زيارة اردوغان ..مسار جديد ام دوامة التازم؟
**لزيارة اردوغان الى بغداد ومن ثم اربيل اهمية خاصة وكانت تمثل فرصة مااذا كان يريد العودة الى اواصر علاقات جادة اسس الرئيس الراحل مام جلال صرحها ام لا.
**للبلدين مصالح حقيقية مشتركة ومتداخلة ايضا ومكانة جيوستراتيجية مهمة في المنطقة وكل ذلك يحتم على الجانبين تغليب التفاهم والاتفاق على التباعد والتناحر.
**العلاقات الجيدة مع دول الجوار والعالم ومن ضمنها تركيا، كانت ولاتزال في صميم استراتيجية الاتحاد الوطني الكردستاني الذي يقف على مسافة واحدة من الحكومات والشعوب ولم يخف يوما تمسكها بالدفاع عن القضية الكردية على مستوى المنطقة وحل المسالة بالطرق الديمقراطية وترسيخ حقوق المواطنة الحقة لهم داخل حدود الدول التي تم تقسيم كردستان عليها دون المس بسيادة واستقرار وحدود تلك البلدان وهذا الموقف كان دوما مبعث اعتزاز البلدان التي تضم الكرد اضافة الى موقف المجتمع الدولي ولذلك نجد ان جميع مفاوضات حكومات المنطقة مع ممثلي كردهم كان بوساطة وجهد جاد من الاتحاد الوطني الكردستاني والى الان ليس هناك تغيير في ستراتيجية الاتحاد الوطني الذي يؤمن بتغليب النضال البرلماني على الكفاح المسلح بل ان التغيير حاصل في نهج الحكومات حيال هذه القضية .
**اغلاق سماء تركيا بوجه الرحلات من و الى مطار السليمانية نراها حالة استثنائية مقارنة بوجود جيش من الشركات التركية والمواد المستوردة منها ولابد لعتمة تلك الحالة ان تنجلي وتعود تركيا وخاصة الرئيس اردوغان الى المسار الذهبي للعلاقات الوثيقة والمسؤولة بين تركيا والعراق والاقليم عموما والاتحاد الوطني خاصة لان تعزيز العلاقات والتفاهم يخدم تطلعات البلدين وشعوبهما وليس خرق سيادة الاخر والقصف العشوائي واستهداف المدنيين العزل.
**لعلاقات الاتحاد الوطني مع دول الجوار والعالم هوية راسخة تتمثل في كونها علاقات ندية مبنية على المصالح المشتركة والاحترام المتبادل وترفض اضفاء صفة التبعية على علاقاته مع الجميع باستثناء الجماهير الذي يرى فيهم المحرك الاساسي الذي يستمد منه القوة والثقة والاصالة .
وبعكس العلاقات التبعية فان العلاقات الندية قائمة على المودة والمحبة والاحترام المتبادل بين الأفراد والاحزاب والدول، حيث يكون هناك تفاعل إيجابي وصداقة حقيقية بينهم وفي هذه العلاقات، يشعر الجانبين بالراحة والثقة والاهتمام، ويسعون لدعم بعضهم ويركنون الى الحل السلمي والتفاهم والاتفاق كخيار انجع لديمومة وتعزيز اواصر تلك العلاقة.
** اردوغان الان ليس اردوغان ماقبل الانتخابات البلدية ولكنه يعرف نفسه كسياسيي براغماتي يؤمن بتغير المعادلات والعلاقات وعندما يريد بناء صرح جديد لعلاقة متوترة فانه سيعمل بجد في مسعاه مثلما اعاد العلاقات مع مصر وغيرها ولذلك كان متوقعا لزيارته الى العراق وكردستان ان تثمر قفزة كبيرة لعلاقات مسؤولة وموثقة ومثمرة على جميع المستويات وليس الانتقائية في بعض الملفات والمواقف .
الايام القادمة ستخبرنا نوع الاتفاقات والتفاهمات وبوصلة المعادلات الاقليمية الجديدة في خضم مباحثات اردوغان وهل سيطغى خيار المسار الجديد ام الدوران في حلقة المسار المتازم؟
وهل يصبغ على زيارته سمة اتفاقات رجل الدولة مع دولة جارة او تبقى زيارة تفقدية لاتهم سوى المتلكئين الذين يتوسلون منه الدعم للبقاء ولاتساهم في خلق ارضية استقرار جديدة تخدم تطلعات شعوب البلدين.
*موسوعة "صوت العراق"
|