×

  رؤا

قناة كركوك ومؤسستها الاعلامية ..هدفان وهوية جامعة

02/09/2024

يلعب الإعلام دورا محوريا في بث روح التآخي والتعايش بين مكونات المجتمع المختلفة ويساهم إيجابيا في بناء مجتمع متماسك ومتسامح حيث يعيش الجميع بسلام واحترام متبادل وقبول الاخر .
بعكس الوسائل الاعلامية في مجتمع متجانس واحد ، هنالك مهام دقيقة وحساسة على الوسائل الاعلامية في مجتمع متعدد المكونات والاطياف والمذاهب نظراً للتنوع والتحديات المختلفة التي يواجهها كل نوع من المجتمعات، ففي الاول يركز الإعلام على تعزيز الهوية الوطنية أو الثقافية والانسجام الاجتماعي ويميل إلى التركيز على قضايا تهم غالبية السكان من المكون الواحد اضافة الى ممارسة دور في تعزيز الفخر بالتراث الثقافي والتاريخي وتقوية الشعور بالانتماء.
ولكن في مجتمع متعدد القوميات، الاعلام محكوم بان يكون أكثر تنوعا وشمولية ويعمل على تعزيز التفاهم المتبادل والتعايش السلمي بين مختلف مكونات المجتمع حيث  يواجه تحديا في تمثيل جميع المكونات بشكل عادل  ومن مهامه ان يكون شاملاً ويسعى من اجل إبراز الثقافات والقيم المختلفة لجميع المجموعات.
وفي استراتيجية إدارة التنوع يحتاج الإعلام إلى الحذر في تناول القضايا الحساسة التي قد تؤدي إلى النزاعات بين القوميات المختلفة، والعمل على معالجة تلك القضايا بحكمة ومسؤولية  ومن اجل تعزيز التعايش والتفاهم عليه ان يلعب دورا حيويا في بناء جسور التفاهم بين تلك المكونات عبر تسليط الضوء على القيم المشتركة وتعزيز الحوار بين الثقافات المختلفة.
وتمثل مكافحة التمييز والتحيز مهمة ملحة وشاقة لهذا النوع من الإعلام في مجتمع متعدد القوميات والذي ينبغي ان ينبري  للتصدي للتحيزات السياسية والتمييز العرقي أو الثقافي، والعمل على نشر رسائل تدعو إلى التعايش والاحترام المتبادل.
للوصول الى تلك الاهداف المنشودة يجب على هذا الاعلام اتباع خمس سبل كركيزة اساسية لهويته ومهامه وهي: تسليط الضوء على النماذج الإيجابية، مواجهة التعصب والتحيز، تشجيع الحوار، تعزيز القيم المشتركة،واخيرا التوعية والتثقيف المستمر،وبذلك يفلح الإعلام في المساهمة في تقليل الانقسامات الاجتماعية و يعزز الفهم والاحترام المتبادل.
انطلاقا من هذه الحقائق بامكاننا معرفة وادراك المسؤولية الملقاة على عاتق فضائية كركوك ومؤسستها الاعلامية التي نحتفل بذكرى انطلاقتها في كل عام وفي هذا اليوم بفخر واعتزاز ،فمنذ قرار تاسيسها في اجتماع للرئيس مام جلال مع مكتب اعلام الاتحاد الوطني الكردستاني (كنت احد الحاضرين فيه) ،اختارت هذه الفضائية هويتها الجامعة لجميع مكونات كركوك كردا وتركمانا وعربا وكلدواشوريين دون تمييز واستثناء واتخذت استراتيجية تعزيز روحية التنوع والتاخي والتعايش المشترك بين تلك المكونات ولم تنطلق لتكون منبرا للكرد فقط بل للعمل ضمن النهج الوطني للرئيس مام جلال بان تكون منبرا لهذه المكونات ووسيلة فاعلة وحيوية لبث روح الاخوة والتفاهم المشترك بمايخدم تعددية كركوك وتكريس الاخوة بين الكركوكيين وهذا ما اوصى به الرئيس مام جلال به في يوم افتتاحه لفضائية كركوك بتاريخ 3/9/2011 حيث قال :"ان فضائية كركوك تعد مكسبا آخر للكركوكيين وهدية آخرى من الاتحاد الوطني الكردستاني لمدينة كركوك الحبيبة وجميع الكركوكيين بلااستثناء " واعتبرها "خطوة ووسيلة فعالة ومؤثرة لتعميق عرى الاخوة بين الكرد والتركمان والعرب والكلدوآشوريين والارمن والصابئة وتعميق العلاقات بين اديان ومذاهب ابناء كركوك، لأننا أعلنا على الدوام وباستمرار أن مستقبل كركوك هو مستقبل تعايش الكركوكيين".
واشترط الرئيس مام جلال تعدد اللغات في هذا القناة قائلا :"بما أنها باللغات الكردية والتركمانية والعربية والسريانية ويعمل فيها شباب وشابات هذه القوميات الأربع، ستكون قناة للقوميات الاربع وقناة تعكس صوت جميع الاشخاص والاطراف السياسية الكركوكية الساعية ومن خلال الاستناد الى الدستور، لاختيار مستقبل كركوك والحفاظ على تآخي وتأريخ الكركوكيين الاصلاء".
وحدد الهدف الرئيسي لتأسيس هذه القناة بـ:" إعادة روح الاخوة وروح التفكير معا واتخاذ القرار حول مستقبل كركوك مع الاخذ بنظر الاعتبار المادة (140) من اجل تعزيز تلك الروح الاخوية والألفة الاجتماعية للحد من تأثير السياسة الراهنة لبعض الاطراف التي تريد ابقاء مشكلة كركوك معلقة ومن دون حل كما هي الآن ومنع ازدهار وتطور وتقدم كركوك".
لم تخرج فضائية كركوك ومؤسستها الاعلامية عن المحددات والركائز التي اوصاها الرئيس مام جلال بشان هوية القناة رغم المشاكل والصعاب مثلما لم تتغير قناعات قيادة الاتحاد الوطني وفي مقدمتها الرئيس بافل طالباني ازاء اهمية استمرار هذه القناة والابقاء على هويتها الحالية .
في كركوك هنالك فضائيات وقنوات اعلامية لبقية المكونات مهمامها مختلفة عن قناة كركوك ،فهذه الفضائيات تعمل من اجل اهداف مكونها فقط وتدافع عن حقوقها وقناعاتها ورؤيتها لادارة ومستقبل المحافظة، بينما تعتبر قناة كركوك الوسيلة الاعلامية الاولى التي تريد تمثيل جميع المكونات وتهتم بشكل اساسي بتعزيز لغة الحوار والتفاهم وتنبذ التعصب وتناقش الآثار السلبية للتحيز والتمييزواصبحت منبرا للنقاش المفتوح بين مختلف مكونات المجتمع، مما يساعد على تبادل الأفكار وبناء جسور التواصل.
لقناة كركوك ومؤسستها الاعلامية هدفان ساميتان وهما : 
- التمثيل الحقيقي لجميع المكونات والتمسك بمهمة بث روح التاخي والتعايش ونبذ التفرقة ليس في كركوك بل في جميع المناطق المتنازع عليها .
-الاهتمام المستمر بملف المادة 140 من الدستور العراقي وضروة تنفيذها بالسبل التي تحفظ وتعزز التعايش وكذلك الدفاع عن الحقائق و الهوية الكردستانية لتلك المناطق ضمن الدولة العراقية الاتحادية بالاستناد الى الوثائق والخرائط الثبوتية .
لانجافي الحقيقة اذا قلنا ان قناة كركوك في مهمة وطنية واعلامية شاقة وحساسة لايحسد عليها وتستحق الشكر والثناء من الجميع لما تبذلها وتمارس دورها بمهنية ثابتة وثاقبة في فضاء اعلامي فوضوي وهذا مبعث فخر واعتزاز كل من يريد الخير والوئام والاخوة والتعايش في كركوك.
*رئيس تحرير مؤسسة "المرصد"الاعلامية
*marsaddaily.com

  مواضيع أخرى للمؤلف
←  استثمار التعداد كفرصة للتقارب وليس التآمر
←  اقليم كردستان في الاستراتيجية الامريكية
←  فورين بوليسي: ماذا يعني فوز ترامب للسياسة الخارجية الأمريكية
←  فورين بوليسي: اسباب خسارة كامالا
←  فورين افيرز: كيف سيغير ترامب العالم؟
←  نيوزويك:أعظم عودة في تاريخ السياسة
←  ستيفن هادلي:محور الخاسرين الذي يقوده شي جين بينغ
←  كل ماتريد معرفته عن سباق البيت الابيض 2024
←  فورين افيرز:امرأة في البيت الأبيض
←  الايكونوميست:عن مدى سوء رئاسة ترامب الثانية
←  ستيفن هادلي:محور الخاسرين الذي يقوده شي جين بينغ
←  ديفيد سانجر:حرب أوسع في الشرق الأوسط، من حماس إلى حزب الله والآن إيران
←  جيم كاراموني:مهمة العزم الصلب في العراق وسوريا و الانتقال
←  دانييل بايمان:تحديد موقع الاستخبارات الإسرائيلية التي مكنت من ضرب نصر الله
←  الاستفتاء بين قبول المبادرات والمجازفة بالمكتسبات
←  صرح شامخ لـ(حراس الحقيقة)
←  صون الحريات هويتنا وعمق استراتيجتنا
←  فرانسيس فوكوياما: الانتخابات والديمقراطية و الاختبار الأعظـم
←  قناة كركوك ومؤسستها الاعلامية ..هدفان وهوية جامعة
←  31 آب واشهار العلاقة الخيانية
←  البروفيسور لويس رينيه بيريس: توضيح المخاطر الاستراتيجية: سيناريوهات الحرب الإسرائيلية الإيرانية
←  فورين بوليسي: عن اعتماد الدفاع الأمريكي في الشرق الأوسط على حاملات الطائرات
←  مشتركات التبادل الثقافي العربي الكردي
←  كوندوليزا رايس: مخاطـــــر الانعزالـــــية
←  مركز أبحاث الكونغرس: واقــع العــراق اليــوم وتحـــدياته
←  الكسندر بالمر:لمــــــاذا ستصعــــــــد إيــــــران؟
←  موديرن ديموكراسي: الخطوة الإيرانية التالية مفتاح ديناميكيات التصعيد في الشرق الأوسط
←  اخيرا.. كركوك في ايد امينة
←  ترجمات...الشرق الأوسط يستعد لحرب أوسع نطاقا
←  الوحدة والتكاتف..رغبة أم مسؤولية؟
←  اوراق في ذكرى الغزو الصدامي وخيانة الطاغية ​
←  ترجمات: استعدادت اسرائيلية وامريكية لـرد إيراني شديد
←  جريمة بشعة وفرار مخز
←  حزب DEM: اجتماعات الخبز والعدالة
←  شهداء تظاهرة كركوك و رسائل متعددة
←  مايكل روبين:السوداني يخاطر بالسيادة العراقية عبر استرضاء تركيا
←  تريندز: عصر طرق الحرير الجديدة في الشرق الأوسط
←  تشارلز ليستر:الواقع اسوأ مما تراه القيادة المركزية الأمريكية
←  هيلاري كلينتون:​كيف تستطيع كامالا هاريس الفوز وصنع التاريخ
←  سيمون ويتكنس:انهيار حلم استقلال إقليم كردستان في مجال النفط
←  بافل طالباني :الانتخابات امرحاسم لكردستان العراق لتصحيح المسار
←  ستراتفور:ما الذي يمكن فعله بالتوغل التركي المتجدد في شمال العراق؟
←  صلاح الدين دميرتاش:نحن أبناء الشعب، سننتصر حتماً
←  مسعود بزشكيان:رسالــــتي للعالــــم الجديـــــد
←  جيك سوليفان:يمكنكم الاعتماد على حلف قوي
←  الرئيس مام جلال..دفاعا عن سيادة العراق والحريات في يوم الاستقلال الامريكي
←  سيادة العراق في خطر.. لماذا هذا الصمت؟
←  الرئيس مام جلال نائبا لرئيس الاشتراكية الدولية ومن ثم رئيسها الفخري
←  مهامنا ورؤيتنا..بيان قادة مجموعة السبع في ايطاليا..2024
←  المناهج والامتحانات بين التعلم العميق أو السطحي
←  محاربة الفساد وتقوية الاقتصاد كفيلان بعدم عودة داعش للعراق
←  تجنبا لأخطاء الجيران..استجابة كردية لامريكا في تاجيل الانتخابات المحلية
←  بين الرصانة وفخ التطبيل
←  القاضي بين المسؤولية والتكابر
←  الذكرى الـ49 ..السير قدما لمواجهة التحديات العصيبة
←  اوراق من احتفاء الرئيس مام جلال بدور ومكانة الاتحاد الوطني وضروراته المرحلية
←  فورن بولسي: الديمقراطية في تركيا تراجعت لكنها لم تنته بعد
←  فورن بولسي: الديمقراطيات لم تعد صانعة السلام بعد الآن
←  مباحثات مثمرة ومسؤولة ..رسائل وتوضيحات
←  فورين بولسي: أسطورة وسائل التواصل الاجتماعي والشعبوية
←  تحريض وانحناء عبثي
←  إدانة سياسيين كرد في محاكمة جماعية غير عادلة
←  المونيتور:الاحكام بحق القادة الكرد، يضعف الآمال في التغيير الديمقراطي
←  تركيا في التقرير السنوي الامريكي حول ممارسات حقوق الإنسان لعام 2023
←  منظومة القيم الدولية في عالم متعدد الأقطاب
←  تقييم الضربة الإسرائيلية على إيران
←  العثور على شانيدار Z من كردستان
←  مام جلال.. المدافع الحقيقي عن العمال وحقوقهم ومآثرهم
←  زيارة اردوغان ..مسار جديد ام دوامة التازم؟
←  امريكا و حقوق الانسان في العراق واقليم كردستان
←  فورين افيرز: لا تتركـــوا العــــراق
←  واشنطن بوست:ما على الولايات المتحدة فعله بعد الهجوم الإيراني
←  فورين بوليسي: الرد الإسرائيلي على إيران تحدد شكل الحرب الإقليمية
←  واشنطن تايمز: إرث الإبادة الجماعية لصدام حسين
←  محمد شياع السوداني:​الطريق إلى التعاون المستدام
←  جون ب. ألترمان:خيار الانفراج بالنسبة لإيران
←  ديفيد اغناتيوس:​الشرق الأوسط على شفا حرب أوسع لا يريدها أحد
←  د. سرحد سها كوبكجوغلو:مشروع طريق التنمية العراقي التركي
←  ايزجي اكين:خمس نقاط رئيسية من الانتخابات المحلية في تركيا
←  القوة بالوكالة: كيف تشكل إيران الشرق الأوسط؟
←  من يخشى الانتخابات ؟
←  الأتراك مستعدون للتغيير فهل سيسمعهم أردوغان؟
←  نتائج الانتخابات.. زلزال سياسي وتحولات ورسالة تحذير
←  عن الانتخابات البلدية في تركيا ومعركة إسطنبول
←  فورين بوليسي:انتخابات تقرر مستقبل تركيا
←  المونيتور : الانتخابات المحلية في تركيا ومصير أردوغان
←  عصر اللاأخلاقية..هل تستطيع أمريكا إنقاذ النظام الليبرالي بوسائل غير ليبرالية؟
←  مشروع طريق التنمية العراقي التركي
←  ثلاث عقود من الريادة ومواكبة المرحلة
←  السابع من ​أكتوبر غير كل شيء، لكن ماذا لو لم يتغير؟
←  اسئلة الوجود العسكري الأمريكي امام الكونغرس
←  تنامي المخاوف من توسع صراع الشرق الأوسط في العراق
←  الانقسامات و تحديات أزمة الثقة العالمية
←  حرب غزة تُغيّر الشرق الأوسط.. وتُشعل شرارة التطرف
←  الحرب الإقليمية التي كان يخشاها الجميع بدأت بالفعل في الشرق الأوسط
←  العالم والمنطقة تحت مجهر المرصد
←  مؤتمر ميونخ للامن والمخاطر المحدقة في النظام العالمي وقواعده
←  زيارة مختلفة لرئيس منتخب الى دولة مختلفة
←  من اسبرطة الشرق الاوسط الى البيت الكرتوني ..
←  العالم والمنطقة تحت مجهر المرصد
12