×

  رؤا

مرحلة جديدة من العلاقة والشراكة الحقيقية مع العراق

26/03/2023

نص تصريحات نائب الرئيس الامريكي جوزيف بايدن حول اجتماع اللجنة التنسيقية الامريكية – العراقية العليا

البيت الأبيض/ مكتب نائب الرئيس  3/12/2011 :

نائب الرئيس: حضرة رئيس الوزراء، زملائي الكرام، كما ذكرت في البداية، يطلق بلدانا الآن مرحلة جديدة من هذه العلاقة. إن ما جرى البحث فيه هنا اليوم لم يكن جديداً بالكامل، ولكن الذي تمت مناقشته هنا اليوم يمثل خطوة إلى الأمام.

سنواصل تنفيذ وعودنا كما فعلنا حتى الآن. سنسحب قواتنا العسكرية بحلول نهاية كانون الأول/ديسمبر بمقتضى الاتفاق الذي أطلق عليه اتفاقية وضعية القوات (SOFA) التي تم التوقيع عليها قبل بضع سنوات.

ونحن ندخل مرحلة جديدة – وأعتقد أننا تعلمنا اليوم، أو ناقشنا اليوم، علاقة مدنية جديدة وشاملة بين الولايات المتحدة والعراق كشركاء نتمتع بالسيادة بطريقة ستكون مفيدة، كما ذكرت آنفاً، ليس للعراق وحسب، بل وأيضاً للمنطقة وللعالم كله.

بعثتنا المدنية في العراق – أعتقد أن من الجدير قول ذلك – جيدة الحجم. إنها كبيرة، كما قال وزير الخارجية. لكنها بالحجم الذي يُمكّنها من تلبية المطالب والالتزامات والوعود التي أعطيناها.

 إن سبب حجمها الكبير هو، وأقول ذلك للمستمعين الامريكيين وللمستعمين العراقيين كذلك، هو لأجل تلبية الالتزامات التي تنص عليها اتفاقية إطار العمل الستراتيجي، ولكي يتمكن العراق من تلبية الوعود التي لا تُصدق والفرص التي لا تصدق الماثلة أمامه، والتي ستكون لنا في البلاد، والتي تمكننا من أن نكون جاهزين لتوطيد العلاقات المباشرة - والشيء الأخير الذي ناقشناه هو كيف نستطيع جعل اجتماعات التنسيق هذه متوفرة أكثر، ومنتظمة أكثر، ومنخرطة أكثر، بسبب وجود هذا الكم الكبير من الفرص وهذا الكم الكبير من العمل الذي ينبغي القيام به.

 ولذا سيكون لدينا في البلاد، وهو الشيء الذي لا يوجد لدينا في كل بلد، خبراء جاهزون، خبراء امريكيون في كل حقل ناقشناه هنا اليوم. ليس الأمر بالنسبة لنا مسألة ترف في أن نكون قادرين على إرسال – أو العراق – دبلوماسيين وخبراء إلى مختلف أرجاء العالم. ذلك لأنه إذا أردنا إنجاز هذا العمل معاً، سوف نحتاج لأن يكون لنا أناس في الموقع، في العمل المطلوب، في المكان، يمكن الوصول إليهم فوراً، للاجتماعات وللحالات الطارئة التي لها علاقة بالمجالات التي تعنيهم، وذلك في غضون ساعات وليس خلال أسابيع من التخطيط. هذا هو السبب الذي يجعلنا نبقى في هذا البلد ليس كمجرد خبراء دبلوماسيين بل كخبراء في التجارة، والزراعة، والتعليم، والعناية الصحية، والنقل، وحكم القانون، والطاقة، والأمن، ويزداد طول القائمة لأنني لا أعرف ما يكون عليه الأمر بالنسبة لكم، السيد رئيس الوزراء، ولكنه في بعض الحالات يتعين عليّ عندما أعود إلى الوطن أن أوضح لماذا لدينا سفارة كبيرة هنا. لماذا.

إننا هنا لسبب واحد، ولسبب واحد فقط: للمساعدة في تنمية قدرات هذه الدولة العظيمة. لأنكم عندما تحققون التنمية، وعندما تبلغ طاقاتكم الكامنة التي قزّمها صدام، والإرهاب الذي تلاه، فان ذلك سيكون شيئاً جديداً للعالم أجمع، وسوف يأتي بالاستقرار للمنطقة. هذه هي مصلحتنا الوحيدة في العراق. نهاية القصة (هذا كل ما في الأمر).

وهكذا، وخلال الأشهر القادمة، حتى تتمكن مختلف لجان التنسيق المشتركة من تنفيذ ما قررناه هنا، كما قال وزير الخارجية في وقت سابق، ستتطلب إبرام بعض الاتفاقيات الخطية التقليدية والاعتيادية، التي تلائم جميع الناس المجتمعين هنا.

إننا نقدّر هذا التعاون. إننا نقدر أن ذلك ما يحدث عادة عندما تكون لنا مثل هذه العلاقات الثنائية. لكنها ببساطة أكبر هنا لأن الحاجة أكبر، ولأن الطلب أكبر.

فكما رأينا اليوم، تستمر علاقاتنا في التطور بطريقة إيجابية، على الرغم من المعارضين في بلدكم والمعارضين في بلدنا. في كل سنة، وفي كل زيارة قمت بها إلى هنا، كانت العلاقات تتطور، وكانت تصبح إيجابية أكثر. انها صعبة. لكنها تتحرك باستمرار في الاتجاه المتقدم إلى الأمام.

كان علينا، في كل من بلدينا، أن نتغلب على بعض سوء الفهم في كل من بلدينا، وسيكون علينا مواصلة عمل ذلك. في بلدي كان هناك بعض التساؤل، هل هذا يستحق عمله؟ لماذا نواصل إنفاق هذا القدر من الطاقة والمال؟ وفي بلادكم، أنا متأكد أنكم تسمعون نفس الشيء. لماذا انتم بحاجة إلى هؤلاء الناس؟ لماذا تريدونهم هنا؟

حقيقة الأمر هي، الحقيقة هي على ما أعتقد، أنكم برهنتم، وأننا برهنّا سوية أن ذلك الأمر يستحق منا القيام به. إنه جدير بذلك مهما كانت التكاليف والصعوبات، ومهما كان الجدل القائم حوله.

وكمثال على ذلك، عندما عقدت اللجنة المشتركة أول اجتماع، كانت هذه اللجنة العليا التي أنشئت في كانون الثاني/يناير 2009، في الوقت الذي تم فيه طرح اتفاقية وضعية القوات (SOFA). وإذا لم أكن مُخطِئاً، أقترحتَ انت وزملاؤك، يا سيادة رئيس الوزراء، أن المسألة لا يجوز أن تقتصر على الأمن. كان عليها أن تكون أكثر. ولذلك، شكلنا هذه اللجنة - ليس هذه اللجنة، ولكن اتفقنا على أن تكون لدينا اتفاقية ستراتيجية طويلة الأمد تتعدى بكثير المجال الأمني. وهكذا، عُقد أول اجتماع في كانون الثاني/يناير 2009. كان عدد اللجان التي كانت قائمة تحت مظلة هذه اللجنة قليلاً نسبياُ. واجتمعت اللجنة من جديد في تموز/يوليو 2009 في ظل إدارة جديدة.

وإذا لم أكن مخطئاً، سيادة رئيس الوزراء، كان ذلك هو اقتراحكم، وهو اقتراح جيد جداً بأن نقوم بزيادة- بأن نزيد التبادلات التي كانت تقوم بها هذه اللجنة – زيادة المجالات التي كانت هذه اللجنة ستغطيها. كان من المقترح أن نتحدث عن تأشيرات السفر للطلاب. وكان من المقترح التوسع وتشكيل لجنة تتعلق بالصناعة والتجارة، وغير ذلك. ولقد واصلت اللجنة نموها. واصلت توسعها مع ظهور الحاجات ومع توفر المساعدات.

اليوم، في هذا الاجتماع، اتفق وزير الخارجية وسفيرنا على ضرورة أن تكون هناك، حسناً، لجنة أخرى – لجنة أخرى داخل هذه اللجنة، تستند إلى الأمن.

النقطة التي أحاول إبرازها هي أنه يتعين على شعبينا أن يفهما أن هذا يصب في مصلحتنا المتبادلة وبالنسبة لكل منا، وبالنسبة للمنطقة، ومع مواصلة نموها، ونمو الفرص- نحن على أتم الاستعداد لتقديم المساعدة بالقدر الذي تريدونه.

 إننا على استعداد لتقديم الخبرات التي نمتلكها. فلو لم تكونوا تحت سيطرة صدام حسين طوال هذه المدة، وضحايا الإرهاب طوال هذه الفترة، لما كنتم بحاجة إلى هذه المساعدة. إنكم جميعاً تمتلكون القدرات. إنكم تمتلكون القدرة على عمل كل شيء يتطلب القيام به. لكن كما قال أحدكم اليوم، إنكم كالذي يبدأ من لا شيء. هذه المؤسسات لم تكن موجودة لكي تتطور، ولتتغير وتنمو طوال نصف القرن الماضي، كما فعلت في بلدنا. ليس لدينا أي شك في أن قدراتكم غير محدودة تماماً كما هي حال مواردكم الطبيعية.

فكما أشرنا إليه هنا اليوم، لقد تم حتى الآن القيام بأشياء كثيرة. إن معظم الناس في كل – سأتحدث عن بلدي – معظم الناس في بلدي يعتقدون أن جلّ ما فعلناه يتعلق بالأمن. حسناً، فكما أشار إلى ذلك زملاؤنا اليوم، لقد أنجزت الولايات المتحدة قرابة 1800 مشروع في قطاع الصحة في العراق، تقدر قيمتها بـ 800 مليون دولار – قرابة بليون دولار – وجدّدت 133 مركزاً للعناية الأولية بالصحة؛ وقدمت العناية الأساسية الطارئة لصحة الأمهات، إلى جانب المعدات الطبية ومعدات طب الأسنان. وقد بنينا شراكة مع الحكومة العراقية، وجددنا ووسعنا سوية المستشفيات في البصرة وبعقوبة، وكذلك الأمر في مختلف أنحاء هذا البلد. وقد أطلقنا مؤخراً مشروعاً بقيمة 74 مليون دولار لتسحين العناية الأولية بالصحة في 360 عيادة في 18 محافظة. لا علاقة لهذا بالمصلحة الذاتية. إنه يتعلق باحتياجات الناس في العراق، لأنكم إذا أردتم بلوغ طاقاتكم الكامنة، فلن تحتاجوا إلى أناس متعلمين فحسب، بل وأيضاً إلى أناس يتمتعون بصحة جيدة. ولذا أُقِر بأن كل هذا مُوجّه – ما أقوله اليوم – إلى أبناء وطني.

لقد استثمرت حكومة الولايات المتحدة أكثر من100 مليون دولار في البنية التحتية للنقل في العراق، وساعدت في تحديث القوانين والمعايير في هيئة الطيران المدني العراقية. وكذلك لدى مراقبي حركة الملاحة الجوية المدنية العراقيين – 60 مليون دولار، وفي أنظمة الإرسال للسكك الحديدية العراقية، وغير ذلك.

إذاً النقطة العامة التي أريد الإشارة إليها هي النقطة التي أشرتم إليها جميعاً، وتحدثنا عنها في الاجتماعات الخاصة، لكن يجب أن تعرفها الصحافة – يجب ان تعرف الصحافة ان الأمر يتعلق بتنمية قدرة الناس، ويتعلق بتطوير كل ما هي الناس مؤهلة له في العالم، فرصة اختيار مستقبلهم الخاص، وفرصة تحقيق طاقاتهم العظيمة الكامنة.

إذاً، أود توجيه الشكر إلى كل من شارك في إعداد هذا الاجتماع. ومن الواضح أنه لا يزال هناك الكثير مما يجب عمله لبلوغ النجاح. لقد أعجبت كثيراً، كما سبق وقلت، التقدم الذي تحقق لتاريخه، وانني أتوقع مزيداً من التقدم. الآن، حان الوقت لأن نعمل خلال الأشهر القادمة، كما ان مختلف لجان التنسيق المشتركة ستجتمع وتجتمع بصورة منتظمة أكثر لأجل تنفيذ الخطط التي ناقشناها اليوم. فالمواضيع كثيرة، وكثيرة جداً. والفرص هائلة.

كما سمعتم، لدينا خطط كبيرة. إننا سنواصل توسيع التزاماتنا التجارية، والعمل الجاد للتوصيل بين شركات الأعمال التجارية الامريكية والعراقية لما فيه المصلحة الاقتصادية لبلدينا، كما ولأجل وصل باقي العالم بشركات الأعمال في العراق.

إننا لا ننظر إلى ذلك على أنه مجرد فرصة للولايات المتحدة لكي تكون لها فرص للأعمال. ومرة أخرى، سوف يستفيد الكل بقدر ما يزيد عدد المشاركين فيه، ويزيد عدد البلدان، وعدد الدول العربية وغير العربية المشاركة – والبلدان الأوروبية المشاركة في العراق.

إننا في الواقع نظهر مدى التزامنا. لقد شاركت 85 شركة امريكية ذات رسملة سوقية قدرها بليون دولار مؤخراً في معرض تجاري هنا في بغداد. إننا سنوسع فرص المبادلات لإقامة روابط بين رواد الأعمال الزراعيين مع نظرائهم الامريكيين لأجل تحسين الزراعة كما سبق أن ذُكر هنا اليوم. أننا سنتعاون من أجل التحسن، كما كانت هذه فكرتك سنة 2009، السيد رئيس الوزراء، إنه يجب أن تكون لدينا لجنة مشتركة حول فرض تطبيق القوانين المحلية وتدريب الشرطة. إننا سنطلق لجنة جديدة للأمن والدفاع، ولجنة تنسيق مشتركة لتخدم كمنتدى هام لتحديد الحدود المستقبلية لعلاقاتنا الأمنية، ولتُحدّدُ الشراكة بيننا كشريكين متساويين متمتعين بالسيادة.

وكما سبق لي وأن قلت من قبل، إن دولتينا مقبلتان على مرحلة جديدة في علاقاتنا. سوف تنسحب قواتنا العسكرية. وسوف تبقى هناك هواجس أمنية، لكننا على ثقة بأن حكومتكم قادرة تماماً على التعامل مع هذه الهواجس الأمنية الداخلية. وأبعد من مغادرة العراق، سوف تُعمّق الولايات المتحدة التزامها معكم بينما نبني علاقات شاملة مع سلطة سيّدة.

وفي ظل القيادة الكفوءة، لسفيرنا، والذي هو في نظري أحد أفضل السفراء – أعني ذلك بكل صدق، ولقد كنت أقوم بذلك منذ وقت طويل، السيد رئيس الوزراء، لقد حصلتم على أفضل ما عندنا، أفضل ما عندنا في شخص السفير جفري، وكما تعلمون أنه كان عندكم أفضل ما عندنا في شخص الجنرال أوستين.

تحت قيادتهما، وتحت قيادة جفري الآن، ستكون بعثته، كما قلت، مؤلفة من خبراء مدنيين جدّيين، جدّيين، جدّيين، تحت تصرفه وتصرفكم حسبما ترغبون لهم أن يكونوا – وفقط إذا رغبتم بهم.

الحدث الهام القادم في ما سيشكل شهراً تاريخياً في علاقاتنا، سيحصل بعد أقل من أسبوعين، عندما سيقوم الرئيس أوباما وأنا – عندما سيقوم الرئيس أوباما وأنا بالترحيب بكم، معالي رئيس الوزراء، وبوفدكم في واشنطن.

السيد رئيس الوزراء، الرئيس أوباما وأنا – وأنا أتحدث نيابة عن الرئيس، نتطلع بأمل إلى زيارتكم. إننا نشكركم ونشكر الحكومة العراقية على قيادتكم.وإننا نتطلع إلى بناء علاقات ناضجة تصلح للقرن الحادي والعشرين مع دولة لديها الكثير، الكثير للمشاركة في العالم وفي المنطقة.

شكراً جزيلاً لك، السيد رئيس الوزراء

 

  مواضيع أخرى للمؤلف
←  لا تراجع ..الاستراتيجية التي ستستمر إدارتي في قيادتها
←  ما يتعين عمله من أجل العراق الآن
←  رسالة إلى الكونغرس
←  الاستراتيجية الأمريكية لمنع الصراع وتعزيز الاستقرار
←  سندافع عن الديمقراطية وحق الناس في العيش في مأمن من العدوان
←  نحو لامركزية تضمن وحدة التراب العراقي
←  مرحلة جديدة من العلاقة والشراكة الحقيقية مع العراق
←  العراق يواجه تحديات أخرى على طريق الأمن والازدهار
←  العراق بالقيادةالحكيمة لطالباني أنجز الكثير من النجاحات
←  بايدن: عامل قوي ومطمئن إلى جانب أوباما
←  تفاؤل بشأن العراق
←  كم هو محظوظ الشعب العراقي، والمنطقة بأسرها، بقيادتكم
←  كركوك أحد المفاتيح الأربعة لحل مشكلة العراق
←  خطــة بخمــس نقــاط للسينــاتـور جوزيــف بــايـدن