×

  رؤا

العراق يواجه تحديات أخرى على طريق الأمن والازدهار

26/03/2023

نص تصريحات نائب الرئيس الامريكي في اجتماع مجلس الأمن الدولي

البيت الأبيض/ مكتب نائب الرئيس   18/12/2010 :

قبل التصريحات الرسمية لنائب الرئيس، تحدث بايدن عن وفاة السفير ريتشارد هولبروك، ومن ثم طلب من الحاضرين في القاعة التوقف للحظة صمت.

قبل أن أبدأ اليوم، أود أن أتوقف لحظة للتحدث عن وفاة السفير ريتشارد هولبروك هذا الأسبوع، وهو من كبار المناضلين في سبيل السلام الذي خدم بجدارة كبيرة في هذه القاعة، وبكل صراحة، أبعد منها بكثير. لقد فعل ذلك بإصرار ومهارة لا تضاهى. لقد تعامل السفير هولبروك خلال نصف القرن الأخير، مع أكثر التحديات السياسة الخارجية المُثبطة للعزائم، من فيتنام إلى الحرب الباردة، ومن البوسنة إلى أفغانستان. ومن خلال فطنته وعزيمته وقوة إرادته – والبعض منكم عرف قوة إرادته هذه – ساعد على توجيه قوس التاريخ نحو التقدم. وفي الوقت الذي نحزن فيه على خسارته، فانه باقٍ في نفوس الأعداد التي لا تحصى من الذين أنقذهم من خلال عمله طيلة حياته. اطلب من جميع الحاضرين في هذه القاعة الانضمام إليّ للحظة صمت في ذكرى غيابه.

(لحظة صمت)

زملائي الكرام، إنها في الحقيقة فرصة نادرة لرئاسة هذه الجلسة لمجلس الأمن الدولي لمعالجة قضايا هامة تتعلق بالجمهورية العراقية.

دعونا نتحدث باختصار عن فترة كانت هامة للغاية في تاريخ العراق. خلال السنوات الأخيرة، خرج الشعب العراقي من أعماق العنف الطائفي، ورفض بصورة قاطعة المستقبل المقيت الذي يقدمه المتطرفون، وأعطى لنفسه فرصة الحصول على أيام أفضل بكثير مستقبلاً.

القوات العراقية تتولى الآن أمن بلادها، وقد أثبتت أنها أكثر من قادرة على القيام بذلك، كما شاهدنا، أنا والعديد منكم بأم أعيننا.

منذ أن تسلمت حكومتنا زمام الحكم، سحبنا أكثر من 100 ألف جندي امريكي من العراق، وأنهينا مهمتنا القتالية هناك. وانتقلنا من الانخراط عسكرياً إلى الانخراط مدنياً. أما الـ 50 ألف جندي المتبقين لغاية نهاية السنة القادمة، بموجب الاتفاقية الأمنية مع الحكومة العراقية، فقد أعطيت لهم مهمة أولية جديدة: تقديم المشورة ومساعدة نظرائهم العراقيين. وفي هذه الأثناء، انخفضت نسبة الهجمات العنيفة في العراق إلى أدنى مستوى لها – والحمد لله – منذ العام 2003.

كما تعلمون، أجرى الشعب العراقي في آذار/مارس، انتخابات تاريخية. وخلال الشهر الماضي، اتفق القادة السياسيون العراقيون على إطار عمل لتشكيل حكومة تمثل نتائج الانتخابات. سوف تضم هذه الحكومة الكتل التي تمثل كل المجتمعات الرئيسية، ولن تستبعد أو تهمّش أيا كان. إنها مصنوعة في العراق على يد العراقيين، وهي تجسد تطوراً يستدعي الانتباه وهو أنه في عراق اليوم، السياسة – برزت السياسة كوسيلة مسيطرة لحل الخلافات وتقديم مصلحة البلاد. وعلى القادة العراقيين أن يحترموا الآن، في الوقت المناسب، الالتزام الذي تعهدوا به لبعضهم وللشعب العراقي خلال عملية المفاوضات.

سوف تواصل الولايات المتحدة القيام بدورها لأجل تعزيز التقدم الحاصل في العراق، بما ينسجم مع إطار عمل اتفاقيتنا الستراتيجية مع العراقيين – لصياغة شراكة دائمة عبر تشكيلة من القطاعات، تشمل التعليم والطاقة، والتجارة، والصحة، والثقافة، وتكنولوجيا المعلومات، وفرض تطبيق القانون – القضاء والأمن. كما أننا نحض بكل احترام الدول الأخرى على مشاركة خبراتها مع العراق الجديد الناشئ.

إنني لست بحاجة إلى تذكير هذا الجمع بالدور الهام الذي لعبته وتواصل لعبه الأمم المتحدة في دعم تنمية العراق، والثمن الغالي جداً جداً الذي تكبّدته. إننا لن ننسى الرُعب في 19 آب/أغسطس 2003 عندما أهدر الإرهابيون أرواح 22 إنساناً، بما في ذلك إنسان بارز – وأعتقد أنكم توافقون جميعاً معي، إنسان رائع، ألا وهو مبعوث الأمم المتحدة، سيرجيو دي ميللو.

كان ذلك نذيراً مأساوياً لكل ما سيتبع بعد آب/أغسطس 2003. لكن عمل الأمم المتحدة الهام استمر، ويستمر لغاية اليوم. إنه يستمر بفضل بصيرة الممثل الخاص للأمم المتحدة الذي لاحظ عن حق، وأقتطِفُ من كلماته: "ليس هناك من شيء اسمه أزمة بعيدة" لأنه "لا يمكنك مساعدة الناس من بعيد".

هذه الحكمة التي تمت صياغتها خلال حياة مهنية أمضاها في الزوايا التعيسة الحظ في العالم، لا زالت تعيش مع جميع أولئك الذين يساعدون بكل شجاعة العراق لأجل بناء مستقبل أفضل، بما في ذلك رجال ونساء بعثة الأمم المتحدة في العراق.

بعد أكثر من عشر زيارات للعراق، كما يمكن لوزير خارجيتهم أن يخبركم، أقول مازحاً إنني استحق نيل الجنسية العراقية. لقد أمضيت وقتاً طويلاً هناك، واستمتعت بكل دقيقة. خلال تلك الزيارات التي تزيد عن عشرة منذ بداية الحرب، رأيت بأم عيني- كما آمل أن يكون العديدون منكم قد فعلوا ذلك أيضاً– جهود بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (UNAMI) الرامية إلى تعزيز المؤسسات الديمقراطية، وإجراء الانتخابات، وتقدم الحوار والمصالحة القومية، ومساعدة المجتمعات الأهلية الضعيفة، وتشجيع حماية حقوق الإنسان، وإصلاح النظام القضائي.

بكل صراحة شاهدت هؤلاء الشباب والشابات الذين يعملون مع الممثل الخاص، يعرضّون حياتهم فعلاً للمخاطر. لقد شاهدتم، وأعتقد أن الذين خارج هذه القاعة المغلقة في بعض الأحيان لا يقدّرون كما يجب المواهب التي لا تصدق، والتكريس الذي لا يصدق، والتفاني الذي لا يصدق لأولئك الرجال والنساء الذين أرسلتموهم – أرسلناهم إلى تلك المناطق. إنهم يستحقون العرفان بالجميل من جانبنا. إنهم يستحقون شكرنا الخاص – ليس المبعوث الخاص وحسب، مثل المبعوث السابق دي ميللو، بل أيضاً آد مِلكرت، الذي عملت معه في كل يوم أمضيته في العراق. وسوف أقول مرة أخرى، لم نكن لنصل إلى هذه النقطة، وأعتقد أن زملاءنا في العراق يعترفون أيضاً أنه لولا موظفوهم، الذين كانوا يقومون بعملهم في ظل ظروف مُرهقة – وبإمكاني أن أضيف، السيد الأمين العام، أنني أعتقد أن عملهم يبقى هاماً كما كان دائماً.

من المؤكد أن العراق يواجه تحديات أخرى على طريق الأمن والازدهار. فهجمات الإرهابيين لا تزال مظهراً غير مقبول في الحياة اليومية في العراق. لدينا هواجس بنوع خاص بخصوص المحاولات الأخيرة لاستهداف الأبرياء بسبب دينهم بمن في ذلك المسيحيون والمسلمون، والهجمات الموجهة ضد القوات الأمنية التي تحافظ على سلامة البلد. لكنني أعتقد بشدة أنه على الرغم من هذه التحديات، فإن الأيام الأفضل للعراق قادمة. كبلد مؤسس للأمم المتحدة يسعى العراق إلى استئناف دوره الشرعي في أسرة الدول وهو يستحق هذه الفرصة. لهذه الغاية، تقدر هذه الدورة رسمياً الخطوات الهامة التي اتخذها العراق لاحترام التزاماته إزاء الأمم المتحدة التي فرضت عليه خلال الفترة التي سبقت حرب الخليج سنة 1991.

وفقاً لذلك، رفع مجلس الأمن الآن قيداً كانت قد فرضته قرارات مجلس الأمن الدولي، رقم 687 و707، والمتعلقة بأسلحة الدمار الشامل والنشاطات النووية المدنية، اعترافاً بالتزام العراق باتفاقية منع انتشار أسلحة الدمار الشامل، وتقيده بالمعاهدات ذات الصلة، وبالمعاهدات الدولية الأخرى، وقبوله بأعلى معايير عدم انتشار أسلحة الدمار الشامل، وتطبيقه المبدأي للبروتوكولات الإضافية لهذه الاتفاقية مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية بانتظار دخولها حيّز التنفيذ.

لقد وضع المجلس نهاية للنشاطات المتبقية لبرنامج النفط مقابل الغذاء لأن العراق قد اختتم بنجاح العقود المتبقية، كما أنهى المجلس صندوق تنمية العراق الذي سوف ينتهي فعلياً في 30 حزيران/يونيو 2011 بفضل الخطوات التي اتخذها العراق لأجل حل مسائل الديون والمطالب الموروثة عن النظام السابق وقيامه بترتيبات لنقل الصندوق تخضع للمساءلة.

إننا ندرك جميعاً أن عملنا حول هذه القضايا معقد. إننا نحث جيران العراق وباقي المجتمع الدولي على مواصلة العمل الوثيق مع العراق حول التزاماته المتبقية بموجب الفصل السابع. إننا ندعم بقوة حل القضايا العالقة بين العراق والكويت.

لما كان الرئيس أوباما قد طلب مني الإشراف على سياسة حكومتنا بالنسبة للعراق عندما تسلمنا مناصبنا، دعوني أؤكد لكم أن الولايات المتحدة ستواصل العمل مع القادة العراقيين حول المهمات الهامة التي تنتظرهم، مثل تنظيم الإحصاء السكاني ودمج القوات الكردية في قوات الأمن العراقية، واحترام الالتزامات إزاء أبناء العراق، وحل الخلافات حول الحدود الداخلية بالنسبة لمستقبل كركوك، وإقرار تشريعات الهيدروكربون الأساسية، وموازنة مسؤولة مالياً، والمساعدة في إرساء استقرار اقتصاده. علينا أيضاً مواصلة جهودنا لحماية ودعم أولئك الذين هجّرتهم الحرب والمساعدة في تمكين العودة الطوعية، والآمنة، والكريمة، والدائمة.

اليوم، بينما نراجع كل ما تحمّله وأنجزه الشعب العراقي، وكل ما زال يتوجب تحقيقه، لا يمكننا أن نغض الطرف عن كون العراق على أهبة شيء رائع – شيء رائع – دولة مستقرة تعتمد على نفسها؛ وحكومة عادلة، ذات صفة تمثيلية وخاضعة للمساءلة، وقوة إيجابية تعمل للسلام والاستقرار في المنطقة. لدينا جميعاً مصلحة في تحقيق ذلك الوعد والحفاظ على المكاسب التي حققها العراق.

أشكركم جميعاً لإصغائكم. وسوف أدعو الآن حضرة الأمين العام للكلام.

 

  مواضيع أخرى للمؤلف
←  لا تراجع ..الاستراتيجية التي ستستمر إدارتي في قيادتها
←  ما يتعين عمله من أجل العراق الآن
←  رسالة إلى الكونغرس
←  الاستراتيجية الأمريكية لمنع الصراع وتعزيز الاستقرار
←  سندافع عن الديمقراطية وحق الناس في العيش في مأمن من العدوان
←  نحو لامركزية تضمن وحدة التراب العراقي
←  مرحلة جديدة من العلاقة والشراكة الحقيقية مع العراق
←  العراق يواجه تحديات أخرى على طريق الأمن والازدهار
←  العراق بالقيادةالحكيمة لطالباني أنجز الكثير من النجاحات
←  بايدن: عامل قوي ومطمئن إلى جانب أوباما
←  تفاؤل بشأن العراق
←  كم هو محظوظ الشعب العراقي، والمنطقة بأسرها، بقيادتكم
←  كركوك أحد المفاتيح الأربعة لحل مشكلة العراق
←  خطــة بخمــس نقــاط للسينــاتـور جوزيــف بــايـدن