بايدن اتخاذ صف بعينه فيما يخص رئيس الوزراء القادم. وأشاد بعلاوي باعتباره «الشخص الذي نجح في تحقيق تواصل في أوساط السنّة والشيعة»، وأثنى على المالكي لرفضه الانضمام إلى ائتلاف من الشيعة فقط قبل الانتخابات. كما أشاد بالمجلس الإسلامي الأعلى في العراق، والأحزاب الكردية.

أما التساؤل الأصعب أمام إدارة أوباما، التي دعت في حملتها الانتخابية إلى الانسحاب من العراق، فهو كيفية الاحتفاظ بدور أميركي نشط هناك، حتى مع عودة الجنود الأميركيين إلى الوطن بحلول نهاية العام القادم. وقال بايدن إن هذا التساؤل يثار في كل حديث معه إلى العراقيين تقريبا.

وأضاف أنه أخبر المالكي الأسبوع الماضي «ننوي أن نبقي على تعاوننا هنا»، وبخاصة بالمجالات غير العسكرية، التي تأمل واشنطن أنها ستشكل جزءا من علاقة مستقرة طويلة الأمد.

وتكمن المعضلة العراقية في أنه من أجل الخروج بنجاح، يجب أن تظل واشنطن نشطة داخل البلاد. والواضح أن تعليقات نائب الرئيس حملت المؤشرات الصائبة في هذا الصدد.

 

  مواضيع أخرى للمؤلف
←  لا تراجع ..الاستراتيجية التي ستستمر إدارتي في قيادتها
←  ما يتعين عمله من أجل العراق الآن
←  رسالة إلى الكونغرس
←  الاستراتيجية الأمريكية لمنع الصراع وتعزيز الاستقرار
←  سندافع عن الديمقراطية وحق الناس في العيش في مأمن من العدوان
←  نحو لامركزية تضمن وحدة التراب العراقي
←  مرحلة جديدة من العلاقة والشراكة الحقيقية مع العراق
←  العراق يواجه تحديات أخرى على طريق الأمن والازدهار
←  العراق بالقيادةالحكيمة لطالباني أنجز الكثير من النجاحات
←  بايدن: عامل قوي ومطمئن إلى جانب أوباما
←  تفاؤل بشأن العراق
←  كم هو محظوظ الشعب العراقي، والمنطقة بأسرها، بقيادتكم
←  كركوك أحد المفاتيح الأربعة لحل مشكلة العراق
←  خطــة بخمــس نقــاط للسينــاتـور جوزيــف بــايـدن