ثلاث عقود من الريادة ومواكبة المرحلة
اليوم وقد اكتمل العقد الثالث من عمر الموسوعة التحليلية التي بدأت مسيرتها الاعلامية باسم "الانصات المركزي" في الموسم الاول في 12/3/1994 واستمر الى العدد(7500) ليبدا الموسم الثاني في 2022 باسم (المرصد) كمجلة تحليلية نخبوية(ورقية و الكترونية) مع موقع خاص ذو طبيعة موسوعية وكذلك منصات على شبكات التواصل الاجتماعي،وكل ذلك ليس سهلا بل يتطلب الكثير من الجهد والمثابرة لهدفين:
الاول :مواكبة المرحلة التي يتقدم فيها تكنولوجيا الاتصال والمعلومات لحظة بلحظة
والثاني :الحفاظ على الريادة والمصداقية التي عرفت بها الموسوعة التحليلية طوال مسيرة مهامها .
ان هذا الصرح المهم في اعلام الاتحاد الوطني ومنذ نشوئه، عمل على تقديم أكبر قدر ممكن من المعلومات والتحليلات والوثائق والحقائق، والتي تعتبر ضرورية للنخبة السياسية الكردستانية والعراقية وخاصة صناع القرار وأضحت زادا مفعما باللذة والمعلومات الوافية بين أيديهم لفهم المسار السياسي في البلد والمنطقة عموما.
لقد نجحت (الانصات المركزي) في أداء هذه المهمة طوال سني عملها، وفي هذا الموسم الجديد، أصبحت (المرصد) شبكة واسعة للتزويد بالمعلومات والمتابعات والتقييم، حيث إضافة الى المجلة الورقية، توغلت في جميع نوافذ التواصل الاجتماعي من الموقع الالكتروني والصفحات وغيرها، لتكون دوما رافدا مهما في متناول الراغبين في معرفة المعلومات والتحاليل والتطورات.
مقارنة ببقية الوسائل الاعلامية على مستوى العراق والمنطقة لاتزال تمثل مؤسسة المرصد ظاهرة نوعية فريدة للخدمة الاعلامية، والتي تعتبر مفخرة للمناضلين المخلصين العاملين في هذه المجلة ومطبوعاتها الدورية الأخرى، للسير على نفس الآمال والتطلعات التي كان الرئيس الخالد مام جلال يعقدها على (الانصات المركزي)، واليوم يواصلون السير على النهج نفسه بإخلاص وهمة عالية.
سيرا على درب الانصات المركزي وحكمة الرئيس مام جلال للاعلام بان يعتمد المصداقية والمهنية وخدمة الكلمة الهادفة كخارطة طريق للمهام الصحفي ،ستعمل المرصد بكل تطلعاته الواسعة على التطور المستدام نحو مستقبل مشرق لاعلام الاتحاد الوطني عبر هذا المنبر المعلوماتي التحليلي النوعي .
لم تكن هذه العقود الثلاث اعواما عادية خالية من التطورات والاحداث والصدامات والتنافس بل كانت حافلة في كافة المستويات السياسية والاقتصادية والامنية والاجتماعية والعلمية والبيئية والفكرية ايضا ،ومثقلا بالعديد من الحروب ومعارك واستقطابات جمة وتوسعت الأزمات وتعمقت لتصل حدود الاقطاب العالمية وتضع لبنة جديدة او صيغة لاتزال مبهمة للنظام العالمي، الأمر الذي أدى ايضاً الى زيادة الأعباء والمشكلات على المواطنين في كافة انحاء العالم.
فمن فيدرالية اقليم كردستان واحتضانه لاقطاب المعارضة العراقية ضد جور النظام البائد واتخاذ الاجراءات للتحرير وكيفية ادارة الحكم في العراق نجد كل ذلك موثقا في بيانات مؤتمرات المعارضة العراقية وبعد اسقاط النظام العراقي من قبل التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة نستطيع القول ان هذه الحقبة هي بداية التاسيس لعراق دستوري جديد مختلف كليا عن الزمن البائد من حيث ادارة الحكم والحريات و مكانة العراق على المستوى الاقليمي والعالمي من دولة منبوذة الى عنصر فاعل و وسيط مهم في المعادلات الدولية .
ومنطقة الشرق الاوسط بمجملها كانت امام تغييرات و تطورات ومستجدات متعددة وكذلك دول العالم وخاصة الاقطاب شهدت صراعات وتغييرات متعددة في المعادلات الدولية بين الصراع والتنافس وصولا الى حروب مباشرة وحروب عبثية بالوكالة .
كل ذلك وغيرها من العديد من الازمات والتطورات الاخرى، اثقلت كاهل الفريق الاعلامي في مركز "المرصد" بمكتب اعلام الاتحاد الوطني الكردستاني حيث استطاع ان ينبري لها باقصى قدر من الحيادية ومستندا على اهم وابرز البحوث والتحليلات الموثوقة بها داخليا واقليميا وعالميا ولم يكتف باطلاع القراء من النخبة السياسية والاعلامية وصناع القرار على اتجاهات وتداعيات تلك الازمات والتطورات فقط بل استطاع ان يوثق الاحداث والمستجدات في مجلة "المرصد" .
اضافة الى التغطية النخبوية والتحليلية للموقع ،لقد وفقنا في اصدار (7902) عددا من (الانصات المركزي /المرصد )خلال 30 عاما دون توقف اي بمعدل (263) عددا في عام واحد و (24) عددا في شهر وقد تمخض عن هذا الجهد الاعلامي المتميز مكتبة توثيقية عامرة للنخبة السياسية والباحثين والتاريخ بالامكان الوصول الى بدايات واتجاهات كافة احداث كردستان والعراق والمنطقة والعالم خلال 30 عاما وهذا الهدف المنشود كان في صميم رغبتنا في الاستمرار وديمومة المهام .
وهنا نضع الغلاف الاول لكل عدد تم اصداره خلال العام الـ(30) في هذا العدد الخاص وعناوين منصاتنا على شبكة الانترنت (marsaddaily.com) و على منصات التواصل الاجتماعي خاصة(الفيسبوك) و(تيليكرام) و(تويتر) و (واتساب) و(يوتيوب) كواجهة الكترونية لمجلتنا الورقية .
جهودنا ستستمرخدمة للحقيقة والكلمة الصادقة الهادفة ومسعانا ستكون دائما من اجل شعارنا "الريادة والمصداقية "
وتحية وتقدير للفريق الصحفي الحالي والقدماء لمؤسستنا ولكل من ساهم في اغناء المجلة عبر التقارير ورؤى وبحوث و اقتراحات سديدة وكذلك لجميع قراء "المرصد" اينما كانوا.
ومن الله التوفيق
محمد شيخ عثمان
رئيس التحرير
|