اوراق من احتفاء الرئيس مام جلال بدور ومكانة الاتحاد الوطني وضروراته المرحلية
*اعداد:محمد شيخ عثمان
يعتبر الأول من حزيران، يوماً مشرقا في تاريخ الشعب الكردستاني، وتاريخ الحركة التحررية الكردية، فهو اليوم الوطني الذي اعلن فيه عن تأسيس الاتحاد الوطني الكردستاني، قلعة التضحيات والنضال الكردستاني والكردايتي المستمر على مدار السنوات الـ(46) الماضية من تأسيسه، بقيادة مام جلال ونخبة من المثقفين والمناضلين الكرد، من رفاق دربه وقد شكلت انطلاقة الاتحاد الوطني الكردستاني مرتكزا أساسياً للحركة التحررية الكردية ككل، سواء داخلياً أم خارجياً، واستطاع الاتحاد الوطني الكردستاني بتميزه الفكري والسياسي والتنظيمي المسلح، أن يسطر لنفسه ولشعبه وقضيته العادلة تاريخاً مشرقاً وحافلاً بالعطاء المتميز، والمواقف البطولية الجريئة النوعية، على امتداد ربوع ارض كردستان، وقدم خلال مسيرته آلاف الشهداء والجرحى في جميع الميادين والأزمنة والمواقع.
الاتحاد الوطني قوة يحسب له على مستوى كردستان والعراق والمنطقة وأوربا والولايات المتحدة والصين
لقد تمكن الاتحاد الوطني الكردستاني من ان يسطر على مدى مسيرته أمجادا في النضال الثوري والبيشمركايتي والنضال الجماهيري والسياسي والنضال الديمقراطي والمدني لترسيخ الحقوق الديمقراطية لجميع الافراد، ومساواة المرأة مع الرجل وتوفير الأجواء الملائمة للنضال النقابي والعدالة الاجتماعية.
وفي العراق الجديد تمكن الاتحاد الوطني الكردستاني من ترك بصمته على الساحة العراقية فقد كان دائما في طليعة القوى السياسية التي استطاعت احداث توازن بين جميع الاطراف بفضل السياسة الحكيمة لامينه العام الرئيس مام جلال الذي تقلّد قمة السلطة الدستورية لهذا البلد، حين تسنم منصب أول رئيس جمهورية منتخب وأول رئيس جمهورية كردي أصبح شاهداً على المرحلة السياسية الجديدة في كردستان والعراق.
لقد اضطلع الإتحاد الوطني الكردستاني بدور فاعل في ترسيخ دعائم الديمقراطية والتعايش السلمي بين القوميات المختلفة في العراق، وطرح مفاهيم جديدة وثقافة جديدة مبنية على أسس ديمقراطية لم يكن يعرفها العراق بعد، وذلك بفضل القيادة الحكيمة للرئيس جلال طالباني خلال تسنمه منصب رئاسة الجمهورية.
مسيرة الاتحاد الوطني الكردستاني حافل بالامجاد وحاضره في ظل القيادة الجماعية الجديدة يزخر بالانجازات والانتصارات نحو المزيد من التطور والتقدم.وفي هذه الذكرى ارتاينا العودة لبعض كلمات وحقائق كان يسردها الرئيس مام جلال احتفاءا باحتفالات ذكرى تاسيس الاتحاد الوطني اضافة الى لقاءاته مع كوادر الاتحاد الوطني .
رسالة عبر "إذاعة صوت شعب كردستان"
في 1/6/2008 ،وجه الأمين العام للاتحاد الوطني الكردستاني السيد مام جلال طالباني رسالة عبر "إذاعة صوت شعب كردستان" الى جميع أعضاء وكوادر الاتحاد الوطني الكردستاني والمواطنين في إقليم كردستان، حيث طالب في رسالته الموجزة جميع أعضاء وكوادر الاتحاد الوطني الكردستاني ألا يدخروا جهداً من أجل تمتين وتعزيز الاتحاد بين صفوف أعضاء الاتحاد الوطني.
وقال مام جلال: "في ذكرى تأسيس الاتحاد الوطني الكردستاني فان رسالتي لجميع أعضاء الاتحاد أن يقوموا برص صفوفهم داخل الاتحاد، وأن يناضلوا من أجل تحقيق أهداف الاتحاد الوطني الكردستاني التي لم تتحقق الى الآن، وأن يقوموا بإحياء ذكرى الشهداء الذين تمخض عن نضالهم ونضال شعب كردستان وصولنا الى هذا اليوم، وان يقوموا بتطوير الاتحاد الوطني وأن لا يألوا جهدا في عملية الاصلاح وتطوير الوعي السياسي في كردستان، وتقوية وحدة صفوف شعبنا وخاصة صفوف الأحزاب الكردستانية، ومن بينهم الاتحاد الوطني الكردستاني والحزب الديمقراطي الكردستاني، وفي العراق أن يقوموا بتعزيز وتقوية تحالف شعب كردستان مع القوى الديمقراطية والاسلامية والقوى التقدمية العراقية من أجل الحفاظ على عراق ديمقراطي وفيدرالي يستطيع شعب كردستان في اطاره الوصول الى أهدافه.
الاتحاد الوطني يدرك جيدا المهام الجسام الملقاة على عاتق مناضليه وقيادته
وفي 1/6/2008 ،وبمناسبة الذكرى الـ33 لتأسيس الاتحاد الوطني الكردستاني، افتتح فخامة الرئيس مام جلال الامين العام للاتحاد الوطني الكردستاني بحضور رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني السيد مسعود بارزاني والاستاذ نوشيروان مصطفى ونائب الامين العام للاتحاد الوطني الكردستاني الدكتور برهم صالح واعضاء المكتب السياسي للاتحاد الوطني الكردستاني ورؤساء ممثلي الاحزاب الكردستانية وسفارات وقنصليات الدول الاوروبية ودول الجوار مبنى قصر الفن في مدينة السليمانية والقى كلمة قال فيها :
الاخ العزيز مسعود بارزاني رئيس اقليم كردستان ورئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني
الرفاق اعضاء الهيئة المؤسسة للاتحاد الوطني الكردستاني الموجودين، الاساتذة نوشيروان، الدكتور كمال والدكتور فؤاد وعبدالرزاق المحترمون.
الاخوة الاعزاء ممثلو الاحزاب العراقية والكردستانية الحليفة.
الدبلوماسيون والضيوف الاكارم.
اسمحوا لي ان احييكم تحية من القلب باسم الاتحاد الوطني الكردستاني واشكركم على حضوركم في احتفالنا هذا، ان عيد تأسيس الاتحاد الوطني الكردستاني هو عيد استمرار النضال، نضال موحد بين القوى الكردستانية السياسية المناضلة والقوى العراقية المناضلة من قوى ديمقراطية اسلامية شيوعية قومية وسائر المناضلين.
الاتحاد الوطني الكردستاني يفتخر بانه دشن عهده وحياته السياسية بالدعوة الى تلاحم الكفاح العربي – الكردي في العراق والى وحدة القوى السياسية والى جبهة كردستانية وجبهة عراقية وأسهم منذ تأسيسه في الجبهات العراقية والكردستانية وكان له شرف التحالف مع القوى العراقية المناضلة ضد الدكتاتورية منذ لحظة تأسيسه حتى يومنا هذا، ان هذا الشرف الذي يجسده الآن حضور ممثلي الاحزاب العراقية والكردستانية هو مبعث فخر لنا ومبعث اعتزاز لاننا حققنا مبدأ اساسيا من مبادئنا وهو التلاحم والتحالف الكفاحي الضروري واللازم من اجل عراق ديمقراطي اتحادي موحد ومستقل ومزدهر.
الاتحاد الوطني يفتخر بانه دشن عهده وحياته السياسية بالدعوة الى تلاحم الكفاح العربي – الكردي
ان الاتحاد الوطني الكردستاني اذ يحتفل اليوم بعيده الثالث والثلاثين يدرك جيدا المهام الجسام الملقاة على عاتق مناضليه وقيادته والمهمة الاساسية الاولى هي تعزيز الوحدة الكفاحية العراقية بين القوى الكردستانية والقوى العراقية الفاعلة من اجل تعزيز المكاسب التي حققها شعبنا العراقي بأنهر من دماء شهدائنا الزكية والمراقة في جبال كردستان وفي انتفاضة شعبان المباركة وفي الانتفاضات والوثبات العراقية المتعددة.
ان تحقيق وتعزيز هذه الوحدة الكفاحية ضرورة حياتية من اجل تعزيز المكاسب التي حصل عليها شعبنا العراقي من حريات ديمقراطية وانتخابات حرة وحكومة منتخبة ومختارة من هيئة برلمانية منتخبة بحرية ومن جميع المكاسب التي حققتها هذه الحكومة برئاسة الاخ نوري المالكي وخاصة في هذا العام الذي سميته (ربيع بغداد) حيث تم بسط الامن والنظام والاستقرار في المدن الرئيسية (البصرة وبغداد والموصل) وحيث تستمر العمليات بنجاح تام ضد العصابات الارهابية التي شنت حرب ابادة على الشعب العراقي، ان هذه العصابات الارهابية التي قدمت من الخارج قد اعلنت حرب ابادة واضحة على الشعب العراقي فكفرت الاكثرية العراقية العربية الشيعية وخونت الكرد واعتبرت العرب السنة الذين لا يخضعون لارادتهم مرتدين وكان هذا العمل من جانب العصابات الارهابية دليلا واضحا على حرب الابادة التي شنتها ضد شعبنا العراقي، لذلك كان تصدي شعبنا لهذه العصابات رائعا ويفرحنا ويشرفنا ان نقول بان الاخوة من العرب السنة والعرب الشيعة والكرد والتركمان تصدوا معا لهذه العصابات وقاموا بافشال مخططها وكذلك قامت حكومتنا الوطنية برئاسة الاخ نوري المالكي بمهام مجيدة في تحقيق النضال ضد هذه العصابات الارهابية، ان هذه المهمة المقدسة الموكولة على عاتقنا مهمة تعزيز الوحدة النضالية وهي ايضا مهمة في نفس الوقت لتعزيز الوحدة الوطنية العراقية، لقد كان الكثيرون يتوهمون بان سقوط الدكتاتورية يؤدي الى تفتت وتشتت العراق وكان البعض يعتقدون ان الدكتاتورية وحدها قادرة على الابقاء على الوحدة العراقية ولكن الوقائع برهنت العكس وهي ان الدكتاتورية مزقت صفوف الشعب العراقي وشتت وقامت بخلق العداء والبغضاء بين المواطنين وبالعكس فان تحرير العراق من الدكتاتورية واقامة عراق ديمقراطي فيدرالي موحد هي التي رسخت الوحدة الوطنية للعراق، هذه الوحدة القائمة الآن والتي لا مثيل لها في تاريخ العراق وتعزيز مثل هذه الوحدة هو مهمة مقدسة على عاتق الجميع لانه ضمان نجاحنا والمكاسب التي حصلنا عليها وتحقيق ما نرجو اليه من المكاسب ان شاء الله.
سنواصل نهج الوحدة النضالية والوحدة الوطنية والوحدة العراقية الصادقة
ان الاتحاد الوطني الكردستاني يعتز ويفتخر بانه لعب دورا في تعزيز الوحدة الوطنية ولعب دورا في تحقيق الجبهة الوطنية على النطاقين العراقي والكردستاني معا، اننا نفتخر بان لنا علاقات جيدة ممتازة مع الحزب الديمقراطي الكردستاني الحليف برئاسة الاخ العزيز المناضل الرئيس مسعود بارزاني ومع سائر الاحزاب الكردستانية الاخرى.
كما نفتخر باننا لنا علاقات جيدة وممتازة مع جميع القوى الاسلامية في العراق من شيعية وسنية ومع الاحزاب الديمقراطية والحزب الشيوعي العراقي وكل العاملين من اجل هذا العراق الجديد الناهض، لذلك فان الاتحاد الوطني الكردستاني يتعهد امامكم من جديد بانه سيواصل نهج الوحدة النضالية والوحدة الوطنية والوحدة العراقية الصادقة، وانا واثق بان المناضلين الصامدين في صفوف الاتحاد الوطني الكردستاني سيلعبون دورهم ايضا في هذا المجال.
ايتها الاخوات والاخوة...
ونحن نحتفل بالذكرى الثالثة والثلاثين لانبثاق الاتحاد الوطني الكردستاني نرنو بأبصارنا نحو آفاق المستقبل الرحب، مستقبل العراق المشرق، العراق الغني بشعبه وحضارته وثرواته، نحو اليوم المنشود حيث يتم فيه القضاء على الارهاب ويتم فيه فرض القانون والنظام في جميع انحاء العراق ويتم فيه انجاح مشاريع الاعمار والازدهار في العراق ويتم ذلك بكل تأكيد على ايدي القوى العراقية المخلصة والمناضلة التي لعبت دورا مجيدا في دحر الدكتاتورية والتي تلعب الآن دورها في تعزيز الديمقراطية والحكومة الدستورية العراقية.
ايتها الاخوات والاخوة...
اننا نعيش الآن ربيع العراق، حيث بسط الامن والاستقرار في كثير من المناطق وحيث تم تحقيق انجازات رائعة في بسط القانون في مدن وبغداد والبصرة وبمبادرة جريئة من عزيزنا الاستاذ نوري المالكي وبتأييد ودعم من جميع القوى العراقية الخيرة حتى التي لم تشارك في الحكومة ايدت هذه الخطوة الجريئة التي ادت الى فرض النظام والقانون والى جعل هذه المدن العراقية الهامة مفتوحة لجميع القوى.
كما تعلمون اننا قمنا معا ومنذ تأسيس الاتحاد الوطني الكردستاني، بجانب القوى العراقية والكردستانية، بتقديم التضحيات الجسام وبتقديم كل مستلزمات اسقاط الدكتاتورية الغاشمة، ان انهيار الدكتاتورية في غضون اسبوعين في القتال مع القوات الحليفة لم يكن هذا الانهيار بسبب ضخامة القوات التي قدمت الى العراق وانما كان السبب الاساسي هو نضال الشعب العراقي الذي انهكته الدكتاتورية ونخرت قواه وعرضتها للانهيار السريع.
ان العراق وقد تحرر من الدكتاتورية، يخطوة خطوات جريئة نحو امام واستكمال الاستقلال العراقي.
ان العراق لم يكن ليخطو مثل هذه الخطوات الجبارة الى امام لولا تعاظم النضال العراقي ولولا اتحاد القوى العراقية، وهذا الاتحاد والتلاحم هما الآن ضروريان اكثر من اي وقت مضى، لذلك نحن بذلنا جهودا وسنبذل جهودا اكثر من اجل ترميم حكومة الوحدة الوطنية برئاسة الاخ المالكي والعودة السريعة لوزراء جبهة التوافق العراقية والقوى الاخرى الراغبة في العمل المشترك وعندما يتم ذلك نكون قد خطونا خطوة جبارة الى امام في تحقيق المصالحة الوطنية وفي التعهد لتحقيق الانجازات الاخرى التي تنتظرنا.
ان الاتحاد الوطني الكردستاني سيبقى كما كان دائما عاملا من اجل عراق ديمقراطي فيدرالي موحد يضمن الحقوق القومية المشروعة للشعب الكردي والقوميات التركمانية والكلدوآشورية وهو بذلك يؤدي واجبه الوطني الذي آل على نفسه ان يؤديه مهما كانت التضحيات ومهما كانت التحديات والصعاب.
ضرورة النضال من اجل القضاء على النواقص والاخطاء
ايتها الاخوات، ايها الاخوة...
لا اريد ان اتحدث عن الانجازات التي تحققت بعد تحرير العراق من الدكتاتورية لانكم تشاهدونها امامكم، فعندما تزورون مدن دهوك العزيزة واربيل العريقة والسليمانية الثائرة تجدون آثار هذه الانجازات وعناوينها ومشاريعها، لكني اود ان اؤكد على ضرورة النضال من اجل القضاء على النواقص والاخطاء ومن اجل العمل المشترك معا وبروح انتقادية بناءة من اجل ان لا ننام على اكاليل النصر ومن اجل القضاء على الفساد الاداري وعلى الفساد في جميع المجالات ومن اجل القضاء على كل ما يعيق تطورنا وتقدمنا وفي هذا المجال لا يسعني الا ان اؤكد مرة اخرى على ضرورة العمل الجاد والانتقاد البناء والمفيد في هذا المجال.
نحن في الاتحاد الوطني الكردستاني اعتدنا ان نمارس النقد والنقد الذاتي وان لا نخاف من بيان اخطائنا ونواقصنا ويشرفني انني قد اوصيت ببناء منصة حرة (هايدبارك) في متنزه الحرية بالسليمانية لكي يذهب اليه كل يوم جمعة من يريد ان يتكلم ويعرب عن آرائه وافكاره وانتقاداته وملاحظاته.
ايها الاخوة الاكارم...
ان حضور اربعة من مؤسسي الاتحاد الوطني الكردستاني في هذه القاعة وهم الاساتذة نوشيروان مصطفى والدكتور فؤاد معصوم والدكتور كمال فؤاد والسيد عبدالرزاق الفيلي مع داعيكم المخلص ونحن احياء، لا يمكن ان يفسر باننا قصرنا في النضال ولا تجنبنا الصعاب والمخاطر، لقد كان لنا شرف العمل في الجبال وفي الثورة الكردية وفي الانتفاضة وفي العمل العراقي المشترك ولكن الله اراد لنا ان نبقى الى هذا اليوم لنواصل نضالنا من اجلكم ومن اجل الشعب العراقي الكريم ومن اجل تحقيق الآمال والاهداف التي لم تتحقق حتى الآن، وانا واثق بان الشعب العراقي العظيم قادر على النهوض من كبوته وسينهض العراق جبارا عملاقا وسيخطئ وسيندم كل من يتجاهل هذه الحقيقة وكل من لا يعترف ولا يقر بأهمية العراق ودوره في العالمين العربي والاسلامي، في المنطقة وفي العالم ومثل هذا العراق الذي نتشرف بالاسهام فيه بدور فعال نشيط، هو الذي يحقق لنا جميعا عربا وكردا وتركمانا وكلدوآشوريين باختلاف مذاهبنا وادياننا الاهداف والاماني والآمال التي ناضل من اجلها شهداؤنا.
مرة اخرى اشكر حضوركم واتمنى لكم النجاح وارجو من الاخوة ممثلي الاحزاب العراقية والكردستانية ان ينقلوا الى احزابهم عرفاننا بالجميل وشكرنا على حضورهم وعلى تعاونهم مع الاتحاد الوطني الكردستاني في احلك الايام وفي اسعدها.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
متطلبات الحفاظ على العراق الديمقراطي الفيدرالي التعددي
وفي 1/6/2009 جرى على قاعة قصر الفن في مدينة السليمانية، احتفال مهيب بمناسبة الذكرى الرابعة والثلاثين لتأسيس الاتحاد الوطني الكردستاني الثالثة والثلاثين لاندلاع ثورة كردستان الجديدة وذلك بحضور الرئيس مام جلال الامين العام للاتحاد الوطني الكردستاني.
كما حضر الاحتفال الدكتور عادل عبدالمهدي نائب رئيس الجمهورية والسادة كوسرت رسول علي والدكتور برهم أحمد صالح نائبا الامين العام للاتحاد الوطني الكردستاني، واعضاء المكتب السياسي واللجنة القيادية للاتحاد الوطني الكردستاني والسيد فاضل ميراني سكرتير المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكردستاني وعدد من ممثلي الاحزاب الكردستانية والقوى والاحزاب العراقية وجمع غفير من اعضاء ومؤيدي الاتحاد الوطني الكردستاني.
و ألقى الرئيس مام جلال كلمة، رحب في بدايتها بالضيوف، وأوضح أن الإتحاد الوطني الكردستاني هو مؤسس النضال المشترك لشعب كردستان، وفي ظل هذا النضال والتعاون المشترك بين الأطراف السياسية الكردستانية وخاصة بين الإتحاد الوطني والديمقراطي الكردستاني، تمكنا من الوصل إلى هذه المرحلة والعيش فيها بمجد وسرور، وسنواصل معاً النضال حتى تحقيق كامل حقوق شعب كردستان، كما ناضل الإتحاد الوطني الكردستاني في بداية مسيرته مع المعارضة العراقية من أجل عراق ديمقراطي حر وقد تحقق ذلك.
وأضاف الرئيس طالباني أن هذه المكتسبات التي تحققت للشعب الكردستاني والإنجازات التي تحققت في إقليم كردستان والعراق جاءت بفضل التضحيات الجسام لشعب كردستان وبيشمركته الأبطال وأن الدماء الزكية لهؤلاء الشهداء لم تذهب سدى.
وقال مام جلال إن الحفاظ على العراق الديمقراطي الفيدرالي التعددي مرتبط بوحدة صفوف الإتحاد الوطني الكردستاني ووحدة صفوف القوى والأحزاب السياسية الكردستانية والعراقية، خاصة القوى العراقية التي كانت متحالفة أثناء المعارضة العراقية وقدمت تضحيات جساما من أجل المصول الى عراق حر.
نسعى دائماً الى التجديد و لم نخش يوماً من اظهار نواقصنا
وهناك حقائق يجب ان نستذكرها وهي ان الاتحاد الوطني كان في بدايته شيئا جديدا ودائماً كان يسعى الى التجديد، والآن هناك مجالات واسعة امام الشباب والنساء للوصول الى المناصب القيادية داخل الاتحاد الوطني الكردستاني وسنسعى الى تحقيق ذلك من خلال المؤتمر العام للاتحاد الوطني الكردستاني القادم، كما سنسعى خلال المؤتمر الى القضاء على النواقص الموجودة في مؤسسات الاتحاد الوطني، وقال: لم نخش يوماً من اظهار نواقصنا ولا نخشى ذلك حالياً وسنحاول معالجة هذه النواقص.
واضاف الرئيس مام جلال: اننا نفتخر بالانجازات التي حققناها بالتعاون مع الحزب الديمقراطي الكردستاني والاحزاب الكردستانية الاخرى، وحددنا نواقصنا وسنعمل اذا فزنا في الانتخابات من خلال حكومة اقليم كردستان من أجل معالجة هذه النواقص وسنقوم بالاصلاحات اللازمة التي لم نستطع تنفيذها.
استخراج النفط والغاز في كردستان يجب ان يؤدي الى انعاش البنية التحتية الكردستانية والعراقية
وفي هذا اليوم خطت كردستان خطوة كبيرة وتاريخية وهي اصدار نفط كردستان الى الخارج وهذا انتصار كبير، وهذا الاصدار سيتم عن طريق شبكة انابيب نفط العراق وان عائداته ستذهب الى خزينة الدولة العراقية، وهذا الاتحاد الاقتصادي يعتبر اساساً متيناً لوحدة وطنية ديمقراطية حقيقية للشعب العراقي، وبهذه الخطوة اوصلنا عدداً من الحقائق للعالم اجمع وهي اننا ننظر نظرة عراقية الى الثروات، والثروات الموجودة في اقليم كردستان والمناطق الاخرى من العراق هي ملك لجميع ابناء الشعب العراقي. وان استخراج النفط والغاز في كردستان يجب ان يؤدي الى انعاش البنية التحتية الكردستانية والعراقية. وتمنى الرئيس مام جلال أن تستغل الموارد الطبيعية في اقليم كردستان لصالح انعاش اقتصاد كردستان والعراق ككل.
الاخوة العربية الكردية شرط اساس لانتصار نضالنا
وفي جانب آخر من كلمته، اشار الرئيس مام جلال الى ان الاتحاد الوطني الكردستاني ومنذ بداية تأسيسه رفع شعار الاخوة العربية الكردية وشعار النضال المشترك، وان ذلك شرط اساس لانتصار نضالنا وبدون ذلك لانستطيع تحقيق اهدافنا، والان للاتحاد الوطني الكردستاني علاقات متينة مع جميع القوى والاحزاب السياسية العراقية وانه يفتخر بصداقته مع هذه الجهات والاحزاب كافة.
وجدد الرئيس مام جلال تأكيده على ضرورة العمل الجدي خلال المرحلة القادمة من اجل تنفيذ الاصلاحات داخل الاتحاد الوطني ومؤسساته والعمل من اجل تطوير تنظيماته تطويراً نوعياً لا كمياً، والعمل من اجل اجراء الاستعدادات اللازمة لخوض الانتخابات القادمة في اقليم كردستان وانتخابات مجلس النواب القادم ومن ثم انتخابات مجالس المحافظات في اقليم كردستان.
كما شدد الرئيس طالباني على ضرورة خلق مناخ مناسب لاجراء انتخابات نموذجية وحرة ونزيهة في اقليم كردستان. واضاف: نحن نفتخر بأننا نعمل من اجل عراق ديمقراطي فيدرالي والعمل من اجل تنفيذ الاصلاحات في بغداد والتنمية في بغداد وكل ذلك يأتي في مقدمة تنفيذ الاصلاحات والتنمية والتطوير في اربيل والسليمانية، وتعزيز الوحدة الوطنية العراقية هو هدفنا والحفاظ على حقوق القوميات الاخرى كالتركمان والكلدوآشوريين كانت وماتزال في مقدمة مهامنا ونفتخر بأننا ساعدنا اخواننا التركمان والكلدوآشوريين بشتى الوسائل المشروعة.
وحول الانتخابات القادمة لبرلمان ورئاسة اقليم كردستان أوضح مام جلال أن هناك قائمة موحدة للاتحاد الوطني الكردستاني والحزب الديمقراطي الكردستاني وأن مرشح الحزبين لرئاسة الاقليم هو السيد مسعود بارزاني.
وشدد الرئيس مام جلال في ختام كلمته على ضرورة التمسك بشعار الوحدة داخل الاتحاد الوطني الكردستاني وبين الاتحاد الوطني والديمقراطي الكردستاني وكذلك وحدة صفوف شعبنا وجميع قواه السياسية، معتبرا اياها شرطا أساسيا لتحقيق مانصبو اليه من مكاسب وأهداف.
الاتحاد الوطني قوة معاصرة يحسب له حساب خاص على مستوى المنطقة والعالم
وفي 14/12/2011 ،أشرف الرئيس مام جلال الأمين العام للاتحاد الوطني الكردستاني، على اجتماع بمدينة السليمانية مع مسؤولي المراكز التنظيمية والمجلس الأعلى لمكتب تنظيمات الاتحاد الوطني الكردستاني.
وسلط الرئيس مام جلال الضوء على أهم الأوضاع السياسية في العراق واقليم كردستان والمنطقة، مبينا للحضور طبيعة المهام في هذه المرحلة الحساسة.
وفي الاجتماع الذي حضره السيدان كوسرت رسول علي النائب الأول للأمين العام للاتحاد الوطني الكردستاني وعماد أحمد مسؤول مكتب تنظيمات الاتحاد الوطني، تحدث الرئيس مام جلال باسهاب عن العملية السياسية في العراق والعلاقات بين القوى والأطراف السياسية والتهديدات والمخاطر التي تواجه البلاد، الى جانب كيفية تعزيز التعاون والتنسيق بين الأطراف الفعالة والحريصة على الساحة العراقية.
وأشار الرئيس مام جلال الى ان العراق بلد مهم واذا ما تمتع بالاستقرار والسلام والوحدة الوطنية الحقيقية فإنه سيصبح بلداً غنياً جديراً بأن يحسب الجميع له الحساب، وتستحق مكوناته أن تعيش بسلام وحرية وتنعم بالحياة الكريمة.
دور الكرد في العراق الجديد سيبقى دوما كعامل خير
كما أشار الرئيس مام جلال خلال الاجتماع الى دور الكرد في العراق الجديد، معتبراً هذا الدور عامل خير، مشيرا الى أن الكرد يلعبون دور الوسيط وتقوية التآخي والوئام والتعايش والعمل الموحد بين جميع المكونات.
وفي محور آخر من الاجتماع أشار الرئيس مام جلال الى المخططات والمخاطر الجدية التي تحاك من قبل أعداء المسيرة الديمقراطية ضد العملية السياسية والتجربة الديمقراطية في العراق، داعياً القوى الحريصة والمخلصة في البلاد الى تنظيم وتوحيد صفوفها بشكل افضل لمواجهة تلك التهديدات.
أهمية المكتسبات العظيمة من الناحية السياسية والاقتصادية وحرية الرأي
كما تطرق السيد الأمين العام الى الأوضاع العامة في اقليم كردستان، مشددا على أهمية المكتسبات العظيمة من الناحية السياسية والاقتصادية وحرية الرأي، الى جانب التنمية الاجتماعية والثقافية ورفاهية الشعب والنواحي الأخرى، مشيراً الى أن المرحلة الراهنة تتطلب منا ايلاء اهتمام تام بالاعمار وتطوير البنية التحتية للاقتصاد في اقليم كردستان وتشجيع الاستثمار الخارجي للبلدان المتقدمة في اقليم كردستان.
وحول توحيد الصفوف والتعاون والتنسيق مع الأطراف السياسية، أكد السيد جلال طالباني أن الحجر الأساس في حماية وتنمية المكاسب هو تمتين التحالف الستراتيجي بين الاتحاد الوطني و القوى والأطراف السياسية الكردستانية.
ايلاء اهتمام خاص بتنظيم الذات واللحاق بركب الأحداث
وحول مهام تنظيمات الاتحاد الوطني الكردستاني، أكد الرئيس مام جلال على تطوير صفوف الاتحاد الوطني من النواحي الفكرية والتنظيمية والجماهيرية.وأوضح أن المرحلة الراهنة وما يتخللها من مستجدات تدعونا الى ايلاء اهتمام خاص بتنظيم الذات والتهيؤ المستمر في جميع النواحي للحاق بركب الأحداث والتصدي للتهديدات والحفاظ على المكتسبات وتنميتها.
وعن أهمية الدور المحوري للاتحاد الوطني الكردستاني وتأثيره في الأحداث وتوجيهها، قال مام جلال: إن الاتحاد الوطني قوة مناضلة أصيلة ومعاصرة، يحسب له حساب خاص في كردستان والعراق وعلى مستوى المنطقة وأوربا والولايات المتحدة والصين أيضا وداخل منظمة الاشتراكية الدولية والقوى التقدمية في العالم، ويأملون في تعزيز العلاقات معه.
عن ذكريات المسيرة النضالية للاتحاد الوطني الكردستاني
هذا ووجه الرئيس مام جلال الامين العام للاتحاد الوطني الكردستاني كلمة بمناسبة الذكرى الـ 37 لتأسيس الاتحاد الوطني الكردستاني.
وفي بداية حديثه تطرق مام جلال الى الاحتفال الحضاري الذي جرى هذا العام بهذه المناسبة، وقال "قررت بهذه المناسبة سرد ذكريات بدايات تأسيس الاتحاد الوطني الكردستاني"، واضاف "أعتذر مقدما لبعض من الاسماء إن لم اذكرها، ولكن الاسماء موجودة في مذكراتي، فبعد اتفاقية الجزائر جرى لقاء بين مجموعة من المناضلين لدراسة الاوضاع السائدة، وبعد اجتماعات عديدة تم تكليفي بكتابة بيان التأسيس في مقهى طليطلة في دمشق".
وتطرق مام جلال الى علاقاته آنذاك مع الرئيس السوري الراحل حافظ الاسد، قائلا "كانت الخشية من عدم اذاعة البيان في وسائل الاعلام السورية واتصلت شخصيا بالرئيس الراحل الاسد وأوعز الى الاعلام السوري بنشر البيان". واضاف "بعد اتفاقية الجزائر واعلان بيان التأسيس تم بحث التأييد الدولي، واتصلت بالقادة الروس وتم اعلامنا بتغيير سياستهم مع الكرد وضرورة استمرار الثورة، وتم ابلاغهم بتأسيس الاتحاد الوطني الكردستاني وابدوا استعدادهم لدعمنا شرط ان يكون بشكل سري دون علم الحكومة العراقية"، كما تطرق الى علاقاته مع الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ورئيسها المرحوم جورج حبش الذي اعلن آنذاك استعداده لتقديم كل الدعم للاتحاد الوطني الكردستاني.
وأشار الرئيس مام جلال الى تشكيل المفارز الاولى وتضمنت الكلمة الكثير من صفحات النضال منذ تأسيس الاتحاد الوطني وعودة المناضلين الى كردستان حتى يومنا هذا.
وقال الرئيس مام جلال: ان احياء ذكرى تاسيس الاتحاد الوطني كان بصورة مختلفة هذا العام والاحتفالات تضمنت نشاطات وفعاليات متنوعة كافتتاح معارض لصور الشهداء الابرار وابراز دور النساء والمجال الرياضي، وقد منحت الصلاحيات لجميع مراكز التنظيمات باحياء هذه الذكرى كل في منطقته، وانا قد قررت المشاركة في هذه الذكرى بسرد بعض الذكريات عن تأسيس الاتحاد الوطني الكردستاني.
واضاف الرئيس مام جلال: نحن مؤسسي الاتحاد الوطني الكردستاني كنا عدداً من الاشخاص الذين كلفنا بانجاز الاعمال الحزبية في الخارج، والتقينا بعدد من الاخوة المناضلين في بيروت وتحدثنا عن أوضاع كردستان آنذاك وخاصة بعد ابرام اتفاقية الجزائر المشؤومة، بعد ذلك عقدنا اجتماعاً مع الاخوة مؤسسي الاتحاد الوطني الكردستاني، وقررنا تأسيس الاتحاد الوطني وإنشاء تنظيم جديد في كردستان، بعد ذلك توجهنا الى الشام وقد خولني الإخوة بكتابة البيان الأول وكان الاجتماع في مقهى طليطلة بدمشق، وكانت لي علاقات جيدة مع الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد، وكنا نتخوف من عدم نشر بياننا في وسائل الاعلام السورية بسبب وجود كلمة كردستان فيها، وقد اتصلت بالرئيس الراحل حافظ الأسد وابلغته بالامر، فأمر بنشر البيان في وسائل الاعلام السورية. وبعد عدد من الاجتماعات للهيئة التأسيسية للاتحاد الوطني الكردستاني تم الاعلان عن تأسيس الاتحاد الوطني.
وأشار الرئيس مام جلال الى علاقاته مع جورج حبش مؤسس الجبهة الشعبية لتحرير فسلطين، والذي اعرب عن دعمه ومساندته للاتحاد الوطني الكردستاني، وقال: ان حبش قال لي: انا اعتبر الاتحاد الوطني الجبهة الشعبية لتحرير كردستان، وذكر الرئيس طالباني ان حبش قد أخبر الحكومة العراقية في إحدى زياراته الى بغداد بأنه من الأفضل ان يمنح الكرد حقوقهم والا ستقوم الثورة مرة اخرى، ولكن الديكتاتور صدام حسين لم يستمع الى كلامه.
وتحدث الرئيس مام جلال عن العديد من المواقف والاحداث التي شهدتها كردستان بعد تأسيس الاتحاد الوطني الكردستاني وايام النضال الصعبة ضد الدكتاتورية.
وفي نهاية حديثه، بعث الرئيس مام جلال تحياته الى الرفاق مؤسسي الاتحاد الوطني الكردستاني وكل الذين كان لهم دور في المسيرة النضالية للاتحاد الوطني الكردستاني وجميع أبناء شعب كردستان.
|