الرئيس بافل وخطابات تجديد العهد وتصحيح المسار
مع اليوبيل الذهبي لتاسيس الاتحاد الوطني الكردستاني، لا يكون الاحتفال مجرد ذكرى، بل وقفة أمام مرآة التاريخ، لتأمل ما تحقق، واستشراف ما يجب أن يُستكمل.
وفي الذكرى الخمسين لتأسيس الاتحاد الوطني الكردستاني، يقف الحزب أمام لحظة فارقة، لا ليغني لماضيه فقط، بل ليكتب ميثاقا جديدا مع الجماهير، ومع كوردستان والعراق، ومع ذاته.
خمسون عاما مرت، لم تكن استراحة من التاريخ، بل طريقا شاقا نحمله على الأكتاف، اسمه: الاتحاد الوطني الكردستاني،واليوم، في ظل تحديات كبرى وأسئلة مصيرية، لا نحتفل فقط بمن مضى، بل نكتب بالعقل والإرادة مستقبل من سيأتي.
وفي قلب هذه اللحظة، يبرز خطابات رئيس الحزب بافل جلال طالباني، بوصفها خارطة طريق نحو مستقبل يتطلب الجرأة في التغيير، والصدق في التقييم، والعزم في الإنجاز.
فهو كما قال :الاتحاد الوطني الكردستاني، ، ليس ملكا لأشخاصه، بل هو ملك الجماهير بآلاف المرات، هذه الجملة تختصر فلسفة سياسية جديدة، تسعى إلى فك الارتباط بين الحزب كأداة نضال، وبين السلطة كغاية، وإعادة تعريف معنى القيادة على أساس الخدمة، لا الهيمنة، والمبادرة لا الاحتكار.
ومن موقعه كامتداد لمدرسة مام جلال، لا يكتفي الرئيس بافل باستذكار مآثر المؤسسين، بل يتقدم برؤية متكاملة لمرحلة ما بعد “الشرعية التاريخية”، حيث لا ينفع الماضي إلا إذا كان زادا للمستقبل، ولا تقاس الأحزاب بعدد أعلامها، بل بوزنها في ميزان الشعب.
لقد أقر الرئيس بافل بوضوح بأن المسار السياسي والإداري في الإقليم بحاجة إلى تصحيح، وبأن هناك هوة بين السلطة والمواطن، وبين الموارد والعدالة، وبين الشراكة والدستور وهو اعتراف نادر في لغة السلطة، لكنه ضروري في منطق التحول وقالها بلا مواربة: “الاتحاد الوطني سيبقى مدافعا عن مصالح الجماهير، وعن الشراكة في العراق، ولن يتراجع او يساوم على حقوق ومكاسب شعب كردستان، وهنا فان الدفاع لا يعني المكابرة، بل المراجعة، والشراكة لا تعني الخضوع، بل الفعل المتكافئ.
وحدة الصف
وفي زمن الانقسامات والتشظي، أكد الرئيس بافل أن وحدة الصف الكردستاني ليست ترفا سياسيا، بل شرط وجود، وأن الائتلاف داخل الإقليم يجب أن يبنى على قاعدة التفاهم لا الإقصاء، وعلى التداول لا الاحتكار.
وأكثر من أي وقت مضى، يشير الرئيس بافل إلى أن استمرار كيان إقليم كردستان يعتمد على “وحدة الصف والوئام”، وليس على استعراض القوة أو احتكار القرار، فالاختلافات السياسية يجب ألا تتحول إلى صراعات مدمرة، بل إلى طاقة تنوع تدار بحكمة، وتخضع للمصلحة العامة ومن هذا المنطلق يؤكد أن الاتحاد الوطني سيظل “مبادرًا للحوار والتفاهم”، سواء داخل الإقليم أو مع الأطراف السياسية العراقية، منطلقا من الدستور كمرجعية، والشراكة كمنهج وتبرز هنا رؤية سياسية متوازنة تسعى إلى تجنيب الإقليم العزلة، وتحقيق الحضور الكردي الفاعل في بغداد كمكون وطني له حقوق ومسؤوليات وان العلاقة معها يجب أن تدار بالحكمة، وأن تُبنى على الدستور، لأن الكرد ليسوا ضيوفا في العراق، بل شركاء في تأسيسه وبنائه واستقراره.
من خدمة المواطن إلى بناء الأمل
عند التمعن في نهجه الثابت نجد ان بوصلة التغيير في خطاب بافل طالباني هي المواطن، لا الحزب ولذلك، يدعو في خطاباته إلى مراجعة شاملة لسياسات الرواتب، والعدالة في توزيع الثروات، وتكريس الشفافية في إدارة الحكم، مؤكدا أن التحدي الأكبر هو استعادة الثقة الشعبية، لا مجرد الفوز في المنافسات السياسية.
لم يغب الشباب، ولا البيئة، ولا التطور عن بياناته الاحتفائية، من حيث الاعلان عن حملة لزراعة مليون شجرة، في إشارة رمزية إلى ضرورة “غرس الأمل” بعد سنوات من الجفاف السياسي والاقتصادي، كما وضع الشباب في قلب مشروع التجديد، ليكونوا ليس فقط جمهورا للحزب، بل شركاء في قيادته ورسم مستقبله.
وحدة المصير الكردي
في اليوبيل الذهبي، تتجلى وحدة المصير الكردي على لسان بافل طالباني، الذي أكد التزام لاتحاد الوطني بدعم الحلول السلمية والديمقراطية للقضية الكردية في الأجزاء الأخرى من كردستان، مشددًا أن الاتحاد الوطني لم يكن مشروع سلطة، بل مشروع أمة، وأن قضيته تتجاوز الحدود المصطنعة، لأنها قضية كرامة وحقوق وإنسان.
بيانات عديدة و نهج واحد
وهنا نوثق اهم بيانات رئيس الاتحاد الوطني الكردستاني حول الاحتفاء بذكرى تاسيس الحزب خلال اعوام (2022-2023-2024) لنجد وحدة النهج والاستراتجية للتعاطي مع الارث النضالي للحزب ومقومات ديمومته وركائز صموده وشموخه في التعامل مع التحديات الداخلية والخارجية .
ففي الذكرى التاسعة والأربعين لتأسيس الاتحاد، نلتمس تجدد الذاكرة النضالية وتبلور الرؤية السياسية في خطاب الرئيس بافل الذي أكد أن الزمن لم يعد زمن الاكتفاء بالإنجازات الماضية، بل هو لحظة مفصلية لإطلاق مرحلة جديدة عنوانها التجدد، والإصلاح، وخدمة المواطن، وتصحيح مسار الحكم، وتعزيز وحدة الصف الداخلي، وترسيخ علاقات الشراكة مع الدولة الاتحادية، وتبني الحلول السلمية الديمقراطية للقضية الكردية في عموم أجزاء كردستان.
من الوعود إلى الإرادة
وفي ظل الأزمات المالية والإدارية وتراجع الثقة بالمؤسسات، جاء خطاب رئيس الاتحاد الوطني ليضع “تصحيح مسار الحكم” ضمن أولويات المرحلة المقبلة، مشددًا على ضرورة محاربة الفساد، وإعادة تنظيم موارد الإقليم بما يضمن العدالة الاجتماعية والشفافية.وهو لم يكتفِ بالكلام العام، بل حدد بوضوح أن المطلوب اليوم هو “بناء مستقبل آمن وحكم رشيد”، وذلك لا يتحقق إلا عبر سياسات واقعية، تعيد التوازن بين السلطة والمسؤولية، وتحفظ كرامة المواطن، وتضمن العدالة في توزيع الثروات والخدمات.
وهنا نعيد نشر ابرز بياناته بمناسبة تاسيس الاتحاد الوطني الكردستاني:
صياغة سياسة جديدة لبناء مستقبل آمن وحكم رشيد أولوية مهامنا
في 1/6/2022 اصدر رئيس الاتحاد الوطني الكردستاني بافل جلال طالباني هذا البيان في الذكرى الـ47 لتأسيس الاتحاد الوطني:
ياجماهير شعب كردستان
أيها الاتحاديون المناضلون البسلاء
ذوي الشهداء الأكارم والبيشمركه الابطال والسجناء السياسيين ومعوقي الخنادق.
في الذكرى الـ47 لتأسيس الاتحاد الوطني الكردستاني والـ 46 لاندلاع ثورة شعبنا الجديدة، أتقدم اليكم بأرق وأجمل التهاني القلبية وأبارك لكم هذه الذكرى العظيمة واليوم التأريخي.
في هذا اليوم المبارك نبعث بالتحية الى الأرواح الطاهرة للشهداء الأبطال الذين ضحوا بدمائهم من أجل تحقيق الأهداف السامية للاتحاد الوطني والمتمثلة بالنضال في سبيل عزة وشموخ شعب كردستان.
نتقدم بوافر الشكر والعرفان الى ذوي الشهداء الأكارم الذين هم نموذج الوفاء والصمود.
كما لن ننسى دور القادة الابطال المناضلين أيام الكفاح ونستذكرهم بإجلال.
ان الاتحاد الوطني الكردستاني نشأ من رحم الطبقة الكادحة والمعوزة، وهم الذين واصلوا مسيرة النضال، لذا نتوجه اليهم بتهنئة خاصة في هذا اليوم التاريخي وننحني إجلالا وتقديرا لتضحياتهم وكفاحهم.
مرّ الاتحاد الوطني الكردستاني خلال السنوات الماضية بمراحل عصيبة، الا أن روح المقاومة التي تحلى بها الاتحاديون المخلصون والأبطال هي التي حولت الهزيمة الى نصر، ولهذا فإننا مدينون وممتنون لكم ولن ننسى تلك المواقف الشهمة والتأريخية.
أيها الرفاق الأماجد..
بعد عقد ملتقى الاتحاد الوطني، يدخل حزبنا في مرحلة جديدة من العمل السياسي، حيث سيكون التجدد والاصلاح أساس عملنا كما إن صياغة سياسة جديدة لبناء مستقبل آمن وحكم رشيد أولوية مهامنا.
لقد عاهدنا شعب كردستان الأبي، أن نعمل على خدمتهم وتعويضهم عن كل سنوات الأزمات والصعاب، وهذا يحتاج الى التعاون والتنسيق فيما بيننا جميعا ولابد أن نكون عند مستوى تلك المسؤولية التأريخية والوطنية.
في هذه المناسبة العطرة، نشدد على أننا سنكون حماة مبادئ الاتحاد الوطني الراسخة والتي تتمثل في حماية حقوق الانسان وحرية التعبير وتعزيز أسس الديمقراطية. ونؤكد على تعميق روح الوئام فيما بين جميع القوميات والمكونات والمذاهب والأديان وحماية التعددية في كردستاننا.
سنجعل من الحوار والتفاهم مع سائر القوى والاطراف في اقليم كردستان أساس عملنا، كي نتمكن جميعا من ضمان خدمات جديرة ومستقبل آمن لشعب كردستان.
على مستوى العراق، سنجعل من الدستور معيار عملنا لنيل حقوق ومطالب شعبنا المشروعة.
سنواصل مواجهة الفساد ومنع هدر المال العام.
سندعم شبابنا المخلص ونمد لهم يد العون لتنمية وتطوير قدراتهم.
لم ننسَ طبيعة كردستان الخلابة وبيئتها، وأودُّ ان اعلن من هنا للجميع أننا من اليوم وحتى الذكرى السنوية المقبلة لتأسيس لاتحاد الوطني، سنقوم بحملة لغرس مليون شجرة في مناطق كردستان المختلفة، وسنأخذ مسؤولية تنمية البيئة الخضراء في كردستان على عاتقنا.
تحية الى روح قائدنا ومرشدنا الرئيس مام جلال والرحمة لأرواح شهداء طريق النضال والإباء.
ودمتم في سعادة وسؤدد.
بافل جلال طالباني
رئيس الاتحاد الوطني الكردستاني
1/6/2022
الحوار والتوافق أساس لحل المشكلات
وفي 1/6/2023 وجه رئيس الاتحاد الوطني الكوردستاني بافل جلال طالباني بيانا بالذكرى الـ48 لتأسيس الاتحاد الوطني الكوردستاني والـ47 لاندلاع ثورة شعب كوردستان الجديدة جاء فيه :
في الذكرى الـ48 لتأسيس الاتحاد الوطني الكوردستاني، والذكرى الـ47 لاندلاع ثورة شعبنا الجديدة، أتقدم بأزكى التهاني والتبريكات الى جماهير كوردستان العزيزة، ذوي الشهداء الأماجد ومناضلي طريق الكفاح، كما أتوجه بتحية التقدير والوفاء الى مرشدنا وقائدنا الرئيس مام جلال ومؤسسي الاتحاد الوطني كافة وجميع محركي هذه الثورة، إذ نعتبر أنفسنا مدينين لنضالكم المتفاني وتاريخكم الزاخر بالأمجاد والمفاخر.
اليوم بالنسبة لنا، هو يوم تجديد العهد والوفاء لدماء الشهداء والأسس الثابتة للاتحاد الوطني والمتمثلة في تجسيد (السلام ، الديمقراطية، ، حقوق الانسان وحق تقرير المصير).
تمر كوردستان بمرحلة حساسة وأمامنا تحديات جسيمة، وليس هناك ما يضمن بقاء وتقوية كيان اقليم كوردستان، غير وحدة الصف والوئام.
نريد ان يكون الحوار والتوافق أساسا لحل المشكلات، وأن نسير بكوردستان نحو مستقبل أكثر ازدهارا، بعيدا عن التسلط، وأن يكون همنا الأكبر معيشة ورفعة مواطنينا، وألا تلهينا المصالح الشخصية والحزبية عن أهدافنا السامية.
الاتحاد الوطني الكوردستاني كان المبادر دوما للتفاهم والعمل المشترك من أجل خدمة مواطني كوردستان، وناضل لتعزيز ركائز الحكم والديمقراطية وتوسيع مساحة الحرية، فلنا قناعة تامة بالعمل المشترك بهدف نجاح العملية السياسية ومواجهة المشكلات.
علينا ان نضع الخلافات جانبا، ونخطو نحو مستقبل أكثر استقرارا، ونوفر لمواطنينا الحياة التي عاهدناهم بها.
الاتحاد الوطني الكوردستاني دعا باستمرار الى الاتفاق ووحدة الخطاب، لأننا نرى أن قوتنا مرهونة باتفاقنا ووحدة خطابنا، ولتحقيق هذا الهدف بذلنا جهودا كبيرة وأردنا أن نكون في بغداد ممثلين حقيقيين لشعب اقليم كوردستان ونضمن حقوقنا القانونية، فقد عملنا مع شركائنا في العراق على تجاوز العقبات ومستمرون في ذلك، نريد ضمان مستقبل مشرق للمواطنين والبلد، بالاستناد الى الشراكة الحقيقية وتعزيز التعايش المشترك.
نعاهد مواطني كورستان الأعزاء، ذوي الشهداء الأماجد وجميع الاتحاديين الأوفياء، أننا لن نسمح أن يحيد الاتحاد الوطني عن نهجه المقدس وسندافع عن مصير حزبكم المناضل بأرواحنا. فالاتحاد الوطني الكوردستاني كان وسيبقى منزلكم الأبدي.
تحية إجلال الى الروح الطاهرة للرئيس مام جلال وجميع شهداء طريق تحرير كوردستان.
بافل جلال طالباني
رئيس الاتحاد الوطني الكوردستاني
1/6/2023
التكاتف ووحدة الصف لضمان حقوقنا وصونها
وفي 1/6/2024 وجه رئيس الاتحاد الوطني الكوردستاني بافل جلال طالباني بيانا مفصلا بالذكرى الـ49 لتأسيس الاتحاد الوطني الكوردستاني والـ48 لاندلاع ثورة شعب كوردستان الجديدة جاء فيه :
يا جماهير شعب كوردستان
أيها الاتحاديون الأباة المناضلون
أتقدم اليكم من الأعماق، بأرق التهاني والتبريكات بمناسبة الذكرى الـ49 لتأسيس الاتحاد الوطني الكوردسستاني، والذكرى الـ48 لاندلاع الثورة الجديدة.
نستذكر اليوم آلاف الشهداء الأبطال ونهرا من الدماء المراقة، نستذكر جميع المناضلين الذين واجهوا ظلمة الليل، أيام النضال الصعاب، متسلحين بأحلام عظيمة وإيمان راسخ، وناضلوا من أجل كوردستان حرة وشامخة.
كما نبعث بالتحية الى أرواح القادة الراحلين، ونشكرهم على الإرث الزاخر بالتجارب، الذي تركوه لنا.
يدرك الجميع، أن الاتحاد الوطني الكوردستاني مر بمراحل صعبة وعصيبة، واعترض طريقه العديد من العوائق، وواجه الكثير من التحديات، قدم تضحيات كبيرة وخسر قادة ومناضلين عظماء، ولكنه بقي صامدا ورصينا كالجبال ولم يحد أبدا عن قيمه السامية، ولم يضح بتاريخه الزاخر بالمفاخر والأمجاد من أجل المصالح الخاصة، ولاشك أن كل ذلك تحقق بدعم جماهيره المخلصة والباسلة، الذين ذادوا عن الاتحاد الوطني بدمائهم وصمودهم، لذا فإن الاتحاد الوطني هو ملك المواطنين قبل أن يكون ملكنا بآلاف الأضعاف، ونحن سنكون في خدمتهم.
نحن نلتفت الى ذلك التاريخ الناصع ونعتبر منه، ونتعلم من حكمة قادتنا العتيدين والثوار، ونجعله قنديلا ينير طريقنا وأساسا لعملنا المستقبلي، سنجعل تاريخنا في خدمة المستقبل ونخطو بأمل نحو الاعمار والرفاهية، حيث نريد بدء مرحلة جديدة تصان فيها حقوق الجميع، ولا تتعرض فيها حياتهم واستقرارهم الى أي مخاطر، ولا يستغلون في الصراعات السياسية ولا يكون هناك تمييز في تقديم الخدمات لهم. طورنا العلاقات الواسعة التي بناها الرئيس مام جلال مع الأطراف العراقية وعلى المستوى الدولي أيضا، بالاستناد الى الثقة المتبادلة، ونحن في تنسيق مستمر في إطار حماية المصالح العليا وضمان الحقوق الدستورية.
ما قمنا به في الفترة الماضية لحل المشكلات والتقريب بين الأطراف، سنواصل السير عليه بالروحية نفسها، ونريد أن يعم المنطقة سلام دائم بعيدا عن الصراعات غير المشروعة، وفي كركوك القلعة الخضراء للاتحاد الوطني وبقية المناطق المستقطعة، أثبت الناخبون أن الاتحاد الوطني أخذ على عاتقه هموم تلك المناطق، وأن حزبهم لم يدر ظهره أبدا لكركوك والكركوكيين الأماجد، فنحن مخلصون لهؤلاء المواطنين الصامدين ولن ننسى ترحيبهم الفائق، مجددين لهم عهد الوفاء والخدمة.
أيها الرفاق الأباة
نحن ندرك أن الفراغ الذي أحدثه رحيل قائدنا ومرشدنا الرئيس مام جلال داخل الاتحاد الوطني، والعملية السياسية في اقليم كوردستان والعراق، لايمكن تعويضه أبدا، ولكننا حاولنا جاهدين أن نكون طلابا مخلصين وصدوقين لنهجه، وما عملناه وسعينا من أجله كان فقط من أجل المواطنين، حماية كوردستان، وتعزيز قوة الاتحاد الوطني. برزت عقبات كثيرة، ولكننا لم نكل وواصلنا السير بدعم الرفاق المخلصين وجماهيرنا، والآن إذ تلاحظون قوة وثقل الاتحاد الوطني، وباقة وردنا الزاهية والمتلألئة، فإن ضميرنا مرتاح إزاء التاريخ الناصع لحزبنا ودماء شهدائنا.
في هذا اليوم العظيم والمبارك، نجدد إيماننا الراسخ بالحرية والعمل السياسي، وتطوير الديمقراطية واحترام الأصوات والألوان المختلفة. سنكون حماة للصورة البهية والتعددية في كوردستان، ونشدد على ترسيخ السلم والتعايش، أبوابنا مفتوحة دوما للعمل المشترك، نحترم جميع القوى والأطراف السياسية الأخرى في كوردستان، ونريد أن نسخر الاختلافات في خدمة الأهداف، وأن نحل المشكلات الداخلية معا، ونبرز في الخارج بإرادة وقوة أكثر.
كوردستان بحاجة لنا جميعا وأصواتنا معا ستكون صادحة أكثر، وحدة صفوفنا ومواقفنا ضمان لصون حقوقنا، والتجارب السابقة أثبتت أن الخلافات لا تخدم أحدا، يجب أن نخطو بأحلام أكبر وأكثر وطنية، ونهدف الى رفاهية الشعب والمستقبل المشرق لكوردستان.
ذوو الشهداء الأكارم والأعزاء
مهما أبدينا من شكر وتقدير، فلن نستطيع تعويض التضحيات التي وهبتموها، وإن قدمنا خدمات قليلة في السابق، فإنها لن تصل الى مستوى عظمتكم، نحن مدينون لكم الى الأبد، ونشد على أيديكم ونقبل رؤوسكم المرفوعة، فأنتم كنتم ركائز وحماة الاتحاد الوطني، ونحن نتعلم منكم دروس الصمود والتفاني.
أيها الاتحاديون الأماجد
اقليم كوردستان يتجه نحو انتخابات مهمة، ومن واجبنا ومسؤوليتنا جميعا أن ننخرط في العملية بروح اتحادية، ونسجل انتصارا تاريخيا ومفخرة عظيمة لأنفسنا، فأنتم القادرون على تصحيح مسار الحكم ومواجهة التمييز، ولا تدعوا بعد الآن، أن تذهب المصالح الوطنية ضحية للصراعات غير المشروعة والشخصة، لا تسمحوا بسلب حقوقكم والعبث بمصيركم، باسم الوطنية وخطاب الكوردايتي، اثبتوا أن من هو في وجدان الشعب وقوة الأيام الصعبة، والحامي الحقيقي لأرض كوردستان وحياة المواطنين، هو فقط الاتحاد الوطني الكوردستاني، لا غير.
أيتها النساء والشباب الأعزاء
أنتم الدماء التي تسير في عروق الاتحاد الوطني، والطاقة التي تمدنا بقوة الاستمرار، نعتز كثيرا أننا نعمل معكم جنبا الى جنب، ونعمل لتحقيق مستقبل أكثر ازدهارا، الاتحاد الوطني الكوردستاني بيتكم جميعا وأبواب جميع المكاتب والمؤسسات مفتوحة بوجهكم، أثبتوا أنفسكم ووظفوا طاقاتكم، ويقينا سنكون داعمين لكم.
أجدد لكم التهنئة بهذه الذكرى العظيمة.
تحية الى الأرواح الطاهرة للشهداء.
المجد والعزة لكوردستان.
بافل جلال طالباني
رئيس الاتحاد الوطني الكوردستاني
1/6/2024
الالتزام بالوعود والعهود
و في كلمة، خلال احتفالية أقيمت بملعب السليمانية الدولي في 1/6/2025، بمناسبة اليوبيل الذهبي لتأسيس الاتحاد الوطني الكوردستاني قال الرئيس بافل: "تاريخ الاتحاد الوطني يتلألأ كنجوم السماء وهو حافل بالنضال والكفاح"، مؤكدا أن “الاتحاد الوطني يستمد قوته من قاعدته الجماهيرة الواسعة" ومجددا التاكيد على أن الاتحاد الوطني سيفي بجميع الوعود والعهود التي قطعها خلال الحملة الانتخابية ولن يساوم على حقوق المواطنين، مشيرا الى أنه اتصل هاتفيا برئيس الوزراء الاتحادي محمد شياع السوداني لبحث مشكلة رواتب موظفي الاقليم ويعمل جاهدالحل هذه المشكلة.
وأضاف: "الاتحاد الوطني الكوردستاني هو الحزب الذي لن يساوم على مبادئه ولا يخلف وعوده"، مؤكدا أن "الدول العظمى تتشاور مع الاتحاد الوطني وتدعمنا، كما إنه الحزب الذي تسمع آراؤه في بغداد".
وأوضح رئيس الاتحاد الوطني الكوردستاني أنه "لا أحد غير الاتحاد الوطني يصحح أخطاء الآخرين، ومن الظلم أن يدفع شعبنا ضريبة تصريحات بعض الاطراف"، مشيرا إلى "أننا ماضون في حل مشكلة الرواتب في كوردستان، وسأتوجه إلى العاصمة بغداد إذا اقتضى الأمر"، قائلا: "أجريت مكالمة هاتفية مع دولة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، وأعمل جاهدا لحل مشكلة الرواتب"، مؤكدا "أننا نعتبر الحوار والتفاهم بين الاقليم وبغداد مفتاح حل المشكلات".
وعن ممارسة السياسة عبر التهديد والوعيد اكد انه لاحاجة للتهديد اذا لم يكن باستطاعتك تنفيذه ولكن التاريخ و مقبرة الارهابيين شاهد على ان الاتحاد الوطني ينفذ تهديده بكل معنى الكلمة ولن يساوم ولكن في مسالة معيشة المواطنين على بغداد ان تفرق بين شعب كردستان و فئة تناست محنة الجوع والعوز .
ومضى الرئيس بافل قائلا: "وحدة الصف التي ننعم بها ستمضي لمراحل أقوى وقوات البيشمركه ستزداد قوة بعد قوة"، موضحا أن "الاتحاد الوطني لعب دورا أساسيا في عملية السلام بتركيا، ولا أحد غيره يرد الحقوق للشعب الكوردي ويتغلب على أعدائه، وسنرى ذلك بإذنه تعالى".
في اوج الصمود والشموخ
ختاما وفي زمن تتآكل فيه الثقة بالسياسة، ويحاصر اليأس الشعوب، تأتي خطابات كالتي قدمها بافل جلال طالباني لتُذكّرنا بأن الحزب في اوج الصمود والشموخ،وموضع ثقة الجماهير، واختار الصدق على المجاملة، والإصلاح على التبرير، والشفافية على الغموض.
إن اليوبيل الذهبي ليس نهاية رحلة، بل بداية مفصلية في تاريخ الاتحاد الوطني الكردستاني، وفي صيرورة الكرد كقوة فاعلة في العراق والمنطقة ،وما بين “الأمل” و”المسؤولية”، ينهض مشروع الرئيس بافل السياسي بوصفه تعبيرًا عن ولادة جيل جديد من القيادة، جيلٍ يجمع بين تاريخ الثورة وفكر الدولة، بين صدق النية وواقعية الفعل، بين حلم الاستقلال وواجب الشراكة من اعماق النهج الوطني والثوري الذي ارساه الرئيس الراحل مام جلال
إن ما طرحه ويطرحه الرئيس بافل ،سواء في بيانات الاحتفاء بذكرى تاسيس الاتحاد الوطني او خلال الحملات الامتخابية، هو أكثر من خطاب احتفالي، إنه مشروع سياسي لإعادة تعريف دور الحزب، ومكانة المواطن، ووظيفة السلطة، فالاتحاد الوطني، وفق هذه الرؤية، مدعو للعب دور مؤسس في استعادة ثقة الشارع، وبناء شراكة داخلية عابرة للولاءات الضيقة، وصياغة مشروع وطني جامع، لا يفصل بين العدالة في الداخل، والدور الفاعل في بغداد، والدعم الثابت لحقوق الكرد في عموم كردستان.
في زمن الأزمات المتراكمة، تبقى الرؤية الجريئة المدعومة بالإرادة السياسية والمصداقية، هي الأمل الوحيد في أن تعود السياسة إلى أصلها: فن خدمة الشعب.
|