×

  رؤا

ترجمات/ مايك واتسون:فرض السلام بالقوة

17/06/2025

موقع" واشنطن فري بيكون"/الترجمة والتحرير: محمد شيخ عثمان

 

14-06-2025 

نشر دونالد ترامب صباح الجمعة: "قبل شهرين، منحت إيران مهلة 60 يوما للتوصل إلى اتفاق. كان عليهم فعل ذلك! اليوم هو اليوم الحادي والستين".

كان هذا الموعد النهائي أشد صرامة مما تصوره الملالي. ليلة الخميس، أطلق عملاء إسرائيليون في إيران أسرابا من الطائرات المسيرة وذخائر دقيقة أخرى، بينما أمطرت الطائرات الإسرائيلية مواقعها بغارات جوية.

 في غضون ساعات، قتلوا قائد الجيش الإيراني ونائبه وقائد الحرس الثوري الإسلامي وقائد فيلق القدس الإرهابي وعددا من كبار العلماء النوويين. استدرج الإسرائيليون جميع قادة سلاح الجو في الحرس الثوري تقريبا إلى مخبأ ثم دمّروه . وكما قال أحد المراسلين : "لقد انهارت سلسلة القيادة العليا".

إذا حققت إسرائيل أهدافها الكبرى، فلن تقتصر على إنصاف الأرواح التي لا تُحصى التي دمرها متعصبو طهران القتلة، وتدمير أحد ألد أعداءها - وأمريكا - فحسب، بل ستمنح الشرق الأوسط أيضا أول فرصة حقيقية للسلام منذ عقود. لقد أعاد دونالد ترامب، الذي لعب دورا مهما في هذه الخطوة الحكيمة، اكتشاف مفتاح النجاح الأمريكي في الشرق الأوسط: التعاون مع إسرائيل ضد أعدائنا المشتركين.

إسرائيل حليف نموذجي للولايات المتحدة. إنها دولة ديمقراطية مسلحة نوويا، قوية عسكريا، ومؤيدة لأمريكا، في منطقة استراتيجية مهمة من العالم. مصالحنا ليست متطابقة دائما، لكن أعداءنا متطابقون.

يدرك الواقعيون أن تعزيز القوة الإسرائيلية، كما فعل هنري كيسنجر، هو مفتاح تحقيق الأهداف الاستراتيجية الأمريكية في الشرق الأوسط. في سبعينيات القرن الماضي، أجبرت علاقة أمريكا الوثيقة بإسرائيل أتباع السوفييت العرب على التوسل إلى واشنطن. ورغم احتجاجات مؤيدي عملية السلام، استخدم كيسنجر القوة الإسرائيلية لطرد موسكو من المنطقة.

لكن لسببٍ ما، يعجز الكثيرون عن فهم هذه الحقائق الأساسية وتداعياتها. يعتقد دعاة السلام أن مفتاح السلام في الشرق الأوسط يكمن في عقد مؤتمرات متعددة الأطراف تُرهب إسرائيل وتُجبرها على فعل شيءٍ ما. ومنذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول، برزت فجأة حشودٌ من المُضللين ليزعموا أن الدولة اليهودية تُحاول استمالة الولايات المتحدة لخوض حروبها.

 

صرخ هذا الحزب الأحادي، المؤلف من قدامى محاربي إدارة أوباما، وغيرهم من اليساريين، ومن يُسمّون أنفسهم قادة لـ"جعل أمريكا عظيمة مجددا"، رعبا من الضربة التي وجهتها إسرائيل لحشد "الموت لأمريكا". وتذمّر تاكر كارلسون من أن ترامب "متواطئ في أعمال الحرب". وأعرب تيم والز، المرشح الخاسر لمنصب نائب الرئيس، عن أمله يوم الجمعة بأن "الصينيين" هم من يستطيعون "التفاوض على نوع من الاتفاق... ويمتلكون السلطة الأخلاقية".

لقد قاد هذا التعصب الأعمى المتخفي في صورة تحليل استراتيجي الولايات المتحدة إلى مأزق حيث أصبح أكبر أعدائها في المنطقة، والذي هاجم الأميركيين في الداخل والخارج بشكل مستمر منذ ما يقرب من نصف قرن، على بعد أيام قليلة من الحصول على القنبلة.

ترامب ليس بهذا الغباء، فعلى عكس هؤلاء الأيديولوجيين، فهو حَكَمٌّ ماهرٌ في تقدير القوة، ويعلم أن قاعدته تُحبّ الحلفاء الذين يخوضون معاركهم بأنفسهم ويهزمون أعداء أمريكا.

 وصرح لصحيفة واشنطن فري بيكون يوم الجمعة: "قلتُ لإيران إن عليهم تسوية الأمر. لو كنتُ مكانهم، لرغبتُ في التسوية". في الأسابيع القليلة الماضية، شنّ ترامب ونتنياهو حملة خداعٍ مُضلّلة فاجأت القيادة الإيرانية تماما. وأكد ترامب لصحيفة نيويورك بوست : "لطالما عرفتُ الموعد، لأنني أعرف كل شيء".

لم ينجُ معظم كبار القادة الإيرانيين طويلا بما يكفي لاكتشاف خطئهم الفادح، وكانت المحاولة الإيرانية الأولى للرد فاشلة فشلا ذريعا: فقد شلّّت إسرائيل قوة الصواريخ الباليستية التابعة لآية الله، بينما توسل حزب الله، التابع لإيران في لبنان، إلى إسرائيل عمليا كي تسمح له بالبقاء بعيدا عن القتال. وحتى كتابة هذه السطور، تحلق موجة أخرى من الطائرات الإسرائيلية فوق إيران مجددا.

هذه ليست سوى المعركة الأخيرة في الحرب التي بدأتها إيران في 7 أكتوبر/تشرين الأول، وقد تشتد الأمور مع إعادة تنظيم القوات الإيرانية. أفادت التقارير أن إسرائيل أرسلت العديد من كبار العلماء النوويين الإيرانيين إلى نعيمهم الأبدي، لكن المنشآت النووية لا تزال سليمة.

قال وزير الخارجية ماركو روبيو مساء الخميس: "دعوني أكون واضحا. يجب ألا تستهدف إيران المصالح الأمريكية أو الأفراد الأمريكيين". أبحرت مدمرتان أمريكيتان قادرتان على اعتراض الصواريخ الإيرانية باتجاه إسرائيل يوم الجمعة. هذه خطوات أولى جيدة.

يجب عليه وعلى مساعديه منح الإسرائيليين الوقت الذي يحتاجونه لإنجاز المهمة. سيكون من الجيد تشجيع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر على استلهام موقف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون .

إزالة الترسانة النووية الإيرانية أولوية أيضا. من المحتمل ألا تتمكن إسرائيل من الوصول إلى بعض المنشآت الإيرانية الأكثر تحصينا باستخدام المتفجرات التقليدية.

ولأن هذه معركة وجودية بالنسبة لإسرائيل، فمن الحكمة حل هذه المشكلة إما بإقناع ما تبقى من القيادة الإيرانية بالتخلي عن برنامجها النووي بالكامل، أو بتزويد إسرائيل ببعض قنابلنا الخارقة للتحصينات الأكبر حجما.

قال ترامب لشبكة ABC: "أعتقد أن الأمر كان ممتازا. لقد منحناهم فرصة [للتفاوض] ولم يستغلوها. لقد تلقوا ضربة موجعة، قاسية جدا... وهناك المزيد في الطريق. المزيد والمزيد." خلال حملة ترامب الأولى، رأى الكثيرون أن أفضل طريقة لفهم الرئيس المستقبلي هي أخذه على محمل الجد، لا حرفيا. اتضح أنه عندما قال إنه يريد السلام من خلال القوة، كان يعني كلا الأمرين.

 

 

  مواضيع أخرى للمؤلف
←  ترجمات / فورين بوليسي: سيناريوهات لنهاية الحرب الإسرائيلية الإيرانية
←  ترجمات / كينيث م. بولاك:خيار طهران الأخطر للرد على إسرائيل
←  ترجمات: تصعيد يضع الشرق الأوسط على حافة الانفجار
←  ترجمات/ نيويورك تايمز:احتمالات تحول الصراع الإسرائيلي الإيراني إلى مزيد من الاضطرابات
←  ترجمات : هل الحرب في الشرق الأوسط باتت وشيكة؟
←  ​موديرن دبلوماسي :الصين تتدخل في الصراع الإسرائيلي الإيراني مع ظهور الدعم الأمريكي
←  ترجمات: الموساد والخطة الأساسية للحملة العسكرية
←  ترجمات/ مايك واتسون:فرض السلام بالقوة
←  الغارديان: إسرائيل وإيران.. هل الصراع مرشح أن يدوم طويلا؟
←  فورين افيرز: توازن القوى الجديد في الشرق الأوسط..أمريكا وإيران والمحور العربي
←  من ضفاف الدجلة والفرات إلى شواطئ نيس
←  كلمة تولاي حاتم: لدينا فرصة تاريخية لحل مشكلة عمرها 100 عام
←  فورين بوليسي: إيران ليست ضعيفة
←  بين انجازات عظيمة ومهام اكثر
←  الرئيس مام جلال.. وضرورات تأسيس الاتحاد الوطني وحماية ثقله الاستراتيجي
←  الرئيس بافل وخطابات تجديد العهد وتصحيح المسار
←  ترجمة وتحرير...أحمد أوزر:أنا هنا لأنني كردي
←  ترجمة وتحرير..بكرهان: نشهد عملية تاريخية في الشرق الأوسط والعالم
←  ترجمة وتحرير..تولاي حاتم أوغولاري: لدينا مسؤولية كبيرة تجاه شعبنا
←  ترجمة وتحرير:السلام يعني تركيا ديمقراطية.. فرص مهمة ومخاطر جدية
←  ترجمة وتحرير: عن وجود القوات الأمريكية وقوات التحالف الدولي في العراق
←  الرئيس مام جلال ونهجه الراسخ للحل السلمي للقضية الكردية في تركيا
←  من مام جلال إلى رشيد:​رئاسة كردية للقمة العربية ...رسائل ومعان
←  بغداد.. اربع ​قمم ومفارقات أربع
←  الصحافة الكردية وتصويب مسار الحكم و جدلية “السلطة الرابعة”
←  العدد (٨٠٠٠) شهادة المهنية والمصداقية في زمن التقلّبات
←  المرصد..بعد العقد الثالث.. الريادة ومواكبة المرحلة
←  مستقبل العلاقات العربية-الكردية في العراق: التحديات، المقومات، والمكاسب
←  ترجماتي..(التعددية القطبية)... تقرير ميونيخ للأمن 2025
←  المجلس الاطلسي:المنافسة الاستراتيجية المتكاملة.. نهج جديد للأمن القومي الامريكي
←  سيرجي لافروف:ميثاق الأمم المتحدة، كأساس قانوني لعالم متعدد الأقطاب
←  ترجمات... ستيفن م. والت: 10 تداعيات على السياسة الخارجية لانتخابات الولايات المتحدة
←  ترجمات...لاري دايموند:الديمقراطية بدون امريكا
←  2025: عام التحول والحسم
←  قسد والإدارة الذاتية ومسؤوليات المرحلة العصيبة
←  التعداد السكاني في زمن الذكاء الاصطناعي
←  استثمار التعداد كفرصة للتقارب وليس التآمر
←  اقليم كردستان في الاستراتيجية الامريكية
←  فورين بوليسي: ماذا يعني فوز ترامب للسياسة الخارجية الأمريكية
←  فورين بوليسي: اسباب خسارة كامالا
←  فورين افيرز: كيف سيغير ترامب العالم؟
←  نيوزويك:أعظم عودة في تاريخ السياسة
←  ستيفن هادلي:محور الخاسرين الذي يقوده شي جين بينغ
←  كل ماتريد معرفته عن سباق البيت الابيض 2024
←  فورين افيرز:امرأة في البيت الأبيض
←  الايكونوميست:عن مدى سوء رئاسة ترامب الثانية
←  ستيفن هادلي:محور الخاسرين الذي يقوده شي جين بينغ
←  ديفيد سانجر:حرب أوسع في الشرق الأوسط، من حماس إلى حزب الله والآن إيران
←  جيم كاراموني:مهمة العزم الصلب في العراق وسوريا و الانتقال
←  دانييل بايمان:تحديد موقع الاستخبارات الإسرائيلية التي مكنت من ضرب نصر الله
←  الاستفتاء بين قبول المبادرات والمجازفة بالمكتسبات
←  صرح شامخ لـ(حراس الحقيقة)
←  صون الحريات هويتنا وعمق استراتيجتنا
←  فرانسيس فوكوياما: الانتخابات والديمقراطية و الاختبار الأعظـم
←  قناة كركوك ومؤسستها الاعلامية ..هدفان وهوية جامعة
←  31 آب واشهار العلاقة الخيانية
←  البروفيسور لويس رينيه بيريس: توضيح المخاطر الاستراتيجية: سيناريوهات الحرب الإسرائيلية الإيرانية
←  فورين بوليسي: عن اعتماد الدفاع الأمريكي في الشرق الأوسط على حاملات الطائرات
←  مشتركات التبادل الثقافي العربي الكردي
←  كوندوليزا رايس: مخاطـــــر الانعزالـــــية
←  مركز أبحاث الكونغرس: واقــع العــراق اليــوم وتحـــدياته
←  الكسندر بالمر:لمــــــاذا ستصعــــــــد إيــــــران؟
←  موديرن ديموكراسي: الخطوة الإيرانية التالية مفتاح ديناميكيات التصعيد في الشرق الأوسط
←  اخيرا.. كركوك في ايد امينة
←  ترجمات...الشرق الأوسط يستعد لحرب أوسع نطاقا
←  الوحدة والتكاتف..رغبة أم مسؤولية؟
←  اوراق في ذكرى الغزو الصدامي وخيانة الطاغية ​
←  ترجمات: استعدادت اسرائيلية وامريكية لـرد إيراني شديد
←  جريمة بشعة وفرار مخز
←  حزب DEM: اجتماعات الخبز والعدالة
←  شهداء تظاهرة كركوك و رسائل متعددة
←  مايكل روبين:السوداني يخاطر بالسيادة العراقية عبر استرضاء تركيا
←  تريندز: عصر طرق الحرير الجديدة في الشرق الأوسط
←  تشارلز ليستر:الواقع اسوأ مما تراه القيادة المركزية الأمريكية
←  هيلاري كلينتون:​كيف تستطيع كامالا هاريس الفوز وصنع التاريخ
←  سيمون ويتكنس:انهيار حلم استقلال إقليم كردستان في مجال النفط
←  بافل طالباني :الانتخابات امرحاسم لكردستان العراق لتصحيح المسار
←  ستراتفور:ما الذي يمكن فعله بالتوغل التركي المتجدد في شمال العراق؟
←  صلاح الدين دميرتاش:نحن أبناء الشعب، سننتصر حتماً
←  مسعود بزشكيان:رسالــــتي للعالــــم الجديـــــد
←  جيك سوليفان:يمكنكم الاعتماد على حلف قوي
←  الرئيس مام جلال..دفاعا عن سيادة العراق والحريات في يوم الاستقلال الامريكي
←  سيادة العراق في خطر.. لماذا هذا الصمت؟
←  الرئيس مام جلال نائبا لرئيس الاشتراكية الدولية ومن ثم رئيسها الفخري
←  مهامنا ورؤيتنا..بيان قادة مجموعة السبع في ايطاليا..2024
←  المناهج والامتحانات بين التعلم العميق أو السطحي
←  محاربة الفساد وتقوية الاقتصاد كفيلان بعدم عودة داعش للعراق
←  تجنبا لأخطاء الجيران..استجابة كردية لامريكا في تاجيل الانتخابات المحلية
←  بين الرصانة وفخ التطبيل
←  القاضي بين المسؤولية والتكابر
←  الذكرى الـ49 ..السير قدما لمواجهة التحديات العصيبة
←  اوراق من احتفاء الرئيس مام جلال بدور ومكانة الاتحاد الوطني وضروراته المرحلية
←  فورن بولسي: الديمقراطية في تركيا تراجعت لكنها لم تنته بعد
←  فورن بولسي: الديمقراطيات لم تعد صانعة السلام بعد الآن
←  مباحثات مثمرة ومسؤولة ..رسائل وتوضيحات
←  فورين بولسي: أسطورة وسائل التواصل الاجتماعي والشعبوية
←  تحريض وانحناء عبثي
←  إدانة سياسيين كرد في محاكمة جماعية غير عادلة
←  المونيتور:الاحكام بحق القادة الكرد، يضعف الآمال في التغيير الديمقراطي
←  تركيا في التقرير السنوي الامريكي حول ممارسات حقوق الإنسان لعام 2023
12