تحريض وانحناء عبثي
في خضم التحديات التي تواجه أمتنا، لا يختلف اثنان على أن الخيانة الداخلية هي أخطر ما يمكن أن يهدد كيان الدولة وسلامة مواطنيها.
في هذا السياق، تبرز قضية عمالة بعض الأحزاب للعدو كجرح نازف في جسد الوطن،فحينما ينحني حزب سياسي لمصالح خارجية معادية، سواء كانت لدوافع شخصية أو تجارية، فإنه لا يخون فقط ثقة ناخبيه، بل يضع أمن وسيادة الوطن على المحك ،ومثل هذه التصرفات تستدعي وقفة جادة ومحاسبة صارمة، ليس فقط لحماية الحاضر، بل لضمان مستقبل آمن ومستقر للأجيال القادمة.
عندما يتحول حزب سياسي إلى أداة في ايدي الأعداء والخارج، ليس فقط لتحقيق مكاسب شخصية أو تجارية، بل للإضرار بمصالح الوطن وسيادته، فإن هذا يعد انتهاكًا جسيمًا للثقة الوطنية وتهديدًا مباشرًا لأمننا القومي.
لقد امتعض الوسط السياسي والاعلامي والشعبي من قيام صحيفة "خبات"الناطقة باسم الحزب الديمقراطي الكردستاني بنشر تقرير سقيم جعلت من عنوانه مانشيتا عريضا للصحيفة لتحريض تركيا ضد جزء من اقليم كردستان بعنوان "في مناطق السليمانية يقوم الحزب العمال الكردستاني بتشكيل فرق مسلحة وارسالها الى تركيا وروج افا " فاختيار هذا العنوان وبهذا الشكل في صحيفة ناطقة رسمية يدل على مدى اضطراب هذا الحزب فمرة يكتب اعلامه ان الاتحاد الوطني يقدم معلومات لتركيا حول اماكن اعضاء حزب العمال الكردستاني ومرة يطلع علينا هذا الحزب بهذا العنوان السقيم مايدل على انه يعمل على وترين الاول تحريض مواطني الاقليم بان هناك من يدل على اماكن وتحركات الضحايا والثاني اعطاء معلومات لدول الجوار كي تبقي سماءها على السليمانية مغلقا وتزيد العقوبات والتهديدات والهجمات بزيادة خرق سيادة العراق والاقليم وضرب الاهداف والمدنيين في مناطق السليمانية وكل ذلك لانهم لم يشبعوا من هوس الجشع في معاقبة السليمانية ارضا وشعبا .
ان هذه الظاهرة المقلقة دليل على الخروج عن السياق الوطني والقومي عندما تقوم بتحريض دولة خارجية على جزء من ارضك وشعبك وتمثل قمة الانحناء لمصالح تجارية وخارجية معادية وهي ليست مجرد خطأ سياسي عابر،وعندما تكون هناك أدلة على تواطؤ حزب مع جهات خارجية يحرضها للتحرك ضد السليمانية وشعبها بهدف تحقيق مكاسب ضيقة على حساب المصلحة العامة، يجب أن تتحرك كافة مؤسسات الدولة بحزم.
هنا يلعب الوسط السياسي والشعبي والاعلامي والثقافي دورًا حيويًا في كشف هذه الخيانات وتوعية الجمهور بخطورتها، لضمان عدم تكرارها وحماية الوطن من كل من تسول له نفسه العبث بأمنه وسيادته فهذا النوع من الانحناء يمكن أن يؤدي إلى تداعيات خطيرة على مختلف الأصعدة ويفتح الباب امام مصراعيه للتدخلات خارجية في الشؤون الداخلية للدولة وتقويض الثقة في النظام السياسي برمته وقد تتسبب هذه التصرفات في إثارة الفتن والصراعات بين مختلف فئات المجتمع و زعزعة الاستقرار الاجتماعي.
هذا النوع من التعاون والانحناءات من اجل مصالح شخصية أو تجارية يتطلب مواجهة حازمة من خلال التشريعات الصارمة، الرقابة المستمرة، والتوعية المجتمعية .
النيات المبيتة التي اظهرتها الصحيفة التابعة للحزب الديمقراطي تستدعي منا جميعًا - كصحفيين، ومواطنين، وصناع قرار - وقفة جادة لتحليل أبعادها وتأثيراتها الكارثية على النسيج الاجتماعي والاستقرار السياسي للبلاد، فالمحافظة على الأمن الوطني والاستقرار تتطلب يقظة دائمة من قبل جميع مكونات المجتمع، بما في ذلك الأحزاب السياسية، الحكومة، والمجتمع المدني اضافة الى تعزيز وعي المواطن بضرورة وجود برلمان فعال وكفوء ينبري لتلك النزعات وذلك عبر معاقبة من يسول نفسه ان يكون وسيلة لضرب ارض الوطن واستهداف مواطنيه عبر التصويت للقوى الوطنية الغيورة والحريصة على ارض كردستان وشعبه الابي .
*موسوعة صوت العراق
|