×

  رؤا

جريمة بشعة وفرار مخز

08/08/2024

الإبادة الجماعية للإيزيديين في شنكال هي واحدة من الفصول الأكثر مأساوية في التاريخ الحديث والتي وقعت من قبل تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، ففي 3 أغسطس 2014، شن مقاتلو هذا التنظيم الارهابي هجوماً واسع النطاق على منطقة شنكال وسهلت هروب القوات المكلفة بحمايتها، السيطرة عليها وخلال الأيام والأسابيع التالية، ارتكب التنظيم فظائع كبيرة شملت القتل الجماعي لآلاف من الرجال والنساء والاطفال الإيزيديين وضمن سياستهم الهمجية اختُطفت آلاف النساء والفتيات الإيزيديات من قبل الدواعش، وتم بيعهن كسبايا،اضافة الى التهجير القسري لاهاليها و التدمير الثقافي لهوية المنطقة التاريخية بعد ان دمّر داعش معابدهم ومواقعهم الدينية.
الأرقام الأخيرة تشير إلى أن حوالي 2,800 امرأة وطفل من الإيزيديين ما زالوا في عداد المفقودين، بينما أكثر من 200,000 منهم ما زالوا مشردين، يعيشون في مخيمات غير ملائمة وسط معوقات بشان عودتهمإلى منازلهم وبناء حياتهم من جديد.

اثار تمكن بعض الناجيات من الهروب ورواية قصصهن البشعة للمجتمع الدولي، وهول الفظائع ،ردود فعل واسعة النطاق من قبل المجتمع الدولي حيث أصدر مجلس الامن قرارات عديدة ة تدين العنف والفظائع التي ارتكبها داعش، من بينها قرار 2170 و في عام 2016 تبنى المجلس الأمن قراراً يصف الهجمات ضد الإيزيديين بأنها إبادة جماعية، ما يعزز الجهود الدولية لمحاسبة المسؤولين عنها.

وضمن جهود المحاسبة والعدالة تم توثيق الجرائم ضد الإيزيديين من قبل فرق تحقيق دولية، مما أدى إلى بدء محاكمات لبعض عناصر داعش أمام المحاكم الدولية والمحلية بتهم الإبادة الجماعية وجرائم الحرب كما أنشأت الأمم المتحدة فرقاً خاصة للتحقيق في الجرائم التي ارتكبها داعش ، بهدف جمع الأدلة وتقديمها للمحاكم.
لايمكن الحديث عن فظاعة جريمة ابادة الايزديين دون التطرق الى الفرار المخزي والانسحاب المهين لقوات البارتي في تلك المنطقة التي اعطت إحساسًا زائفًا بالأمان للسكان الإيزيديين ودفعتهم يعتقدون أن الحماية العسكرية التي توفرها قوات البارتي كافية لردع أي تهديد محتمل وعدم توقع شن هذا الهجوم وبالتالي عدم اتخاذ الإجراءات الاحترازية اللازمة،ولكنهم فوجئوا بفرار تلك القوات قبل المدنيين مما تركهم يواجهون بمفردهم هول كارثة القرن الدموية،وبالتالي يُعتبر هذا الانسحاب أحد العوامل التي ساهمت في الكارثة الإنسانية التي تلت ذلك.
نتيجة لهذا الهروب العبثي للقوات المدافعة بحجة الافتقار إلى العتاد والذخيرة وتفضيل حياة جنودهاعلى السكان، تمكنت داعش من السيطرة بسهولة على المنطقة ويعتبر هذا الهروب خيانةً للأمانة والمسؤولية تجاه المدنيين العزل لذلك طالب العديد من الناجين والاطراف السياسية والمنظمات الحقوقية بإجراء تحقيقات شاملة في أسباب الانسحاب المفاجئ ومحاسبة المسؤولين عنه ولكن الى الان لم يتم تقديم أي مسؤول رسمي للمحاكمة أو المحاسبة بشكل قانوني او علني.
لقد كشفت هذه الحادثة عن أهمية التحضير الجيد والتخطيط الاستراتيجي في مناطق النزاع، وكذلك ضرورة الالتزام بمسؤولية حماية المدنيين من قبل القوات المدافعة و الحاجة إلى مساءلة القادة العسكريين والسياسيين عن قراراتهم التي تؤثر بشكل مباشر على حياة السكان المدنيين.
ستبقى إبادة الإيزيديين جرحاً مفتوحاً في ضمير الإنسانية، وتؤكد على الحاجة المستمرة لحماية الأقليات الدينية والعرقية من الاضطهاد والعنف ،فالتحديات كبيرة، لكن الأمل في إعادة بناء حياة هؤلاء الناجين يبقى دائماً.
وسيذكر التاريخ ان فرار قوات البارتي كان عاملا من عوامل بشاعة الفاجعة التي المت بالاخوة الايزديين كحقيقة لاتقبل الشك او تبريرات واهية ودموع التماسيح الزائفة كما سيذكر بشموخ ان الاتحاد الوطني الكوردستاني وامام هذه المأساة ورغم بعد المسافة بينه وبين المنطقة والعوائق التي كانت امامه، تمكن وبكل سرعة وبقوة صغيرة وبالتعاون مع القوات الاخرى في المنطقة من بناء خط دفاعي لحماية النازحين والمنكوبين وانقاذهم من الكارثة.
فالف تحية واجلال الى أرواح ضحايا الايزيديين، والشموخ لذويهم الأعزاء.

  مواضيع أخرى للمؤلف
←  ترجمات...الشرق الأوسط يستعد لحرب أوسع نطاقا
←  الوحدة والتكاتف..رغبة أم مسؤولية؟
←  اوراق في ذكرى الغزو الصدامي وخيانة الطاغية ​
←  ترجمات: استعدادت اسرائيلية وامريكية لـرد إيراني شديد
←  جريمة بشعة وفرار مخز
←  حزب DEM: اجتماعات الخبز والعدالة
←  شهداء تظاهرة كركوك و رسائل متعددة
←  مايكل روبين:السوداني يخاطر بالسيادة العراقية عبر استرضاء تركيا
←  تريندز: عصر طرق الحرير الجديدة في الشرق الأوسط
←  تشارلز ليستر:الواقع اسوأ مما تراه القيادة المركزية الأمريكية
←  هيلاري كلينتون:​كيف تستطيع كامالا هاريس الفوز وصنع التاريخ
←  سيمون ويتكنس:انهيار حلم استقلال إقليم كردستان في مجال النفط
←  بافل طالباني :الانتخابات امرحاسم لكردستان العراق لتصحيح المسار
←  ستراتفور:ما الذي يمكن فعله بالتوغل التركي المتجدد في شمال العراق؟
←  صلاح الدين دميرتاش:نحن أبناء الشعب، سننتصر حتماً
←  مسعود بزشكيان:رسالــــتي للعالــــم الجديـــــد
←  جيك سوليفان:يمكنكم الاعتماد على حلف قوي
←  الرئيس مام جلال..دفاعا عن سيادة العراق والحريات في يوم الاستقلال الامريكي
←  سيادة العراق في خطر.. لماذا هذا الصمت؟
←  الرئيس مام جلال نائبا لرئيس الاشتراكية الدولية ومن ثم رئيسها الفخري
←  مهامنا ورؤيتنا..بيان قادة مجموعة السبع في ايطاليا..2024
←  المناهج والامتحانات بين التعلم العميق أو السطحي
←  محاربة الفساد وتقوية الاقتصاد كفيلان بعدم عودة داعش للعراق
←  تجنبا لأخطاء الجيران..استجابة كردية لامريكا في تاجيل الانتخابات المحلية
←  بين الرصانة وفخ التطبيل
←  القاضي بين المسؤولية والتكابر
←  الذكرى الـ49 ..السير قدما لمواجهة التحديات العصيبة
←  اوراق من احتفاء الرئيس مام جلال بدور ومكانة الاتحاد الوطني وضروراته المرحلية
←  فورن بولسي: الديمقراطية في تركيا تراجعت لكنها لم تنته بعد
←  فورن بولسي: الديمقراطيات لم تعد صانعة السلام بعد الآن
←  مباحثات مثمرة ومسؤولة ..رسائل وتوضيحات
←  فورين بولسي: أسطورة وسائل التواصل الاجتماعي والشعبوية
←  تحريض وانحناء عبثي
←  إدانة سياسيين كرد في محاكمة جماعية غير عادلة
←  المونيتور:الاحكام بحق القادة الكرد، يضعف الآمال في التغيير الديمقراطي
←  تركيا في التقرير السنوي الامريكي حول ممارسات حقوق الإنسان لعام 2023
←  منظومة القيم الدولية في عالم متعدد الأقطاب
←  تقييم الضربة الإسرائيلية على إيران
←  العثور على شانيدار Z من كردستان
←  مام جلال.. المدافع الحقيقي عن العمال وحقوقهم ومآثرهم
←  زيارة اردوغان ..مسار جديد ام دوامة التازم؟
←  امريكا و حقوق الانسان في العراق واقليم كردستان
←  فورين افيرز: لا تتركـــوا العــــراق
←  واشنطن بوست:ما على الولايات المتحدة فعله بعد الهجوم الإيراني
←  فورين بوليسي: الرد الإسرائيلي على إيران تحدد شكل الحرب الإقليمية
←  واشنطن تايمز: إرث الإبادة الجماعية لصدام حسين
←  محمد شياع السوداني:​الطريق إلى التعاون المستدام
←  جون ب. ألترمان:خيار الانفراج بالنسبة لإيران
←  ديفيد اغناتيوس:​الشرق الأوسط على شفا حرب أوسع لا يريدها أحد
←  د. سرحد سها كوبكجوغلو:مشروع طريق التنمية العراقي التركي
←  ايزجي اكين:خمس نقاط رئيسية من الانتخابات المحلية في تركيا
←  القوة بالوكالة: كيف تشكل إيران الشرق الأوسط؟
←  من يخشى الانتخابات ؟
←  الأتراك مستعدون للتغيير فهل سيسمعهم أردوغان؟
←  نتائج الانتخابات.. زلزال سياسي وتحولات ورسالة تحذير
←  عن الانتخابات البلدية في تركيا ومعركة إسطنبول
←  فورين بوليسي:انتخابات تقرر مستقبل تركيا
←  المونيتور : الانتخابات المحلية في تركيا ومصير أردوغان
←  عصر اللاأخلاقية..هل تستطيع أمريكا إنقاذ النظام الليبرالي بوسائل غير ليبرالية؟
←  مشروع طريق التنمية العراقي التركي
←  ثلاث عقود من الريادة ومواكبة المرحلة
←  السابع من ​أكتوبر غير كل شيء، لكن ماذا لو لم يتغير؟
←  اسئلة الوجود العسكري الأمريكي امام الكونغرس
←  تنامي المخاوف من توسع صراع الشرق الأوسط في العراق
←  الانقسامات و تحديات أزمة الثقة العالمية
←  حرب غزة تُغيّر الشرق الأوسط.. وتُشعل شرارة التطرف
←  الحرب الإقليمية التي كان يخشاها الجميع بدأت بالفعل في الشرق الأوسط
←  العالم والمنطقة تحت مجهر المرصد
←  مؤتمر ميونخ للامن والمخاطر المحدقة في النظام العالمي وقواعده
←  زيارة مختلفة لرئيس منتخب الى دولة مختلفة
←  من اسبرطة الشرق الاوسط الى البيت الكرتوني ..
←  العالم والمنطقة تحت مجهر المرصد
←  مام جلال..يكفيك فخرا واعتزازا هذه المآثر
←  انعطافة المؤتمر وحتمية النجاح
←  الاستفتاء .. رفض البدائل الدولية والمجازفة بالمكتسبات
←  قمة العشرين .. أرض واحدة، عائلة واحدة، مستقبل واحد
←  اوراق من الغزو الصدامي للكويت
←  ثغرات يجب تفاديها
←  ملف ..القضاء بين الاستقلالية وسوء السلوك
←  حصاد عام صعب عبر (135) عددا من مجلة المرصد
←  عند الحلف بالله و التعهد للشعب
←  سيفر..المعاهدة الدولية الاولى التي تعترف بحقوق الشعب الكردي
←  الاتحاد الوطني وستراتيجية الاصلاح و التجديد
←  جريمة حلبجة شاهد على الجرح الكردي من معاداة لحقوقهم المشروعة
←  قضية كركوك ومراحل ولادة المادة 140
←  المسؤوليات الوطنية تجاه خياري كردستان واسكتلندا