من خلال التعاون والتبادل الثقافي بامكان الشعبين أن يتحدا لمواجهة التحديات المشتركة مثل الإرهاب، الفقر، والتغيرات السياسية والاقتصادية وارساء المساواة والحكم الرشيد اضافة الى التصدي للمخاطر التي تهدد النظام الديمقراطي .
من الركائز التي نستند عليها في حتمية نجاح جهود التواصل الثفافي ان العلاقات العربية الكردية تتميز بالعديد من المشتركات الثقافية والاجتماعية والسياسية التي تعزز من التعايش والتعاون بين الشعبين ليس في العراق بل في المنطقة من حيث تاريخ مشترك من التفاعل الاجتماعي والسياسي واللغوي والعيش معا في المنطقة على مر العصور وهما يواجهان العديد من القضايا المشتركة في المنطقة، مثل التحديات الاقتصادية، والسياسية، والاجتماعية والحكم الاستبدادي .
اضافة الى المشتركات الدينية والفنية والقيم الاجتماعية فان التحديات البيئية والجغرافية تتطلب تعاونا مشتركا بين العرب والكرد لإيجاد حلول مستدامة والتواصل الثقافي بمثابة جسر رصين لهذه المهمة المصيرية.
لقد اثبتت الحقائق والوقائع ان الشعب الكردي لم يكن منفتحا على الثقافة العربية فقط بل ساهم بقوة في بناء هذه الثقافة العريقة ولمعت أسماء مفكرين وشعراء وفنانين ومؤرخين كرد في الثقافة العربية والتاريخ شهد الكثير من الشراكات الثقافية تلك، وأبرز لنا جهود الكثير من المثقفين الكرد الذين أسهموا في آداب وعلوم اللغة العربية، وفي مختلف الفنون وبالتالي فان هذا التفاعل الثقافي يعبّر بشكل أكيد عن حسن التعايش ما بين الشعبين وتوفير أجواء إيجابية للتفاهم وتطوير المشاريع المشتركة وتبادل المعارف والعلوم.
انطلاقا من هذه الحقائق جاءت جهود فخامة الرئيس العراقي د.عبداللطيف رشيد بتأسيس المركز الثقافي العربي والكردي كضرورة وطنية ملحة من أجل رفد المجتمع والنهوض به بأواصر توحد الكلمة وتعزز خطوات ترسيخ الوحدة من خلال توحيد الافكار والتفاهم وقبول الاخر بهدف فهم تاريخ وحضارة الشعبين العربي والكردي بشكل أفضل عبر الأنشطة والمشاريع الثقافية المشتركة والترجمة المتبادلة للكتب، وتسهيل التعاون والحوار بين النخب الثقافية والاجتماعية والأكاديمية والمهنية مع خلق فرص مناسبة لتعايش وتفاعل الثقافة المتبادلة.